يَهِلُ علينا في هذه الأيام مناسبة جميلة وهي يوم الطفل العالمي أو عيد الطفولة ويُحتفل بوصفه يومًا للتآخي والتفاهم وترفيه الأطفال في أغلب دول العالم عن طريق الحفلات في المدارس ورسم الأشكال على وجوههم وإقامة المهرجانات والمعارض والأنشطة المختلفة.
الطفولة كلمة واحدة تحمل عالمًا قائم بحد ذاته هو عالم يتميز به لبراءته وطيبة قلب كل طفل بعيدًا عن انشغالات الحياة التي تجعلنا أحيانًا نتصف بصفات لا تكون دائمًا إيجابية وغالبًا ما نلتجئ إلى ذكريات الطفولة لنجد القليل من السعادة عندما نشعر بالضيق أو لدى مواجهة أي مشكلة أو ننظر إلى وجه طفل ليعكس لنا لحظات من السعادة والحنان ولكن سرعان ما يتحول عالم الطفل وبراءة وجهه إلى مصدر ألم وخوف على ما يعانيه أمام الظلم الذي يخيَّم أحيانًا عليه والمشكلات التي يواجهها والتي تمحي ملامح الحب والطهارة وترسب الكئأبه والتعب من المشكلات التي يتعرض لها ومنها العماله والعنف والاغتصاب وغيرها.
إنَّ عالمًا بلا طفولة هو عالمًا بِلا حياة فالأطفال هم الأزهار التي نروي بذورها اليوم لتتفتح على مستقبل مليء بالأمل والتفاؤل والأمان.
إنَّ تقدَّم الأمم المتحضرة أو مستقبلها مرهون بمستقبل أطفالها وثروتها البشرية لا تقل أهمية عن ثروتها المادية وحتى تستطيع أن تحقق أهدافها تضع على رأس أولوياتها رعاية الأطفال الرعاية الصحية والتعليمية وحمايتهم من الاستغلال والعنف عن جو المشكلات التي تهدد نموهم وتكيَّفهم مع البيئة إذ أّنَ الطفل هو ثروة المجتمع وهو باني المستقبل الذي لا بُد المحافظة عليه وتربيته تربية صالحة فهو رجل المستقبل واللُبنه الأولى في بناء المجتمع إذا ما صلحت صلح البناء كله وإذا ما فسدت فسد ولتحقيق ما تطمح إليه المجتمعات في مجال رعاية الطفل ينبغي التركيز على عدة محاور وأهمها:
1) الاهتمام بالروح الإبداعية لدى الأطفال ورعايتها وتنميتها.
2) التغلب عن جوانب النقص في المعرفة والخدمات المقدمة للطفل.
3) المساهمة في تحسين نمو وتطوَّر الطفل في المدرسة مع الاهتمام المستمر.
4) وضع برامج للنهوض بالمؤسسات ذات العلاقة المباشرة بالأطفال ودراسة وضع الطفل والتعاون معها.
5) مناهضة كافة أشكال العنف (اللفظي والمادي) الموجهة ضد الطفل.
6) احترام اختيارات الأطفال المتعلقة بمستقبلهم الدراسي والعلمي والاقتصادي.
لا بد أن أُشير إلى دور الإعلام والذي تقع على عاتقه مسؤولية ودورًا مهمًا في مساعدة ومساندة الطفل على تخطي بعض أزماته لا سيما أنَّ الطفل في مرحلة طفولته لا يدرك ولا يعي ما يدور حوله فمن المفترض على الإعلام التخطيط المستقبلي ويتم من خلاله المحافظة على الطفل وتربيته التربية الإعلامية التي من خلالها يعرف كيف يتعامل ويستفيد من تلك القنوات الإعلامية فالإعلام له دورًا نظرًا لكونه يلعب دورًا مهمًا في دور حياة الأمم.
ليس مستغربًا أن يكون هناك حقوق خاصة بالطفل وواجبات اتجاهه واليوم العالمي للطفل جاء ليكون بمثابة حماية أمام ضعف الطفل في مواجهة قوة أكبر منه والذي ينتهك حقوقه في بعض الأوقات ولتذكير الحكومات بالالتزامات التي قطعتها على ذاتها تجاه الأطفال والتذكير الدائم بضرورة سعي الجميع نحو تغيير واقع أطفالنا في أنحاء العالم نحو الأفضل.
لأطفالنا الحق بالراحة والعيش الكريم والاحترام هذه حقوق فرضتها المواثيق الدولية وتفرضها أيضًا الديانات السماوية ويفرضها كل إنسان عاقل يحب الحياة ويؤمن بالعيش الكريم وأفضل هدية يمكن أن نقدمها لأطفالنا كل يوم وليس فقط في يوم الطفل العالمي أن نمنحهم حقوقهم والاحترام في الإنسانية.
وما زالت مقولة الشاعر الراحل توفيق زيَّاد مرسومة في قلوبنا (وأُعطي نصف عمري لمن جعل طفلًا باكيًا يضحك)، نتمنى فعلًا أن نجعل جميع الأطفال الباكيين يضحكون والضاحكون ينعمون بالسعادة كل يوم.
وفي هذا اليوم لا يسعني إلَّا أن أتمنى لأطفالنا في العالم بِأجمعِهِ أن ينعموا بالحرية والكرامة ولا نترك طفلًا مُهانًا في هذه الدنيا وكل عام وأطفال العالم أجمع بخير وصحة وسعادة.
[email protected]
أضف تعليق