لم أكن أتصوّر، حتى في أسوأ الأوقات، أنني سأضطر يوماً إلى الكتابة عن أمر بديهي وهو أنّ «إسرائيل» ما هي إلاّ عامل مدمّر لتطلعات أمتنا العربية كلّها من محيطها إلى خليجها. كما أنني لم أتصوّر أنني في حاجة إلى أن أبرهن لبعض قراء العربية أنّ ما تتعرّض له سورية منذ بداية هذه الحرب عليها كان مخططاً «إسرائيلياً» بمرتسماته وتفاصيله وأهدافه.
قبل الدخول في تحليل ما أرمي إلى بلوغه، أودّ أن أؤكّد أنني أشعر بالاعتزاز بوعي الكثير من أبناء الأمّة، سواءً كانوا صحافيين أو محامين أو مثقفين أو تنظيمات مدنية وجماهيرية، لأنّ هؤلاء جميعاً وعوا منذ الأيام الأولى للأزمة السورية أنّ «إسرائيل» تقف ضدّ تطلعاتهم التي تُجسّدها سورية بقيادتها وبمواقفها المشرّفة. بلى، ثقتي وإيماني بجميع هؤلاء وغيرهم من الغيورين على مصالح أمتنا العربية لا يتزعزعان، لأنّ هدف هذه الحرب الكونية على سورية التي موّلها ورعاها الغرب، ونفّذها بحذافيرها بعض حكّام العرب، هو قتل أحلام العرب وآمالهم وتطلعاتهم في كل مكان.
تصفية القضية الفلسطينية، واستمرار الاحتلال «الإسرائيلي» للجولان العربي السوري وما تبقى من أراض تحتلها «إسرائيل» من جنوب لبنان هي في أعماق أعماق العدوان الذي تتزعّمه الولايات المتحدة الأميركية ضدّ سورية نيابةً عن «إسرائيل». وليس جديداً القول إنّ محور الاهتمامات الأساسية للسياسة الأميركية والغربية في العالم العربي كان دائماً وبأي ثمن ضمان ما يُسمّى «أمن إسرائيل». وللوصول إلى هذا الهدف «الإسرائيلي» لا بدّ أوّلاً من تصفية الحقوق العربية برموزها وكلّ من يساندها ويقف إلى جانب شعبها. وتنفيذاً لذلك، لم تترك إدارات الولايات المتحدة الأميركية فرصة لدعم «إسرائيل» مادّياً وعسكرياً واستخباريّاً وتجارياً وإعلامياً إلاَّ واغتنمتها، بغضّ النظر عن نتائجها الكارثية. والدليل على ذلك سكوت الولايات المتحدة عن دور «إسرائيل» المدمّر لنظام منع انتشار أسلحة الدمار الشامل بأنواعها الكيميائية والبيولوجية كافة، وصمتها مثل صمت القبور على هذا الخطر الماثل أمام البشرية. وليس ذلك فحسب، بل وصل الأمر إلى إجبار بعض الدول العربية، خاصّةً في الخليج، على استيراد البضائع «الإسرائيلية»، أو استيرادها في إطار مقولة «إن لم تستح فافعل ما تشاء».
لا أذيع سرّاً إذا قلتُ إنّ بعض المسؤولين العرب أصبح يتباهى باللقاءات مع «الإسرائيليين» والدفاع عن سياساتهم وتبرير مواقفهم ضدّ الشعب الفلسطيني وانتصارات المقاومة اللبنانية، إذ ظهر ذلك من دون خجل عند العدوان «الإسرائيلي» على لبنان. آنذاك، شكّلتْ بعض الدول العربية مثل السعودية، ومعها مصر مبارك، حاضنة للموقف الأميركي «الإسرائيلي» الذي دعا إلى تدمير لبنان ومقاومته الشريفة المنتصرة والتي أذلّت عرب الهزيمة قبل إذلالها لـ«إسرائيل» ومن يدعمها. ولا أذيع سراً إذا قلت إنّ معظم الدول الخليجية لم تدفع منذ عدّة سنوات المخصصات والأموال التي يجب أن تقدم للجانب الفلسطيني لحماية القدس ووقف تهويدها، أو أنها لم تدفع إلاَّ اليسير منها، وذلك كلّه تنفيذاً لأوامر واشنطن و»إسرائيل»، والأشقاء الفلسطينيون أكثر العارفين بذلك. أما «المرجلة» التي يتحدث بها وزير خارجية فرنسا وتهديده لسورية فإنها تأتي دفاعاً عن مشاركة مئات الفرنسيين في الحرب الإرهابية على سورية، بما في ذلك نحو 300 فرنسي يشاركون الآن في القتال، بحسب ما ذكر وزير الداخلية الفرنسي بتاريخ 19/5/2014 في جريدة «القدس العربي».
