في خضم ما الاستفزازات والزعرنات من قبل الاعتداءات المتكررة خلا الشهر الاخير ، وعلى اماكن العبادة الاسلامية من المساجد والمسيحية من التهديد، والتحريض في تشويه بيوت الله ، ناهيك عن الاضرار والخراب في السيارات وتمزيق عجلاتها ، ماهو إلا اعتداء سافر ومقيت والعنصرية تفوح من عمل منفذيه ومن يحرضونهم ويدعمون اعمالهم.
سنوات متتالية دأب العرب الفلسطينيون في اسرائيل على نسج علاقات حسن الجوار ممن جاؤا واستوطنوا على ارض الاباء والأجداد، وبرغم ان الامر ليس بيدهم ، بل هي سياسة تنفيذ حكومة اعطتهم الارض بعد المصادرة ، وعلى الرغم من ابدائهم العلاقة والتواصل مع العرب في الجليل ، وبرغم انهم يعون حق معرفة انهم يستوطنون على ارض سلبت من اصحابها العرب الفلسطينيون، إلا ان الواقع الحياتي ، ومن منطلق العيش سويا ، يتم غض النظر عما جرى احيانا ، لتمرير بقية التعاون الانساني البشري ، الى ان يتم حلولا من الارضاء ومنها الحق ظاهر.
ان ما يتفشى اليوم وأمس وما سيكون الغد وبعده، من تحريض ارعن من قبل يمينيين وجماعات متطرفة تطعن في قلب وصدر وشرف ، ومس المواطن العربي المسالم في دولة اسرائيل ، لهو مؤشر خطر لما تم في الفر يدس امس وأم الفحم قبل اسبوع وقبلها في الجش والأماكن متكررة ومتعددة ، ولكن تلك المرة ما يميز الشيء هو مناطق الجليل التي يسودها الهدوء في التعامل والتعايش ، وما هدفهم إلا عكر الاجواء وقتل روح التعايش الانساني البشري.
تلك الجماعات المتطرفة ، لهي داء من سرطان يتفشى وينتشر ويزداد بسرعة ، والذي لا يحاول ردعه سيكون الاتي او القادم هو الآسوأ والانكى والأقبح، مما سيضر او سيعمل على تأجيج البشر وربما على مظاهرات واحتجاجات من قبل الجماهير العربية في حال لم يتم الكشف عن هوية عصابات الفاعلين , وما هم إلا ارهاب منظم ضد كل ما هو شرعي ومحصن من دين وعلاقات انسانية, وما فاعليها إلا اشعال الفتن وفتيل حرب اهلية , وعلى ما يبدو تلك هي رغبتهم الحقيقية .
ومن موقعنا كصحافة وككتاب ومثقفين فكرا وسياسة ، ان نرفع اصواتنا مطالبين الشرطة في السرعة عن كشف هوية الفاعلين ومحاكمتهم وإنزال اشد العقوبات بهم, فنحن لسنا هنا في الدولة نعيش حربا اهلية ؟ وان كان قصدهم ذلك ، فلا بد وان تسد كل الطرق في وجوههم وتطويقهم بالسرعة الممكنة حتى لا تمتد جذور الزعرنة تلك الى مناطق ابعد واتساع رقعتها يكون الأكبر
عانينا سنوات من الاضطهاد والتمييز عرب الوطن الفلسطينيين ، صودرت الحقوق والأرض والمسكن ، وعلى كافة المستويات الثقافية والاقتصادية، وما زال عامل التفرقة والتمييز قائم حتى يومنا هذا، وبطرقنا وحكمتنا تعاونا مع الدولة وحكوماتها حاولنا تعديل نصاب الامور ولو بالقليل منها، ولكن ان تصل التفرقة والتعامل معنا في اسلوب من هذا القبيل في الحرق والاعتداء على اماكن العبادة مسلمين وعرب مسيحيين , غدا سيصل الى طوائف وقبائل عربية اخرى وفق مسميات حكوماتكم والمستقبل سيكون الاسوأ والاعتى والانكى، فكفانا تمييزا صارخا ، والذي يتم التحريض به ليس فقط من قبل تلك ألمجموعات بل ممن يسقوا منهم قوة الهيمنة والسيطرة الصادرة من اناس معتمدين وزراء في حكومة ؟! وعليه فهم يستمدون تحريضهم ممن يدافعون عنهم, وممن يحمون مواقفهم وتصرفاتهم، وان لم يتم لجم الاثنان معا ، فالحقيقة والواقع سيؤول الى الالم والحزن معا.
وعليه افرادا وجماعات وجماهير نتوجه الى كل من يهمه الامر من شرطة اسرائيل ووزراء وحكومات، ان لا تجعلونا بشر من نوع اخر بسكوتكم على تلك الاعتداءات ؟؟ لا بل امسكوا بهم وعاقبوهم , لان الشر سيولد الشر والنار ستزداد لهيبا عفويا ؟؟ ونحن لسنا براغبين في انتفاضات تؤدي الى فقدان السيطرة الانسانية على الذات وقتل الابرياء من الطرفين معا... اللهم اني قد بلغت رأيي ورأي العديد من شرائح جماهيرنا ، علني اكون قد اصبت لب الحدث.
وان كنت على خطأ فيصححوني.
[email protected]
أضف تعليق