معطيات قاتمة وخطيرة،ظهرت في التقارير الاخيرة التي نشرت من قبل جمعية" بطيرم" لتوفير حياة امنة للاطفال تشير لى ان نسبة 60% من الحوادث القاتلة هي من الاطفال العرب مع ان نسبتهم في البلاد تصل الى 27% من مجمل الاطفال،ويتبين ان 109 اطفال لاقوا حتفهم العام الماضي جراء الحوادث ومعظمها حوادث طرق،ومن هذا العدد 65 طفلا عربيا،وتبين ايضا ان 30 طفلا من منطقة الجنوب(المجتمع البدوي) لاقوا حتفهم في الحوادث وغالبية الحوادث تحدث للاطفال العرب امام البيوت وساحاتها،ويشير التقرير بشكل واضح الى ان خطر الموت من الحوادث يتهدد الاطفال في المجتمعات التي تعاني من اوضاع اقتصادية صعبة
عن هذا الموضوع التقينا دكتور نائل الياس مدير قسم الاطفال في المستشفى الفرنسي في الناصرة لمناقشة المعطيات والحالات التي تصل الى المستشفى.
يقول دكتور الياس: هذه المعطيات صعبة وخطيرة وممكن ان تكن اخطر بكثير من ذلك عندما نلمس ذلك على ارض الواقع أي عند لحظة وصول الطفل المصاب الى المستشفلى ،كثير من الحالات وللاسف لا يمكننا استقبالها نتيجة خطورتها ونقوم بتحويلها الى مستشفى رمبام في حيفا وغالبا ما اضطررنا لتحويلها عن طريق طائرة هيلوكبتر كي لا تسوء الحالة اكثر نتيجة مسافة الطريق ونستطيع السيطرة على الوضع .
وتابع:" جميع الحالات التي تصلنا يوميا تكون نتيجة حوادث بيتية أي حدثت داخل البيت مثل الاختناق ، السقوط ، استعمال ادوات حادة والاسوا من ذلك حوادث الدهس البيتيه أي ان الاهل يدهسون اولادهم داخل ساحة البيت .
يضيف دكتور الياس : لكي نستطيع توفير حياة امنه للاطفال علينا تكثيف تواصلنا مع الجهات المسؤولة عن هذا الامر ، هنالك ضرورة لوضع الخطة والاسترتيجية في العمل بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات تعنى بشؤون توفير حياة امنه للطفل مثل مؤسسة بطيرم ، نحن نعمل مرارا على تقديم المحاضرات للاهل في كيفية وقاية وحماية اطفالهم اضافة الى ارشاد الممرضات....لا يعقل ان نقدم الارشادات للاهل بعد وقوع الحادثة ، هنالك ضرورة لارشاد الاهل بشكل مستمر واطلاعهم على الحالات الخطيرة.
وتابع د. الياس:" هنالك علاقة مباشرة بين الحالة الاقتصادية الصعبة وبين زيادة الحوادث ، وهذا ما اشارت اليه المعطيات فالعائلات التي تعيش في ظروف اقتصادية صعبة ليس باستطاعتها توفير كل وسائل الحماية في البيت وغالبا ما تعيش في بيوت غير مريحة وغير امنه مثل انعدام جدار واقٍ في الساحات او الدرج يكون عاليا وصعبا وانعدام جدار امن على اسطح البيوت وايضا عدم وجود حدود واضحة بين ساحة البيت والشارع لذلك نرى ان الطفل الذي يعيش في هذه الظروف الصعبة يكون اكثر عرضة للخطر.
وعلى المؤسسات ان تضع هذا الموضوع في سلم اولويات البحث وتوفر الميزانيات اللازمة لتمكين الارشادات والفعاليات للاهل الامر الذي يقل من نسبة الحوادث البيتيه وتوفير حياة امنه للاطفال، انهى د. الياس.
[email protected]
أضف تعليق