الانسان مبداْ ،موقف وكلمة ،تقال بصراحة ،حتى اْمام الجبابرة الذين يزرعون الاْرض جوراً ،ظلماً وفساداً ،طبقاً للحديث النبوي العطر :خير الجهاد هو كلمة حقّ تقال اْمام سلطان جائر ! ،والانسان الصّادق مع نفسه ،لا يخشى في الحقّ لومة لائم ! تمثل اْمام ناظرينا قصّة :الحلاّج،الحسين بن منصور 858 م -922 م ، 244 -309 ه ، القائل لجلاّديه وهو مصلوب : هما ركعتان في العشق،لا يصحّ وضوؤهما إلاّ بالدّم ، ومضى قائلاً : اقتلوني يا ثقاتي / إنّ في قتلي حياتي/ومماتي في حياتي / وحياتي في مماتي ! ثمّ اْضاف قائلاً: على دين الصّليب يكون موتي !اْي انا اّموت على دين الإسلام مصلوباً !
،إتُّهِمَ الحلاّج بنفس التّهم التي يطلقها التّكفيريّون الجدد اليوم ،بحقّ كل من لا يسير في ركبهم الغوغائي الانتقائي في الاْقطار العربية ،وبشكل خاصّ في سوريّة الاْبيّة التي تصمد شامخة اْمام كافّة قوى الرجعيّة العربية والعالميّة ،وكاْنّ عجلة التاريخ لم تَدُرْ اْبداً خلال عشرة قرون ،فالجمود ،الخمول ،الاجترار ،التّكرار ،شراء الذِّمم ،الخاوة ، مسح الجوخ ،بوس الاْيادي ،الضّحك على الذّقون ،الطّعن في الظهورعلناً وسرّاً ! كلّها تجارة رائجة! تقضي جلّ عمرك في نشاط سياسي ،اجتماعي ،اْدبي ،تربوي وانساني ،اْنت ومجموعة من الرّفاق الاْوفياء،تدفع الثّمن الباهض لقاء مواقفك ،فياْتي من هم كالفطاريش/الفُقَع على المزابل / وفي خضمّ فصل الشتاء ،بعد اْيّام عاصفة برقاً ،رعداً ،زمهريراً ، وفي الدفيئات الخاصّة الحديثة ،حيث توفّر لها البيئة المناسبة ، كي تُستنبت على مدار السّنة للاستفزاز والانتهاز وكسح السّوق.
* ياْتيك مراهق ،اْو شبه مراهق ، لا يفرّق بين الكوع والبوع ،يعتلي منصّة مشبوهة ،يبداْ بالقذف والتشهير ،متطاولاً على القطوف الحامضة ! لن تنزل وتهبط الى حضيضه الاْسفل ،تشكو الامر الى وليّ اْمره!فيقول لك هذا بصدق :والله هالولد منشّف دمّي ،فضحني بين الناس ،عزّر عليّ ،ما خلاّلي ولا صاحب ،الجيد المسامح ! *ثمّ ياْتيك من هو في مقتبل العمر،تشفق لحاله ،لكنّ شرّائي الذّمم ،تعبوا عليه واصطادوه وجنّدوه ليشهرسلاحه في وجوه الاْوادم ،بكلّ صفاقة ووقاحة !تقول :هذا هو زمان الشّقلبة! *وياْتيك هَرِمٌ مُتَصابٍ ،يسرف في استعمال المساحيق ،ليقنعكَ بصدق نواياه المبيّتة،الخبيثة واللئيمة ،يعرض عليك المغريات ،يكيل لك المديح والتّبجيل ،نفاقاً،مكراً وخداعاً،يتظاهر بالوداعة والشّفاعة ،يزرع لك البحر مقاثياً!تتجاهله ،ولا تعيره انتباها!لاْنّه مكشوف ! *ثمّ ينطلق
الفشّ من القش ،بعد ان اسبغوا عليه قناعاً مزيّفاً من الوطنيّة والقومية ،من صناعة إسرا-ميكا ،وتمويل قطر –كيّا ،بؤبؤ الرجعية ،لينظّر ويؤدلج في غيبيّاته ومتاهاته اللا متناهية يتلوه من لا هو في العير ولا في النّفير، علي معكو يا بعدي ،إمّعة رويبضة ! وما اْدراك ما هما
*تتضامن قلباً وقالباً مع اْخ عزيز ،ينفطر قلبك اْلماً وحزناً عمّا يقاسيه ويعانيه من جور الليالي وقسوة الحكّام الظّلاّم،تنشط من خلف السّتار للتخفيف عنه في محنته ،إلاّ اْن الانتهازيّين القُدُم الجدد،يصطادونه في محنته ،يحتالون ويختالون ،يوغرون صدره ويؤجّجون ناره ،كي يسلّطها عليك بالذّات ،البساطة وطيبة القلب تزجّه في مآزق ومتاهات هو بالغنى عنها ! *ولكي لا نُعمّم في مقاييسنا ،ولا نطبّق الخاص على العامّ في اْحكام كاسحة ،فهناك البعض من ذوي القلوب البيضاء والبسطاء الذين يغرّر بهم لطيبة قلوبهم ،فإنّنا نستثني هؤلاء من هذا المعيار ،على اْمل ان يعودوا الى جادة الصّواب ،قبل فوات الاْوان ،وجلّ من لا يسهو ،ولكلّ جواد كبوة ،ولكلّ لسان زلّة ،لا بدّ اْن تعقبها صحوة وعودة لمحاسبة الذّات !اْمّا المتصيّدون في المياه العكرة ،الحاقدون والشّامتون ،الذين يوغرون صدور الاْبرياء ،ويزيّفون الحقائق، على عينك يا تاجر ،يقتلون القتيل ويمشون في جنازته،ما عند قريش خبر !لا مين دِري ولا مين عِلِم ! لهؤلاء نقول :جاءالعربان لحذو خيولهم الاْصيلة المطهّمة ،فَمَدًّ الفاْر رجله ،ضانّاً اْنه من الخيول العربيّة الاّصيلة ،رغم ما يعتريها اليوم من تهجين ،تطعيم ،تزوير وبندقة للفوز بالجوائزوالشهادات،عدا عن التّلميع والتّرقيع !
