تشير معطيات لجنة التعليم العالي على أنه وفي العام الدراسيّ الحالي يتعلم 29314 طالب عربي من أصل 257145 طالب، أي ما يعادل الـ 11% من طلاب الجامعات والأكاديميات هم من العرب علمًا أن نسبة العرب في المجتمع عامةً تعدت الـ 20%، ونسبة الشباب العرب في المجتمع عامةً بلغت (وفق معطيات الـ 2012 لمكتب الإحصاء المركزيّ) الـ 26%.

100 علامة فرق معدل بالبسخومتري و- 15.5% من الطلاب العرب يتركون الجامعة

ويعلل مختصون هذه النسبة المتدنية للمعيقات والتحديات التي يواجهها الطالب العربيّ، فوفق لمعطيات لجنة التعليم العالي فأن عدد الطلاب العرب الملائمين من حيث العلامات للقبول للجامعات والأكاديميات الإسرائيلية أقل بكثير من الطلاب اليهود. وأحد المعيقات هو امتحان البسخومتري، وفي أكثر من مناسبة أكد المركز القطري للقياس والتقييم والذي يجري امتحانات البسخومتري أن هنالك فارق 100 علامة معدل بين الممتحنين من العرب واليهود (لصالح الطالب اليهودي طبعا).

معيق آخر هو اللغة والتعامل مع اللغة العبرية والإنجليزية، وفي هذا السياق أشارت المعطيات الصادرة عن المؤسسات الأكاديمية أن 15.5% من الطلاب العرب يتركون التعليم في السنة الأولى بسبب المعيقات والتي أهمها اللغة العبرية، ولا غرابة في أن يتوجه 5 الاف طالب عربي إلى الأردن و- 3 الاف آخرين إلى الجامعات في الضفة الغربية.

سمري تحول المعاناة من سنة أولى إلى "فكرة"

الطالبة أسمهان سمري، لقب ثاني في الصحافة والإعلام في الجامعة العبرية في القدس، كانت من الطلاب الذي واجهوا صعوبات اللغة وتحديات أخرى، منها سياسية ومؤسساتية ايضًا، إلا أنها تخطت تلك الصعاب مستمرة إلى اللقب الثاني بالمثابرة وبمساعدة الأصدقاء والزملاء من حولها.

تجربة سنة أولى دفعت بأسمهان إلى العمل على مساعدة الطلاب العرب طوعًا بداية الأمر، فالراغب بدراسة الإعلام والصحافة كان يتوجه إليها، لاحقًا تحوّل هذا الاحتياج إلى عمل منظم مدعوم من قبل قسم الإعلام في الجامعة ووحدة تكافؤ الفرص للطلبة العرب.

وفي حديثٍ مع أسمهان سمري قالت لـ "بكرا": التحوّل إلى التعليم الأكاديمي ليس بالسهل على الطالب العربي، فجأة عليه أن يترك المنزل، ويبدأ بالدراسة بلغة أخرى، ربما أستعملها في الشارع لكن اللغة الأكاديمية تختلف تماما عما نستعمله في الشارع.

وتضيف: تحديات اللغة وطريقة التعليم المختلفة والجو العام المختلف تماما عن ايام المدرسة والجيل أيضًا (العرب يتعلمون بجيل الـ 18-19 عامًا فيما متوسط عمر الطالب اليهودي 24 عامًا) دفعتني للعمل على مساعدة الطلاب العرب في سنتهم الأولى، حتى التقيت بمستشارة قسم الإعلام في الجامعة والتي عرضت عليّ أن يكون هذا العمل ممنهج أكثر ومدعوم من قبل وحدة الإعلام.

وتقول عن المساعدات التي تقدمها للطلاب العرب: نساعد الطلاب في التسجيل، وفي تعبئة البرنامج والحصص الدراسية، أية مساقات يختار الطلاب، وكيف يقوم بكتابة الوظائف، كما ونساعد في التنقيح أحيانًا وفي توجيه الطالب لاستعمال لغة أكاديمية.

وعن مدى دعم إدارة قسم الإعلام للمشروع قالت: رئيسة قسم الإعلام استر شيلي نويمان تساعد بشكل كبير وتعمل دائما على دعم مشاريعنا، قريبًا نحن بصدد تنظيم مؤتمر موسع للطلاب يحضره خريجو قسم الإعلام للحديث أمام الطلاب عن تجربتهم بعد التعليم واندماجهم بسوق العمل.

وفيما يتعلق بالتجاوب من قبل الطلاب وصفته سمري بالجيد مطالبة الطلاب العرب استغلال هذا "الإمتياز". وتوجهت سمري لكل المعنيين في تعلم الإعلام والاتصال في الجامعة العربية ولديهم بعض التساؤلات التوجه إليها عبر البريد الإلكتروني التالي: [email protected].

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]