عاد مشهد أعلام الدول يغزو بيوت بلدي، مع اقتراب بطولة كأس العالم في كرة القدم (المونديال). وهي مناسبة تدعو للفرح الكبير والفخر العظيم، فها هم أبناء بلدي يعودون لانتماءاتهم وبات لهم دول وأعلام. فهذا من دولة البرازيل وذاك من ايطاليا وآخر من ألمانيا ورابع من فرنسا، وخامس من الأرجنتين وسادس من هولندا وسابع من روسيا، وتبقى البرازيل صاحبة "حصة الأسد" في الأعلام كالعادة، فما بالك وهي اليوم البلد المضيف للمونديال، فان محبتها تزداد وتتضاعف وبالتالي فان عدد أعلامها يتضاعف ويزداد.
وغدا ستجوب السيارات مطلقة الصفير وملوحة بالأعلام كلما فاز منتخب، حيث يخرج مؤيدوه يعلنون فرحتهم بالنصر الذي أحرزه "منتخبهم"، ونكايتهم بجمهور الخصوم، وهكذا كل يوم ستكون أفراح ويقابلها أتراح. وسنعيش شهرا "أمميا"، نكون فيه مع جميع الدول، لكن عندما ننظر حولنا بعد زوال "السكرة"، لن نجد أحد معنا أو حولنا أو وراءنا.. إلى أن نجد فرحتنا الحقيقية.
ولأننا نعشق الديمقراطية التي تعلمناها في "دولتنا"، إلى حد أننا أخذنا نعير بها أشقاءنا العرب الذين التقينا بهم بفضل اتفاقيات "الصلح"، بين دولتنا "العبرية" المنفتحة والمتطورة ودول أشقائنا العربية المتخلفة والبدائية، فاننا نجيد لعبة الديمقراطية الى أقصى حدودها، ولا نخجل من تعليقها على أسطح منازلنا، حيث تجد على سطح منزل واحد أكثر من علم، دلالة على التعددية والديمقراطية التي نعيشها في بيوتنا، بل أن بعض البيوت على استعداد لأن تتعايش فوقها أعلام البرازيل وايطاليا بسلام وأمان، كما نتعايش نحن العرب واخوتنا اليهود في نفس الدولة، في ظل نقاش ديمقراطي بين الأخوة والأشقاء على صحن حمص وكأس كوكا كولا.
[email protected]
أضف تعليق