هؤلاء واْتباعهم ،ظِلالهم وضَلالهم،اْشباههم ومرتزقتهم، ع َ العمية والغمّيضة ومن يسيرون في فلكهم ،لغايات في نفوس اليعقوبيين كافّة ،هم الانتهازيّون الجدد ،ولا اْود تشبيههم ،معاذ الله ،بالنّازيّين الجدد ،ديدنهم ودينهم الاصطياد في المياه العكرة ، ينتقلون من بيت الى آخر ،ومن حلقة الى اْخرى ،ومن منصّة مشبوهة الى اْخرى اْكثر شبهة منها ،للتحريض والدّس ،للتشويه والتّزوير ،وكاْنّ براءة الاْطفال في اْعينهم المكحولة واللي ماكليتها الغولة ،معاذ الله ،يقلبون الحقائق راْساً على عقب ،الفالح يصبح ويمسي طالحاً ،والطّالح يبيت وينهض وطنيّاً اْمميّاً،بعد التّلميع والتّنفيع في معاهد التّجميل المحلّيّة والاْجنبيّة !يجوبون البلاد طولاً وعرضاً لنثر سمّهم الزّعاف ،وفحيحهم القتّال ،لِواْد كل ّ فكرة بنّاءة وعمل وطني صادق ،بلا شوشرة وشوفوني يا ناس !صديق الاْمس يصبح عدوّاً لدوداً ، وعدوّ البارحة يصبح خلاًّ وفيّاً،محطوط ع َ عُبّ اللحم!
لهؤلاء نقول ،حسنة لوجه الله !كُفّوا عن غِيّكم وضلالكم ،توقّفوا عن السّمسرة وشراء الذّمم ،البشر والطّيّبين منهم ،بالذّات ،ليسوا محطّات تجارب ! ما تبيعوا المَيّ بحارة السّقّايين !
*يقول شعراؤنا الشّعبيّون والحدّاؤون في اْعراس الزّفاف : لا تْعِدّ الخيل ، عِدّ ظهورها ! رافق المَسْعَد تِسْعَد ! رافِق التّعيس بْيِطْلَعْلَك إبليس ! تتذكّر ما في مخزونك الاْدبي،القصص ،حكايات العرب وطرائفهم ! تبدو لك قصّة مجير اْمّ عامر !تعود الى الوراء ،وإذا بك َ مع قصّة الجمل والإعرابي في ليلة زمهرير ،حيث يتحايل الجمل على الإعرابي ويطرده واْولاده من خيمتهم !
تعود لنفسك لمراجعة حساباتك،تضرب اْسداساً باْخماس ! لعلّكَ اْخطاْتَ في مكان ما ،اْو موقف ما ،تجول في خاطرك سجلاّت ويوميّات،ذكريات وتضحيات ،تستعين باْصدقاء اْوفياء ،تثق بهم ولا يخالجك شكّ بصحّة مواقفهم وصدق مشورتهم ! ينبري هؤلاء لتوّهم لجرد الحسابات ،ما تيسّر وما تعسّر ،يطمئنونك ويهدئون من روعك ،باْنّ الدنيا مازالت باْلف خير ،رغم جنوح الاْسباب وعسرة الحساب ، يقولون لك بصدق وإخلاص :مين جرّب المْجَرّب كان عقلو مْخَرّب !تُبسمِلُ، تُحوقِلُ ،تستعوذ ،تُحَمْدِل وتستدرك ! تعود الى مخيّلتك مقولة :وإن كنت لا تستحي فافعل ما تشاء ،تتذكّر ما ردّدته جدّتك :يوم عنبك وتينك كلّ النّاس محبّينك ،خَلص عنبك وتينك كلّ الناس عدوّينك ! وتمثل اْمام ناظرَيك مقولة جدّك :إتّق ِ شرّ من اْحسنت اليه ! حتّى لو تمسكن حتى تمكّن ،اْو اْكل الطّعم وشمّع راس الخيط!وتخلص الى القول :رغم الانتهازيّة والاستفزاز،فَإنّ المسامح كريم !إقلب قلبنا ،فتحنا صفحة جديدة ،حتى لو صفّينا ع َ الحديدة!
[email protected]
أضف تعليق