تحت هذا العنوان يكشف يزهار هس، في "يديعوت احرونوت" الاهانة التي وجهها حاخامات اسرائيل الى البابا خلال اجتماعه بهم أثناء زيارته الى اسرائيل في مطلع الأسبوع الجاري. ويقول انه يمكن بعد مغادرة البابا رواية ما حدث خلال التقائه بالحاخامات الرئيسيين، فقد كان ذلك عرضا كان يمكن للمشاهدين ان يصلوا خلاله بأن المترجم الذي انحنى على كتف البابا، كان شخصا واعيا، وحرص على ترجمة ما قاله الحاخامات بشكل مغاير.

ويقول هس ان الاهانات بدأت في طريقة توجه الحاخام الرئيسي لإسرائيل، ورئيس المحكمة الدينية العليا الحاخام يتسحاق يوسف شليطا الى البابا. فعندما استدعي لإلقاء كلمته رحب شليطا ببخل شديد بالحبر الأعظم، ولم يقل الا كلمة "حضرة البابا"، ومن ثم انتقل على الفور الى الترحيب بزملائه الحاخامات واغدق عليهم الألقاب والثناء، وكأنه اراد الاشارة الى زملائه الحاخامات بأن هذا الضيف الغريب، لا يثير اهتمامه.
ويشير هس الى خطاب شليطا، الذي كان في الواقع موعظة، بدأها في الحديث عن الوصايا العشر، حيث روى للبابا عن الوصية التي تتحدث عما بين الانسان والمكان، وبين الانسان وصديقه، ثم عن الرابي شمعون شيطاح الذي اشترى حمارا فعثر على حجر ثمين اخفي على الحمار فقام باعادته الى البائع الغريب، الذي اذهلته استقامة اليهودي الى حد جعله يعترف بالخالق! ثم تابع قائلا: "لدى الشعب اليهودي لا يمكن الفصل في ظل الخوف من السماء، بين الانسان وصديقه".

ويكتب هس: من المتعارف عليه عادة الترحيب بالضيف وتعداد مناقبه وما قام به. لكن هذا لم يحدث هنا، الا في نهاية الخطاب عندما تطرق شليطا الى قيام البابا بشجب حادث اطلاق النار في بروكسل، حيث حياه على ذلك، لكنه واصل: "يجب على الكنيسة وبشكل دائم شجب العمليات الارهابية ضد الأبرياء".

وبعد شليطا جاء دور رئيس مجلس الحاخامات الرئيسي، الراب دافيد لاو شليطا، الذي لم يرمش له جفن عندما افتتح كلمته بالترحيب بزميله يتسحاق شليطا، وبعد ذلك فقط رحب بالبابا، وعلى الفور توجه الى اعضاء مجلس الحاخامات وعدد الاسماء واحدا تلو الآخر. اما رؤساء الكنائس الذين رافقوا البابا، فلم يذكرهم احد لا بالاسم ولا بالمنصب.

وكسابقه، سعى لاو الى تعليم البابا مدى طيبة اليهود، حيث قال: "وصلت اليوم الى اسرائيل ورأيت حرية العبادة، هنا يستطيع اليهود والمسلمين والنصارى اداء طقوسهم، لأننا نهتم بكل من خلقهم الله". وكسابقه لم يتحدث عن مناقب البابا، واختتم بشكره على "تصريحه الهام ضد اللاسامية".
ويعتبر هس ما حدث خلال اللقاء بمثابة تفويت لفرصة تاريخية. وقال "ان هذا اللقاء كان يمكن ان يصل الى قمة المصالحة والاخوة، سيما وان لدينا حسابا طويلا مع النصرانية. فباسم الأب والابن والروح القدس، اهين اليهود وقتلوا طوال مئات السنين، وها هو البابا يصل الى القدس، ويصلي في حائط المبكى، ويزور جبل هرتسل، بل ويأتي الى مقر الحاخامية الرئيسية لتكحيل وجوه الحاخامات الرئيسيين، بينما ردوا هم عليه بالرياء والعنصرية والتحقير".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]