لم تعد العلاقة بين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية و»إسرائيل» و»الإخوان المسلمين» سرّاً، بل بات أمراً معروفاً للقاصي والداني إذ تجسّد في المواقف والسياسات الأميركية والأوروبية. والاجتماعات التي عقدتها الاستخبارات الأميركية مع ممثلي «الإخوان المسلمين» بحضور «الإسرائيليين»، بل بقيادة «الإسرائيليين» لهذه الاجتماعات، غدت على كلّ لسان. والمحصّلة هي أنّه لضمان أمن «إسرائيل» فإن «الإخوان المسلمين» هم المؤتمنون من قِبَل «إسرائيل» على حماية مصالح «إسرائيل».
وبغضّ النظر عن تقويمنا لما حصل في تونس وليبيا ومصر واليمن من حوادث، فإنّ الوقائع تثبت تسليم الأميركيين ومن خلفهم «الإسرائيليين» لمقاليد السلطة في بلدان، ما نخجل الآن من تسميته بـ«الربيع العربي» لـ«الإخوان المسلمين» لتنفيذ هذا القرار الصهيوني الأميركي. ونفذت حكومة «الإخوان المسلمين» في مصر بقيادة مرسي هذه التعليمات بدقة متناهية، فاستحقّت انتفاضة شعب مصر العظيم وجيشه على «الإخوان المسلمين» في ثورة 30 حزيران 2013.
تصوّر مخططو «الربيع العربي» أنّ «إنجازاتهم» في مصر وليبيا وتونس ستقود حتماً إلى إسقاط سورية لقمة سائغة بين أيديهم وأيدي «الإخوان المسلمين» وقطعان الإرهابيين المتوحشين لإنهاء آخر قلاع الصمود في وجه «إسرائيل» وتوسعها على حساب الأرض العربية، لكي تفرض «إسرائيل» ومن خلفها المتصهينون في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والأنظمة العميلة لهم في المنطقة، خاصّةً في الخليج العربي، نفوذها وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية لإرضاء «الإسرائيلي».
