مُرّي في البالِ..
قطارُ الصبحِ..
يسيرُ على ظِلّي..
ويهددُ جسدِي النّاحلَ..
من حَرِّ الصحراءِ..
ونيرانِ الوَثَنِ
مري في البالِ..
قطارُ الصبحِ..
يسافرُ من غَسَقِ القريةِ..
لصباحِ المُدُنِ
مُرّي في البالِ..
لأهربَ من تعبِ..
المدنِ النائمةِ على كأسِ الخَيّامِ..
وموسيقى الجازِ الليليِّ..
وأحلامِ الماضي..
ورباعيةِ بِتْهوفِنْ
مرّي في البالِ..
فأنهارِيَ ماءٌ آسِنْ
وخيوطٌ الشمسِ الذّهَبيةُ..
تدخلُ ظُلُماتي..
وتُحَوِّلُني دمعًا ساخِنْ
مرّي في البالِ..
الساعةُ تعدو.. أعدو
الظبيةُ تعدو.. أعدو
الغابةُ تعدو.. أعدو
الإبرةُ في الأخدودِ..
الموسيقى تعدو.. تعدو
آخٍ يا أمُّ..
قطارُ الصبحِ التهَمَ الظِّلَّ..
وسارَ على جَسدي..
وأحسُّ الساعةَ أنّي أَحْتَضِرُ
مرّي في البالِ..
يمرُّ قطارُ الصبحِ على جسدي..
وأظلُّ كلؤلؤةٍ في العينِ..
وأنتصرُ
مرّي في البالِ..
كعصفورِ الزَّغَبِ ..
يَكْبُرُ.. يكبرُ.. يكبرُ..
ويشاركُني تَعَبي
ويعودُ معَ الشمسِ..
إلى صحراءِ العَرَبِ
مرّي في البالِ..
قطارُ الصبحِ الغَسَقيُّ..
سيدخلُ أحشائي..
ويبعثرُ أشلائي..
وسيقتلُني..
وأموتُ وحيدًا في هَرَبي
مرّي في البالِ..
فهاأنذا أبصِرُهُ يطعنُنِي..
- "آهٍ ..
يا ويلَ العالَمِ في هذا الزِّمَنِ".
دخلَ قطارُ الصبحِ..
نهارَ المدنِ النائمةِ بِلا وقتِ
وبقيتُ على القُضبانِ..
دماءً وبقايا جسدٍ..
حشرجةً غاضبةً..
وصرختُ: قِفا..
ما ردَّ عليَّ سوى صوتي
وصرختُ: قِفا نبكِ..
ما ردَّ عليّ سوى صوتي
وصرختُ: قِفا نضحكْ..
ضحكتْ مِنّي ..
قضبانُ قطارِ الصبحِ..
وَوَلْوَلَ في الوادي صوتي.
سنبلةٌ سقطتْ من منقارِ الزَّغَبِ..
وحطّتْ فوقَ الجُرْحِ..
النّازفِ في قَلبي.
عصفورُ الزَّغَبِ يعودُ إليَّ..
وأنتِ تظلّينَ بعيدًا
ويعودُ إليَّ صدى صوتي؟
مرّي في البالِ..
فهاأنذا أصحو من مَوتي
مرّي في البالِ..
فهاأنذا أتجمَّعُ..
أُصبحُ جسدًا..
روحًا..
حُنجرةً..
أخرجُ من صمتي..
وأعودُ إلى صوتي.
[email protected]
أضف تعليق