تابع العالم وشاهد عبر شاشات التلفاز وبالبث المباشر، مظاهر الفرحة والبهجة الحقيقيتين في خروج أبناء الشعب السوري المشتاق للفرح والأمان والاستقرار، الى الشوارع والساحات والميادين، في دمشق واللاذقية وحمص وحلب، في ادلب ودرعا وسائر المناطق السورية الحرة، احتفاء باعلان فوز الرئيس السوري المنتخب بشار الأسد لولاية ثالثة لرئاسة الجمهورية العربية السورية لسنوات سبع قادمات.

تستطيع المعارضة المأجورة وصاحبة الخيبة الكبرى أن تعتبر الانتخابات مهزلة وصورية، لكنها لا يمكنها أن تعلن عن نفسها بعد ذاك اليوم أنها تمثل الشعب السوري أو تتحدث باسمه، لأن الشعب السوري بغالبيته العظمى لفظها من صفوفه وأعادها الى حجمها الطبيعي. فالشعب السوري أدار ظهره لنداءات الجربا الجرباء بأن لا يخرج للتصويت، فخرج الشعب بملايينه رغم القتل والدمار والقصف، ليعلن أن لا قائد له سوى بشار الأسد ولا دولة له إلاّ سوريا ولا نهج له خلا النهج القومي، لذا على الجربا وأمثاله ممن باعوا ضمائرهم في سوق النخاسة، وعلى أشلاء المعارضة أن تلملم أذيالها وترحل الى بلاد الصقيع لتشعر أن من يخون وطنه وشعبه لن يجد الدفء في أي حضن غريب.

يمكن للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومن لف لفهن أن ينعتوا الانتخابات السورية بغير الديمقراطية والمفبركة. لكن لا يمكن لها بعد اليوم أن تدعي أنها أكثر ديمقراطية من سوريا، وان شعوبها أكثر حضارة وثقافة من الشعب السوري، وأن من حق شعوبها أن تعيش في ظل نظام من الأمن والأمان بعيدا عن الارهاب وملحقاته، ولا يحق للشعب السوري ما يحق لشعوب تلك الدول التعيسة.

فتلك الدول التي تدعم أنظمة غارقة في الجهل والتزمت والديكتاتورية، وهي تدعي أنها تؤمن بالديمقراطية والتطور والعلم، وتحمل لواء حقوق الانسان، والتي طالبت سوريا بالتحول نحو الديمقراطية واجراء انتخابات ديمقراطية، نراها اليوم تضرب بعرض الحائط كل تلك القيم، وتستكثر على الشعب السوري خياره الديمقراطي، وتتجاهل الانتخابات التعددية الأولى في سوريا، وهي الخطوة الكبيرة على طريق نشر الديمقراطية في القطر السوري، بينما الدول الحليفة للغرب ما تزال غارقة في الرجعية والانغلاق والغطرسة وتتوارث الحكم بشكل غبي وأحمق والدول الغربية تطبطب على أقفية ملوكها وأمرائها الذين يستلذون ضحكا وتسخيما.

يجوز للمدعو سمير جعجع، المرشح الاعتباطي لرئاسة لبنان أن يتهكم على الدول التي ستعترف بنتيجة الانتخابات الرئاسية السورية. لكن يجب على سمير جعجع أن يموت قهرا بأن الأسد انتصر بانتخابات الرئاسة السورية وعاد رئيسا شرعيا منتخبا محبوبا من شعبه، بينما هو أقصى ما سيصل اليه أن يكون مرشحا مزمنا بالعنوة لرئاسة لبنان وأن يحلم هباء بكرسي الرئاسة، لأن معظم الشعب اللبناني يمقته ويكرهه ويتمنى لو يدوسه بأقدامه.

من حق كتلة "المستقبل" اللبنانية برئاسة الحريري الماضي في عقليته وعناده المستهجن، أن تنتقد تصريحات السفير السوري في بيروت وتبدي امتعاضها منها. لكن عليها أن تذوب خجلا وهي تحرض الدولة اللبنانية على السفير السوري وتعمل على اغتيال صوته، بحجة الاساءة لأنظمة عربية أساءت لنفسها وعروبتها وسقطت في امتحان التاريخ، وهي التي (أي المستقبل) بحت من شدة زعيقها دفاعا عن حق المعارضة السورية بالتعبير عن مواقفها.

من "واجب" العصابات الارهابية والفلقات المسلحة الغريبة والدخيلة على سوريا خاصة والعروبة عامة، أن تواصل عملياتها الارهابية وقتل المواطنين الأبرياء وتدمير بلاد الشام العظيمة مقابل المنح المالية السمينة. لكن يلزم عليها أن تعي أن الجيش العربي السوري البطل لن يرحمها ولن يدعها تواصل عبثها وساديتها ووحشيتها، وسيدوسها بأقدام أبطاله الشجعان حماة الوطن والديار والمواطنين أجمعين، لأن الشعب أعلن بكل وضوح ويقين أن لا مكان للغرباء المتوحشين والقتلة المأجورين والعبيد المأفونين في سوريا بلد الثقافة والفن والعلم والتآخي والحضارة الانسانية الراقية.

إن أعداء سوريا من كل الأعراق والولاءات يصرخون من شدة الوجع جراء الصفعة المدوية التي وجهها لهم الشعب السوري البطل والصامد، باعادة الثقة بالقيادة القومية والوطنية المتمثلة بالرئيس بشار الأسد ونهجه ورفاقه وطريقهم العروبي الواضح. لا يمكن بعد اليوم أن يزعم أنه يتكلم نيابة عن الشعب السوري الذي أعلن للعالم أجمع، وبصوت واحد موحد ومدوي أن سوريا تلفظ العملاء والمأجورين من الداخل والخارج. وما عبر عنه أبناء الشعب السوري من رغبة بالعودة الى سوريا التي عاشوا في كنفها سنوات طويلة من الاستقرار والعيش الكريم والحياة الهانئة، ورفضه لكل الادعاءات بحياة أفضل تمثلت في العصابات الارهابية وأنظمتها الظلامية وكبتها للحريات ونشرها للعبودية والتبعية والعودة الى الماضي المظلم السحيق، فالشعب السوري يريد الحياة ومن حقه أن يستعيد الحياة بعد سنوات من القتل والتدمير.

واليوم دعونا نردد مع القائد والمعلم الخالد جمال عبد الناصر، ما قاله بعد الضربة الأليمة التي وجهت للجمهورية العربية المتحدة بانفصال الإقليم الشمالي عنها، رافضا كل أشكال التدخل من عسكري الى اقتصادي الى سياسي في شؤون سوريا، مقدما الدرس والعبرة لمن يريد الشر لسوريا من "الأخوة والأشقاء" العرب للأسف، تلك الكلمات الخالدة التي تنطبق على وضع سوريا اليوم، فنقول مع عبد الناصر " عان الله سوريا الحبيبة على أمورها، وسدد خطاها، وبارك شعبها، وستبقى هذه الجمهورية العربية المتحدة رافعة أعلامها، مرددة نشيدها، مندفعة بكل قواها إلى بناء نفسها؛ لتكون سنداً لكل كفاح عربى، ولكل حق عربى، ولكل أمل عربى." كم صدقت يومها أيها القائد والمعلم وكم أنت صادق اليوم أيضا.
(شفاعمرو/ الجليل) 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]