استخدم «الإسرائيليون» أدواتهم في سورية من مجموعات إرهابية مسلّحة ومرتزقة وعملاء من بقاع الأرض كافة للنيل من الجيش العربي السوري، القوّة الوحيدة التي تعي «إسرائيل» أنّها تستعدّ لاستكمال انتصارات حرب تشرين. وتدرك «إسرائيل» استحالة قيامها مباشرة في إنهاك القوّة السورية، بل جرّبت ذلك وفشلت، خاصّةً من خلال اعتداءاتها المباشرة على جيشنا مرتين خلال هذه الحوادث. ومنذ بداية الأزمة استهدفت خطوط المواجهة العسكرية السورية مع «إسرائيل». وما نراه الآن من معارك بين الجيش العربي السوري والمجموعات الإرهابية المسلّحة عند خطوط وقف إطلاق النار دليل على تورّط قطعان الإرهابيين في تنفيذ العدوان «الإسرائيلي» على سورية. فهؤلاء «الثوار» يدخلون بمجموعاتهم من القتلة إلى الأرض السورية المحتلّة وبعد ذلك ينتشرون إلى داخل الأراضي المحرّرة بحماية ودعم «إسرائيلي» ناري ولوجستي لمهاجمة الجيش العربي السوري. أمّا من يقوم بترتيب ذلك كلّه فهي غرفة عمليات يقودها ضبّاط «إسرائيليون» بحضور «زملائهم الأعزاء» من السعودية وما يُسمّى: «الجيش الحر» والأوروبيين والولايات المتحدة وآخرين لا نريد ذكرهم الآن. ألم تؤكّد مصادر دقيقة في الطرف الآخر أنّ قائد ما يُسمّى بـ«الجيش الحر» تلقّى العلاج في المستشفيات «الإسرائيلية» وأقام هناك للتدريب وتلقّي التعليمات الصهيونية وكافأته أميركا وتركيا وعيّنته في منصبه «الوطني الراقي والحر»؟ إضافةً إلى هذا السجل المخزي لهؤلاء الإرهابيين، ولكي نثبت أنّ «إسرائيل» تقف خلف كلّ ما يقومون به، يجب أن يتعرّف قارئنا إلى الآتي:
ـ قامت المجموعات الإرهابية المسلّحة بمهاجمة واجتياح مخيّمات اللجوء الفلسطيني الثلاثة عشر المنتشرة على الجغرافيا السورية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من دون أيّ مبرّر على الإطلاق، إلاَّ القضاء على آخر شهود الكارثة الفلسطينية وتشريدهم من جديد. ومن المعروف أنّ مخيّمات الإخوة الفلسطينيين في سورية هي رحم المقاومة الفلسطينية ورمز تطلعات الشعب الفلسطيني لممارسة حق العودة الذي تصاب أميركا و»إسرائيل» والغرب لدى ذكره بالهستيريا والخوف. فهل كان اجتياح هذه المخيمات مصادفة؟ وهل قتل المسلحين لما يزيد على عشرين فلسطينياً من جيش التحرير الفلسطيني كانوا في طريقهم إلى مخيمهم قرب حلب كان مجرد حادث معزول؟
ـ عندما تمكنت جهود الوساطة من إخراج المسلّحين من مخيّم اليرموك في دمشق قبل نحو ثلاثة أشهر من الآن، عاد خدم «إسرائيل» إلى المخيّم بعد يومين من ذلك لأنّ أسيادهم ومشغّليهم أصيبوا بالصدمة وطلبوا منهم العودة وإلاَّ فإنّهم سيقطعون عنهم «أنبوب الحياة».
ـ هاجم المسلّحون الإرهابيون جميع مواقع الدفاع الجوّي للجيش العربي السوري في خطوط الدفاع الأولى والثانية، وهم يعرفون أنّ مواقع الدفاع الجوّي موجّهة أساساً وحصرياً ضدّ طائرات «إسرائيل»، وأنّه لا توجد لدى هؤلاء المسلحين طائراتهم، فلماذا حدث ذلك، أليس خدمةً لـ»إسرائيل» وتنفيذ ما لم تستطع القيام به؟
ـ عالجت المستشفيات «الإسرائيلية» المئات من عناصر المجموعات المسلّحة من «داعش» و«النصرة» و«الجبهة الإسلامية» والكتائب كافّة التي لم يعد المتابعون يعرفون أسماءها الكثيرة التي تتخذ من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ووقفاته الخالدة لنشر الرسالة السماوية السمحاء، أسماء لها كي تمرّر عهرها وتشويهها المتعمّد لهذا الدين السماوي المقدس. ولا يمكن نسيان صورة المجرم نتنياهو وهو يعود هؤلاء الخونة في المستشفى حيث كالوا له ولقتلة الفلسطينيين والسوريين المديح والتبجيل، في حين يحاربون شعبهم وجيشهم. ولا يغيب عن بالنا، بالطبع، أنّ من يخون بلده سورية، إنّما يخون فلسطين وشعبها ويعلن ولاءه لسياسات «إسرائيل» في مواجهة الحقوق الفلسطينية. ويثبت التاريخ أنّ كلّ من ابتعد عن سورية كان في الوقت نفسه يقترب من «إسرائيل».
