تحت هذا العنوان يكتب الجنرال (احتياط) تسفيكا فوغل، في "يسرائيل هيوم" ان المسؤولين في وزارة المالية وغيرهم من الساعين الى افتراس ميزانية الأمن، يتصرفون بشكل غير مسؤول وغير منصف، عندما يصوبون البندقية الى رقبة وزير الأمن ورئيس هيئة الاركان. وحسب رأيه فان هؤلاء فقط، يعرفون مدى سهولة الجلوس امام كمبيوتر التقليصات، وتسريح آلاف الجنود النظاميين، وفقدان عشرات آلاف السنين من الخبرة، ونقل المليارات من بند إلى آخر في جدول الميزانية. وهم لا يحتاجون إلى تسعير ثمن التهديد الوجودي الفوري أو الطويل المدى لإسرائيل، ولا يتحتم عليهم ترجمة المعلومات الاستخبارية التي جمعتها مصادر الاستخبارات الكثيرة بهدف إعداد القوات وشراء الأسلحة وحماية حدود الدولة.

ويضيف انه عندما يتم رفع سيف التقليصات على مركبات الأمن، يضطر قادة الاجهزة الأمنية الى اتخاذ قرارات في ظل شروط من عدم اليقين، التي لا يتمنى أحد التعامل معها. ويتساءل: "هل يجب المس بشراء الأسلحة التي تسمح بحماية البلاد في أي لحظة، مثل أنظمة الدفاع في مواجهة الصواريخ والقذائف التي تهدد الجبهة الداخلية، أو تقليص القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية التي تسمح لنا بوقف سفن الفساد بعيدا عن حدودنا ومعرفة متى يصاب أي زعيم مسلم متعصب بالجنون؟".

ويرى في قرار تقليص تدريبات جيش الاحتياط خطوة سيئة، ولكنها في ظل الظروف الحالية، وفي غياب أي مصدر تقليص آخر تبقى الأقل سوءا رغم انها تنطوي على ثمن بالغ. ويقول إن الأعباء التي ستلقى على كاهل الجيش النظامي ستنعكس في الإنجازات العسكرية المحدودة. ويجب ان تقال الحقيقة، وهي ان الوحدات النظامية التي يفترض أن تحمي الحدود وتمنع تسلل الإرهابيين إلى الداخل، وتتدرب استعدادا للحرب أو عملية طوارئ وتحقيق الانتصار، ستفشل بتحقيق ذلك بنفس الجودة التي تعودنا عليها. ولن ينعكس الضرر الذي سيصيب وحدات الاحتياط على جاهزيتها للقتال فحسب، وانما سيمس بالتماسك الاجتماعي، الذي يعتبر العمود الفقري للقلة التي لا تزال تخدم في الاحتياط.

وينتقد الجنرال فوغل التركيز على تعزيز سلاح الجو، ويقول ان المهرجان الذي تمحور حول سلاح الجو في احتفالات عيد الاستقلال شوش كما يبدو أفكار الذين يضغطون على لوحة المفاتيح. وكما يبدو فان هناك من اعتقد ان الطيارين الشجعان في الجيش الإسرائيلي سيدمرون كل عدو، ويبعدون كل تهديد. او أن احدهم يعتقد ان "القبة الحديدية" ستمنع الحاق أي ضرر بالجبهة الداخلية، او ان هناك من يتصور رؤية قائد سلاح الجو يوقع على اتفاق سلام مع سوريا ولبنان وحزب الله وحماس.

ويضيف: لم أشاهد أبدا طيارا يحتل منطقة يتواجد فيها أعداؤنا أو طيارا يعتقل انتحاريا في طريقه لتنفيذ عملية، ولم أرّ قذيفة تجيد التمييز بين الإرهابيين و"غير المتورطين"، أو صواريخ تعرف كيف تأخذ الأسرى.

وحسب رأيه فان هناك من يتطلعون الى جيوب المتقاعدين، المسرحين من الخدمة. ويتساءل: "أي رياء هذا الذي يجعل الاف الناس الذين امضوا اياما وليال في الدوريات والكمائن، والعمليات الأمنية، يجدون انفسهم بحاجة الى الاعتذار اليوم عن مساهماتهم للدولة. اولئك الجنود النظاميين الذين خدموا طوال 30 عاما، والذين كانوا على استعداد للموت على مذبح تنفيذ المهام الدفاعية والأمنية، ويمكنهم الاستيقاظ غدا ليدركوا انهم لن يتمكنوا من العيش بكرامة. فمن ذا الذي سيوافق في عالم الطامعين الى التقليصات على تشغيل هؤلاء الجنود الذين بلغوا الخمسين من العمر وأكثر، هؤلاء الخبراء في إزالة الألغام، وإطلاق النار من دبابة متحركة أو اعداد المدافع؟

 ويخلص الى القول: للأسف، فان رفرفة أجنحة حمائم السلام لم تسمع بعد في منطقتنا، وأعداؤنا لا يزالون يرغبون بطردنا من هنا إلى بلدان المنشأ في المنفى. ولذلك فإن الحديث عن تقليص ميزانية الأمن يضفي دعما لأشرعة الإرهاب ودوافع للمتطرفين الأعداء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]