هذا هو الاسم الذي غير لي حياتي وقلبها رأساً على عقب حين توجه الي وطلب مني ان اعلمه على العود، فاقمنا دروس العزف من الدموع والحب والابتسامات والتحدي والارادة.
عندما توجه الي كنت انظر الى نفسي كعازف عود عادي غير مميز، ومن الافضل ان اجد لي مهنة اخرى غير العزف، كتعليم الموسيقى وما الى ذلك!
أَنبهرْ من كل نغمة ينجزها من اصابع قدميه، اسمعها واشاهدها والمسها وانا غير مصدق ان هذا الشيء من الممكن ان يحدث. مع ان قلبي اكد لي من البداية من ان محمد سيعزف.
اول عرض لمحمد حسن كان في العام ٢٠٠٩، تجمهرت وسائل الاعلام في قاعة المركز الثقافي الفرنسي الصغيرة في مدينة الناصرة، وفي مقابلتي مع احد الصحفيين هناك سُئلت: "ماذا تشعر من هذا الانجاز العظيم؟" لم اجيب، فكانت فكرتي عن نفسي حينها انني عازف عود عادي وليس هنالك لي امل من النجاح كعازف امام المستويات العالية الموجودة من حولي، التي رأيت نفسي بعيداً عنها، رغرغت عيوني بالدموع واستنتجت كم انا انسان غير ايجابي وكم هي ارادتي ضعيفة امام هذا الطفل ابن العاشرة الذي سبق حلمي باصابع قدميه! انهمرت دموعي حينها امام الكاميرا ولم استطع الكلام، ذهبت الى غرفة الكواليس الصغيرة على يسار المسرح، ونظرت الى اصابع يداي، حركتها وشعرت بها، وفهمت اعاقتي العقلية حينها التي وضعت لي حاجزاً امام النجاح، اعاقتي تخاف من المجتمع وتهاب الظهور، اعاقتي كانت تحديد الافكار والخوف من الانطلاق، اعاقتي كانت انني لم اكن افهم قيمة ذاتي ودائماً نظرت الى نفسي كشخص ذات قيمة منخفضة، كانسان لن يخرج منه اي شيء مميز. اتى محمد حسن وصفعني، من غير امتلاك حتى يد واحدة ليصفعني بها، ورماني ارضاً لاصحى!
٢٦/٤/٢٠١٤ هو تاريخ اليوم، موقعي هو العاصمة الالمانية برلين، بعد انهماكي في الشهرين الماضيين في جولات عالمية، وصلت بها الى اماكن خارج نطاق حلمي الكبير، اهمها كان عرض موسيقي داخل الكونچريس الامريكي في واشينطون العاصمة! عزفت في كل مكان، تنقلت من دولة الى دولة متحدياً اعلى المستويات في العالم اجلس هنا، افتح حقيبتي واخرج منها اسطوانة حصلت عليها مؤخراً من مدير جمعية المنارة في الناصرة، اسطوانة فيها عرض مصور اشتركت به انا ومحمد تحت اسم "شوف تاقلك" الذي جرى في ١٩/١٠/٢٠١٢ على مسرح مدرستي من فترة الحضانة (مار-يوسف). الذي يتسع ل ١٠٠٠ مشاهد.
اشاهد العرض للمرة الاولى انبهر من ما ارى، وافهم ان هذا اعظم ما انجزته في حياتي، وان الناصرة هي اعظم مدينة في العالم، هذه مدرستي وبيتي وأخي واهلي وناسي، هذا هو محمد الذي اطلقني الى العالم الذي وعدته في لقائي الاخير معه قبل اسبوعين (ضمن جولتي في البلاد) انني عائد له قريباً لاعزف معه.
الناصرة ومحمد .. احبكم من كل قلبي.
[email protected]
أضف تعليق