إن من سينقض عرى المصالحة سيكون إسرائيلياً بلا ريب، لا يحب شعبه، ولا تهمه مصالح وطنه، ولا يعنيه حصارهم، ولا تقلقه معاناتهم.
والذي سيضع العقبات أمامها، لن يكون إلا إسرائيلياً، ومن سيعطل تنفيذ بنودها فهو ينوب عن الإسرائيليين، وينفذ رغباتهم، ويحقق ما عجزوا عن تحقيقه.
الإسرائيليون مغتاظون من المصالحة، وباكون على الانقسام، ونادمون على الفرقة، وقد كانوا فرحين بما أصابنا من فرقةٍ وخصامٍ واختلاف.
قد أصابتهم المصالحة بالجنون والسفه، وأربكتهم وأقلقتهم، وهي بالتأكيد أخافتهم، فهم يهددون ويزبدون ويرغون، ويعدون بالمزيد من القتل والاعتقال، والمزيد من الحصار والعقاب.
إن الذي سيخيب آمال الشعب، وسيبكيهم من جديد، ليس إلا شريكاً في الحصار، وسبباً فيه، وهو مستفيدٌ منه، وحريصٌ على بقائه، وسنشك في نواياه، وسنتهمه في ولاءاته.
وهو أصمٌ لم يسمع زغاريد أمهاتنا، وأعمى لم ير فرحة أهلنا، ولم يعش معهم أمس فرحة الحلم الذي طال انتظاره، وتعقد تحقيقه، حتى بات أمل الجميع.
لا أستثني أحداً، ولا أبرئ ذمة فريق، ولا أعذر صديقاً، ولا أغفر لآخر، فكلهم ضامنٌ لهذه المصالحة، أمينٌ عليها، ومسؤول عن تنفيذها.
نحن نريد المصالحة، ونريد الوفاق، ونرفض الاختلاف والانقسام، ونريد الوحدة، لأرضنا وشعبنا وقضيتنا، والسلامة لشعبنا وأهلنا كلهم، في الوطن والشتات.
[email protected]
أضف تعليق