كلما رأيتُ أحدا من المسؤولين او الوزراء او النواب او الاعيان السابقين، يتذمّر من إهمال الآخرين ويقصد المسؤولين الحاليين، تذكّرتُ اغنية المرحوم عبد الحليم حافظ والتي عنوانها «حاول تفتكرني» والتي كتبها الشاعر محمد حمزة ولحنها الموسيقار بليغ حمدي اوائل السبعينيات، واشتهرت وقتها، وكان «محسوبكم» في مرحلة المراهقة/ اوائل الثانوية. وكي ازيدكم من الشعر بيتا اقول، إن بليغ حمدي لحّنها على المقام الموسيقي المفضّل لديه وهو «مقام بيات».

يشاع ان أغنية «حاول تفتكرني» مهداة للفنانة سعاد حسني، التي ارتبطت بقصة حب مع العندليب ويقال ـ والله اعلم ـ أنهما تزوجا سرّا. وبعد أن فشلت للأسف جميع محاولات الصلح لعودتهما مرة أخرى الأمر الذي جعله يبعث لها بـ»رسالة» من خلال هذه الأغنية بأن تحاول تتذكره دائماً ولاتنساه.

المناصب غالية علينا نحن الاردنيين. واذا كان عبد الحليم ظل يبث نجواه الى حبيبته ، يستحثّها على «تذكّره»، فإن حال المسؤولين»السابقين» لا تختلف عن حال العندليب، اللهم في الجهة المقصودة بـ» الرسالة».

وقد ـ اكتشفتُ ـ،ويا لكثرة ما أكتشف، اشياء»هايفة»، أن كلمات الاغنية تنطبق تقريبا على حال هؤلاء المسؤولين الذين «يولولون» آناء الليل وأطراف النهار، ويشكون مُرّ الشكوى من الاهمال والنسيان، والجريء منهم، يشكو «النُّكران» وهو» اللي عمل وسوّا للبَلد».
تأملوا مطلع الاغنية التي تقول:
«انا اللي طول عمري بصدّق كلام الصبر في المواويل.
وانا اللي طول عمري بقول الحب/»المنصب» عمره طويل
من كتر ما كان الحب واخدنا
وكل حلاوة الدنيا في ايدنا (حيث التباهي امام الجيران والاقارب وزملاء الدراسة في الماضي).
لا فكرنا زمان يعاندنا (ويطير المنْصِب)
ولا ايام تقدر تبعدنا (عن البرستيج)
وعشنا الحب (والنغنغة) بالايام
وكل بكره فيه أحلام
واتاري كل ده (اللي فات).. اوهام...!!!!

لهذا، تجدهم، في كل مناسبة، وعلى كل «منسف»، يصدحون ويصرخون وينادون صاحب القرار،،»حاول تفتكرني»
حااااول.!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]