قضية العروض العسكرية، التي أٌقيمت في رحاب مقام النبي شعيب عليه السلام لاقت، وتلاقي آراء متفاوتة وأثارت موجة من السّخط والاستياء الشديد، وجدلا له أبعاد قد تكون سلبياتها أكثر من ايجابياتها، وعذرا لو قلت أن ما يجري عرض من نوع آخر ومشهد نحن بغنى عنه حبذًا أن يكون خارج مسرحنا وملعبنا (والمقام) .

كغيري من أبناء هذه الطائفة التي اعتز، وافتخر انتمائي لها لفت انتباهي وقلقي الشديد ما تناقلته وسائل الإعلام المرئية منها، والمكتوبة ومواقع التواصل الاجتماعي حول هذه القضية البالغة الأهميه والآخذة ، وللأسف الشديد بالانحراف عن مسارها ومجراها وترك آثار سلبيه مسّت وتمس بسمعة ووحدة الطائفة وتُوحي بوجود صراع وانقسام.

وأنا أُلقي اللّوم على كافة الأطراف، واتسائل بربكم ما الّذي حل بنا؟ إلى أين وصلنا وسنصل ؟ وهل أضحت قوتنا في عدم وحدتنا؟ أين إيماننا الراسخ بحفظ الأخوة والوحدة؟ المفروض أن تكون مسلكنا لنحافظ معًا وسوية على كياننا، قيمنا وعاداتنا الاصيلة، رمزنا وشعارنا الذي طالما تغنينا وافتخرنا به وأضحى مثالا وقدوة للآخرين .

عزيزي القارئ، أود أن أوضح ولكي لا يساء فهم وتفسير ما بين السطور أني لست بصدد اتخاذ موقف ضد أو مؤيد، مؤكدًا أني لست من أعداء الحوار والتعبير عن الرأي واللجوء إلى لغة الحوار والنقاش البناء المبني على الاحترام المتبادل، ما دام بعيدًا عن لغة التجريح والمآرب الشخصية، وإنما ما يزعجني ويؤلمني الأسلوب وتبادل الاتهامات والألفاظ المنبوذة طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل وتصدرها صدارة هذه القضية.

رماح، الهادفة إلى خدمة ورفعة المصلحة العامة تدعو لمعالجة هذا الموضوع وغيره من المواضيع والقضايا الخاصة بشؤون الطائفة عن طريق الحوار والنقاش الحضاري والبنّاء بنوايا سليمة بمشاركة كل الأطراف، وطرح الاقتراحات والحلول التي تعود وتصب في خدمة مصلحة الطائفة والاستمرار بأجواء حواريه تربويه حتى خروج الدخان الأبيض، وليس كما هو الحال اليوم كما ذكرت عن طريق وسائل الإعلام حفاظًا على سمعة ووحدة الطائفة وإجلالا واحتراما لقدسية ومنزلة هذا المكان الشامخ ومكانته التاريخية الّذي من المفروض ان يكون بعيدًا عن كافة الخلافات والقضايا.

والله من وراء القصد ...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]