ـ وما يعد انتهاكاً صارخاً من قبل «إسرائيل» وحماتها في الغرب والأمم المتحدة لاتفاقية فصل القوات هو اجتياح المسلحين التابعين لـ»إسرائيل» منطقة فصل القوات بين الأراضي المحرّرة وتلك التي ما زالت تحت الاحتلال من دون أي اعتراض أو احتجاج من «إسرائيل» وحماة «إسرائيل». أما قبل الحوادث فعندما كان يدخل إلى هذه المنطقة راعي أغنام كانت «إسرائيل» تهرع وتوجه الرسائل إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وإدارة عمليات حفظ السلام، إذ كانت تعتبر ذلك انتهاكاً خطيراً لاتفاق فصل القوات. أما عندما يتواجد المئات أو الآلاف من الإرهابيين في هذه المنطقة، بل أحياناً، داخل الأراضي المحتلة، فإنّ ذلك يتجاهله جميع هؤلاء.
ـ السؤال الأول في الامتحان الذي تجريه الولايات المتحدة لأيّ متقدم لطلب ودّها واستجرار حمايتها وتقديم أوراق اعتماده لها هو: «ما هو موقفكم من «إسرائيل»؟ والجواب من هؤلاء دائماً: «بناء أفضل العلاقات مع «إسرائيل» بما في ذلك إنهاء حالة الحرب معها ولو استمرّ احتلالها للجولان وفلسطين». اتحدّى هؤلاء أن يتجرأوا على قول كلمة تناقض ما أقول. ووصل الأمر مع بعض رموز هؤلاء العملاء إلى حدّ طلب غفران «إسرائيل» والتذلل للسماح لهم بزيارتها لأنها كما ادّعى، هي القادرة على تدمير سورية… ماذا بعد ذلك كله؟ كان اجتماع هؤلاء مع «أحبتهم» الصهاينة في برلين حديثاً فرصة أخرى للشعب السوري لاحتقارهم.
ـ إذا استعدى الفرنسيون والبريطانيون والأميركيون سورية فلأنهم خدم لـ»إسرائيل». انظروا إلى زيارات الحجّ التي يقوم بها هؤلاء المسؤولون إلى «إسرائيل»، حيث يقدّمون ولاء الطاعة، ومن يتجرّأ منهم أحياناً على قول كلمة حق فإنه سيواجه غضب الصهاينة الإعلامي والاقتصادي والعزل أحياناً. وأجزم بالقول إنّ بعض هؤلاء أدوات لـ»إسرائيل» مهما كبرت الألقاب والمناصب.
ـ لم يكن غريباً أن ينتهز الأميركيون والصهاينة الحرب على سورية للضغط في الوقت نفسه على الشعب الفلسطيني لقبول ما يُسمّى يهودية «إسرائيل» والتنازل عن حقوقه في إقامة الدولة المستقلّة وعاصمتها القدس. وتشير المعطيات كلّها إلى أنّ أعداء سورية من العرب يضغطون أيضاً على القيادة الفلسطينية أكثر من ضغط الإدارة الأميركية لقبول المطالب «الإسرائيلية».
في حين يستمتع «الإسرائيليون» برؤية التنظيمات الإرهابية من «معتدلة» أو متشدّدة وهي تشنّ الحرب «الإسرائيلية» على الجيش العربي السوري نيابةً عنها، نؤكد أنّ الحرب التي تواجهها وتتصدّى لها سورية هي بامتياز حرب «إسرائيلية» من بدايتها وستستمر حتّى نهايتها. ومهما علت الشعارات لتبريرها أميركياً وغربياً وسعودياً وتركياً، فإنّ هذه الحرب لا تخدم سوى «إسرائيل» وأمن «إسرائيل» وهيمنتها على المنطقة والسيطرة على شعوبها ومقدراتها.
