لم يأتِ اختياري هذا العنوان صدفة، ولم أختَر العنوان التّقليديّ الّذي أتّبعه ويتّبعه كثير من أصحاب الأقلام والكتٌّاب في ديسمبر تنتهي الأحلام، وأنا لست بصدد الدخول في نقاش إذا كانوا على صواب أم لا.
عندما أكتب في نهاية ديسمبر، لا أشعر بأيّ ثقل ولا بغصّات في واحات صدري، ولا بانسداد في شراييني، وانقطاع في أنفاسي مرّة أخرى، لكنّي نعم، أشعر أنّي في سباق خاصّ ومميّز، مساره طويل وغير مفروش بالورود، أعدو فيه بغية الوصول
في ساعات الليل المتأخّرة، والنٌّجوم تراقصني، أعزف على أوتار أحلام يناير بمشاعر ممزوجة، مليئة بالتفاؤل والإنجازات المشرِّفة والمشرقة والآمال لتحقيق مزيد من العطاء، وغدٍ أفضل بدافع الرّغبة الأكيدة وبناء خطّة وبرنامج مدروس، يشمل نواحي ومجالات الحياة المختلفة، بعيدًا عن الغرور والغموض والمعادلات المركبة، الرموز المبهمة. أكتب بلغتي وأسلوبي الخاصّين لمن يُقدَّر له أن يقرأ لي.
أحاول أن أنسى وأتناسى .... أعود إلى ذاكرتي المتمرّدة،أصغي إلى ضجيج أفكاري، أتذكر أيام كانت شراييني مسدودة وقلبي ينزف، أشعر بنبضاته وواحاته الواسعة تحمل قصصًا وحكايات من الماضي، أسبح مجدّدًا في فلسفة مارتن هيتجر، الوجود والموجود وأفكاره الجهنمية لأصل إلى الذين هبطوا من السماء ورحلة أنيس منصور المثيرة .
تمرُّ الأيام والسنين بسرعة جنونية، وتطوي معها الذكريات والأحداث الحلوة منها والمرّة، ننسى ونتناسى ما يروق لنا، وتظل عالقة في الذاكرةِ، بعضها لا نتجرأ على أن نطوي صفحاتها لأنّ جرحها بالغ لا يندمل كباقي الجروح، نتوسّل للباري أن يمرّ شهر ديسمبر بأحداثه وأحلامه، نستعدّ لنستقبل بكلّ حفاوة ولهفة وترقب شهر يناير على أمل أن يبشر بولادة فجر جديد يُدِبُّ الأمل فينا، ويرسم البسمة غير المصطنعة على وجوهنا، ويزرع في النفوس تحقيقها قولاً وفعلا إيمانًا أنّنا فيه نطوي صفحة المعاناة والأحزان وتبدأ الأحلام مجدّدًا، أحلامٌ لا تشبه أحلام وتوقعات ما تقوله النّجوم، ولا ما تتوقّعه ماجي فرح، الفلكية ساحرة قلوب الملاين!
[email protected]
أضف تعليق