تحت هذا العنوان دعت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، حكومة اسرائيل الى جعل تاريخ الفلسطينيين جزء لا يتجزأ من المنهاج التعليمي لكل طالب، والتوقف عن التجاهل المنهجي للنكبة، وترسيخ خطة لتنظيم جولات في القرى الفلسطينية المهجرة، وتشجيع الزيارات المتبادلة وغرس رسالة الشراكة التاريخية بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني في المنهاج التعليمي.
وجاءت هذه الدعوة في أعقاب البيان الرسمي الذي نشره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حول الكارثة، والذي اعتبر فيه قتل اليهود خلالها بأنه "أبشع جريمة ضد الانسانية في العصر الحديث"، وقيامه بتقديم التعازي الى عائلات الضحايا اليهود. واستهجنت "هآرتس" سخرية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من هذا البيان، الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يصدر عن رئيس فلسطيني.
وقالت ان نتنياهو قام شخصيا بتحويل الكارثة الى فأس سياسية يستغلها لتجنيد الرأي العام ضد ايران، كما يستخدمها لتأسيس سياسته في الأراضي الفلسطينية. ولكنه لم يجد من المناسب الترحيب ببيان عباس، الذي يمكنه ان يشكل مثالا لغيره من القادة العرب. واضافت: يبدو ان الخوف من فوز عباس بنقاط في الرأي العام الدولي وتقويض الصورة التي يحاول نتنياهو رسمها له، يشوش افكار نتنياهو.
وقالت "هآرتس" ان خصوصية الكارثة كجريمة رهيبة ضد الانسانية يجب ان لا تجعل اسرائيل تتنكر للجرائم التي ارتكبت بحق شعوب اخرى، سواء الأرمن، الفلسطينيين او القبائل الافريقية. فاسرائيل لا تعترف بكوارثهم خشية ان تلقي بظلالها على خصوصية الكارثة وتمس بعلاقاتها الخارجية (في حالة الأرمن) او تحملها المسؤولية (في حالة الفلسطينيين). لكنه لا يمكن لاسرائيل اخفاء كارثة الفلسطينيين من الوعي التاريخي للإسرائيليين، فهذه الكارثة تشكل الجانب الثاني لحقيقة قيامها.
وخلصت الى القول ان الكارثة الفلسطينية تحتم الاعتراف بها وتدريسها، ليس فقط في سبيل فهم الدوافع السياسية والدبلوماسية للقيادة الفلسطينية اثناء مفاوضتها، وانما كجزء من الواجب الثقافي والانساني، خاصة عندما تتعلق هذه المأساة بخمس مواطني الدولة وملايين الفلسطينيين الذين تريد اسرائيل انهاء صراعها التاريخي معهم.
[email protected]
أضف تعليق