وقد يقول قائل لا يتابع تفاصيل السياسة إن «إسرائيل» نأت بنفسها عن التدخل في الحدث السوري، وأنه لا يسمع تصريحات من مسؤولي «إسرائيل» إلاّ قولهم إنهم يتابعون الوضع. لهؤلاء نقول إذا كان الإرهابيون المتأسلمون ورعاتهم الأميركيون والأوروبيون وأدواتهم العربية يقومون بمهمة تدمير سورية فلماذا يعلن عن دورهم الذي لا صدى إيجابياً له لدى السوريين؟ في الفقه الجنائي، وعندما يبدأ البحث عن الجاني يطرح المحقق السؤال الجوهري الآتي: مَنْ المستفيد؟
في الحرب على سورية، المستفيد الأول والأخير هو «إسرائيل»، وليعرف عملاء «إسرائيل» وأدواتها أننا نعرف ذلك مثلما نعرفهم. إلاّ أنّ الرسالة الأهمّ التي يجب أن يعرفها هؤلاء هي أنّ سورية شعباً وقيادة قرّرت مواجهة هذه الحرب مهما بلغت التحديات. وها هو جيش سورية وقواتها المسلحة، التي ننحني أمام كلّ قطرة من دماء شهدائها، يصنعون الانتصارات وهم يخوضون نيابةً عن أمتهم أشرف معركة في تاريخ العرب الحديث، ويسطّرون لأجيال اليوم والمستقبل صفحات مشرّفة للحفاظ على كرامة الأمة وحقوقها.
مناسبة كلّ هذا الكلام أننا نقع بين مناسبتين هما ذكرى اغتصاب فلسطين ونشوء كيان الاحتلال والعدوان في الخامس عشر من هذا الشهر، وذكرى عيد المقاومة والتحرير لجنوب لبنان في الخامس والعشرين منه، وسورية التي كانت الظهير الصلب والحضن الدافئ للمقاومة التي حرّرت جنوب لبنان، هي سورية التي وقفت على مدى الوقت ولا تزال في وجه كلّ محاولات شرعنة احتلال فلسطين والتطبيع مع الكيان الغاصب لأرضها، وهي ذاتها سورية التي تتصدّى لأبشع المؤامرات بشعبها وجيشها وتبذل تضحيات جسام ودماء غالية، ولا يعتورها شك في أنّ حربها اليوم هي التتمة لوقفة شعبها يوم قيام كيان الاحتلال، وحروبها منذ تشرين التحرير وحروب المقاومة في لبنان وفلسطين، وسورية ليست من يقول إنّ ما تدفعه هو ضريبة لمواقفها القومية في الدفاع عن قضايا العرب، بل هي من يقول إن حروبها المستمرة هي ذات بوصلة واحدة لن يكلّ السوريون ولن يملوا من تردادها، أن ليس لهم عدو في هذا الكون إلا «إسرائيل» وليست لديهم قضية إلا فلسطين، فكلّ من يتورّط بحرب وتآمر على سورية هو يد إسرائيلية خبيثة تكيد لفلسطين، وهذه هي القاعدة التي شربها السوريون مع حليب أمهاتهم ويتأكدون منها اليوم مع دماء شهدائهم.
لذلك ليس في حساب سورية انتقام أو كشف حساب مع أحد يريد صرفها عن بوصلتها هذه، بقدر ما يهمّها أن يدرك المتورّطون في تنفيذ المآرب الإسرائيلية مهما كانت عناوينهم وجنسياتهم، أن من سيدفع ثمن هذه الحرب هم الإسرائيليون الذي يظنّون أنهم وضعوا أنفسهم بمنأى عن نتائجها، وأنّ الآخرين من الأدوات المستأجرة أو المتطوّعة لحساب المشروع الإسرائيلي أقلّ من يشكلوا أعداء تقيم لهم سورية حساباً، فهم سيتساقطون كأوراق الخريف عندما تبدأ «إسرائيل» بدفع ثمن هذه الحرب، عرباً كانوا أم أجانب.
[email protected]
أضف تعليق