عجبي من المعلم الذي يعطي الوظائف البيتية للطلاب تعجيزًا وإمعانًا في الإعياء، بل إن الوظيفة أصبحت مؤخرا تعجيزًا ومعاياة للوالد/ة ، عليه أن يكتب الإنشاء إن ظلت فيه بقية لغة وخلاصة فكر بعد التي واللتيا، فثمة معلم يطلب من طلابه أن يرجعوا إلى (الموسوعة الإسلامية) لاستخراج مادة (البَـيْـنـونة) بعد أن علّم الطلاب إعراب كلمة (بيْـن) الظرفية، وشتان بين المعنيين.
معلم آخر علم قصيدة لشاعر مغمور، فطلب ترجمة حياته، وكأنها ضرورة حتمية في فهم القصيدة، غافلا عن نقاط هامة تتعلق بالنص.
معلم آخر يسأل أسئلة لا أدري إن كان حقا يستطيع أن يجيب عنها بدقة متناهية، وسأوافيكم ببعض هذه (الدرر) التي نقلتها بالأمانة والذمة:

* هل في استقبال الشرقيين للقمرفي قصيدة "خبز وحشيش وقمر" لنزار قباني ما يشير إلى واقعهم – علمًا بأن القصيدة نظمت في أعقاب حرب الأيام الستة– علل!
أولا: القصيدة – يا أستاذ – نشرت في مجلة (الآداب) البيروتية عدد آذار 1955.
ثانيـًا: كيف قيّـد المعلم طالبه بإجابة افتراضها – أصلا – خطأ؟!

* عرف الصورة الفنية!
سألت هذا المعلم الذي أعطى السؤال عن الصورة الفنية:
أ) هل وجهت الطلاب لمصدر ما؟
أجاب: لا.

ب) هل شرحت للطلاب هذه المادة في الدرس وطلبت تلخيصها في الوظيفة؟
أجاب: لا .

ج) هل كان السؤال ضمن خطة منهجية في تعليمك؟ أجاب: لا.
د- هل وجّـهتَـهم إلى مصادر؟
أجاب: لا، عليهم هم أن يبحثوا.
د) هل كنت تنوي تصحيح ما يجيبه الطلاب؟
لم يحر صاحبنا جوابًا.

هـ) إذن لماذا تسأل السؤال؟
أجاب: لكي أدربهم على معالجة المادة وشرحها وحدهم (أكرر: وحدهم)
قلت له: أتظن المسألة مجرد طرح أسئلة؟!
الفن يا عزيزي (كيف نسأل؟) ونقرن ذلك ب (لماذا نسأل؟) و (متى نسأل؟)، وليس الفن يا عزيزي بأن نثقل على الطالب المصادر.
علينا أن نجعله يتعرف إلى مادته الدراسية أولا، ويفهم المقروء جيدًا ثانيًا، ثم نوجهه إلى كتب يجدها في المكتبة، لا أن تستعرض أنت (العالم العلاّمة) أسماء كتب نادرة لذاكرة الطالب الصغيرة الصغيرة.
لن أذكر في هذا السياق أخطاء المعلمين في الإملاء والنحو، فالذنب ليس ذنبهم وحدهم.
قلت في قصيدة قديمة وأنا أهجو معلمًا:
إن شاء يكتب رؤيـة ورؤى **** حار الجهول وضاقت الســبلُ

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]