عجوز ترجي أن تكون صبية وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر
تدس إلى العطار ميرة أهلها وهل يصلح العطار ما افسد الدهر
منظر الرئيس الجزائري المقعد عبد العزيز بو تفليقة وهو يحتفل بفوزه بفترة ثالثة يدعو فعلا للرثاء والتقزز من حال السياسة العربية. الرجل الذي إحدى رجليه داخل القبر والأخرى خارجه أصر على التمسك بكرسي الرئاسة رغم شلله النصفي وحالة الخرف التي يعاني منها. إن سلوكا من هذا القبيل يعبر عن عقلية مريضة بامتياز يعتقد صاحبها ان الجزائر- بل الدنيا كلها- بدأت به وسوف تنتهي بموته ولذلك نراه يعض عليها- أي على كرسي الحكم -بالنواجذ لأن انتهاءها الحتمي هو الخسران المبين.
حاكم الجزائر يحتاج إلى خمسة أشخاص لإجلاسه على الكرسي المتحرك او كرسي الرئاسة وخمسة آخرين لإدخاله إلى الحمام وثلاثة لمساعدته في ارتداء ملابسه وثلاثة لصبغ شاربيه باللون الأسود الفاقع حتى يظن الناس إنه ما زال شابا يافعا. كما يحتاج إلى جيش من المستشارين والخبراء وموظفي العلاقات العامة ليلقنوه ما يجب عليه أن يقول لدى الحديث مع وسائل الإعلام لئلا يظن السامعون والمشاهدون انه خرف ولا يعي ما يقول.
في الغرب عندما يمرض الرئيس أو الحاكم فإنه يعتزل بكرامة أما في بلاد العرب فالكرسي وما أدراكما الكرسي دونه الموت وقطع الرقاب.
أو ليس ذلك أحد أسباب التخلف الذي يجتاح الحياة السياسية العربية من البحرين الى موريتانيا؟ أو ليس ذلك واحدا من الأسباب الوجيهة للتخلف الحضاري الذي يلف المنطقة العربية؟ إن تحكم الصعاليك من الجهلة وأشباه الرجال ممن لا يعرفون حيلة ولا يهتدون سبيلا بمصير الأمة لهي الكارثة الكبرى التي تحل بالمسلمين.
وهل يمكن أن تحلم الأمة ببزوغ فجر العزة والكرامة وهؤلاء الاوغاد يضغطون ب "بساطيرهم" على رقابها.
حاكم الجزائر القعيد ليس بدعا من الحكام العرب فقد سبقه في هذا التقليد القديم سلسلة طويلة من القادة العرب نذكر منهم الحبيب بو رقيبة والشيخ زايد والملك فهد ملك السعودية السابق علما أن الملك الحالي لا يقل خرفا عن سابقه فهو لا يكاد يعرف قراءة آية قرآنية واحدة بصورة صحيحة وهو الملقب بخادم الحرمين الشريفين وحامي حمى الإسلام والمسلمين!
إنهم يخلدون الى الكرسي ولو على خازوق – أذلاء مسلوبي الكرامة لا إباء عندهم ولا مروءة, همهم الأوحد البقاء في الحكم ولأجل ذلك يقتلون الأبرياء ويكممون الأفواه ويغتصبون الحقوق ويقمعون الحريات ويملأ ون السجون بالشرفاء والأحرار, فلعنة الله على المجرمين.
أما أمام الأجنبي المستعمر فهم كالأرانب أو الحملان الوديعة. ومع ذلك تراهم يذرفون الدموع على ما آلت إليه أحوال الأمة. لكن دموعهم دموع فجر وخيانة وغدر كما قال المتنبي:
وإن دموع العين غدر بربها إذا كن إثر الغادرين جواريا
ومع ذاك فاللوم لا يقع كله على الحاكم الخرف الذي إحدى رجليه في القبر والأخرى ما زالت تدب على الأرض. فالرعاع الذين يلهثون وراءه هم في واقع الأمر أكثر مرضا وأسفه تفكيرا وأشد لؤما منه.
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: كما تكونوا يولى عليكم؟
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
صدقت وبارك الله بك يا اخا العرب .