تحت هذا العنوان يكتب يوسي سريد في "هآرتس" ساخرا من الحوار الدائر في الاوساط الأمنية حول أحداث بيتونيا، والادعاء بأن الشريط الذي تم نشره على الشبكة حول مقتل الشابين هو شريط مزيف تم تمثيله. ويقول ساخرا انه لا يمكن التحديد الآن من تم اعدامه هنا، اذا تم ذلك فعلا، هل هو محمد سلامة (16 عاما) او نديم نوارة (17 عاما) او كلاهما، او لا أحد منهما، او الممثل الذي دفع بحياته ثمنا لعمل فاسد، وكيف وضعوا الحقيبة على ظهره، كما لو كان تلميذا بريئا يميت نفسه كي يلفت الأنظار الى الظهر المثقوب. لكن شيئا واحدا يعتبر واضحا، يقول سريد، وهو أنه لا يوجد أي شيء واضح، ولم يتبق الا انتظار نتائج التحقيق الذي يتم فتحه فورا ولا يتم اغلاقه ابدا. وهكذا يتبخر التوتر الأول، وينتقل القضاة الى مهرجان آخر، سوية مع النقاد والمشاهدين.
ويتساءل: من يتذكر يوسف شوامرة، الذي نهض في الصباح ليقطف العكوب في موسمه، وتلقى رصاصة في ظهره. ومرة أخرى في ظهره وبرصاصة حية اطلقت من مسافة بعيدة.. فبعد سنوات طويلة في المناطق يشعر الجنود بأن حياتهم في خطر حتى من مسافة بعيدة. ومن يتذكر القاضي الأردني – الفلسطيني، رائد زعيتر، الذي اطلقت عليه النيران وقتل على جسر اللنبي. يبدو ان الكبار يصابون بالجنون، أيضا، ويتسببون بالجنون للجنود الذين يشعرون بشكل دائم بأنهم يواجهون الخطر، لأن الحياة ذاتها شديدة الخطورة.
ويضيف: في حينه اظهرت المملكة الهاشمية الاهتمام بالحادث، فاعتذرت اسرائيل امام عمان، ولكن الأردن الذكي يفهم ان مقتل قاض يحتم اجراء تحقيق طويل لن ينتهي ابدا، فما الذي يحفز على انهائه، في وقت يمكن فيه للأوضاع كلها ان تشتعل، وفي سوريا يقتلون الناس بلا هوادة. ويشير سريد الى محادثة جرت بينه وبين المرحوم فيكتور شمطوب، خلال حرب لبنان الأولى. ففي حينه كان سريد وشمطوب العضوين الوحيدين من حزب المعراخ في الكنيست المعارضين للحرب.
ويقول سريد ان شمطوب قال له في حينه: "هل تعرف يا يوسي، هذه الحرب تعتبر مأساة شخصية بالنسبة لي، فأنا، خلافا لك، صدقتهم، لكنه لا يمكنني تصديقهم بعد ذلك، كيف يمكن الثقة بكلماتهم عندما يجلس وزير الأمن والقائد العام للجيش في لجنة الخارجية والأمن ويكذبان بكل صفاقة، لقد تحطمت ولم اعد احتمل". ويقول سريد: "من يعرف، ربما يمكن لفيكتور الآن، بعلاقاته الجديدة، سماع رواية الشابين، سيما انه في كل هذا الضباب الفني لا يوجد أي شك، بأنهما هناك الآن (في العالم الآخر) مع ثقب في الظهر".
[email protected]
أضف تعليق