أعلنت وزارة الصحة البريطانية أنها قررت وقف استخدام عقار "هيرسيبتين" لعلاج سرطان الثدي المتقدم عند النساء، الذي يقدم في المستشفيات الحكومية، بسبب كلفته العالية التي فرضتها شركة "نيس"، في نهاية شهر مارس/ آذار عام 2016.

وقال المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (Nice)، إن القرار لا يزال في طور التشاور مع شركة "روش" المصنّعة، والتي رفعت السعر إلى أكثر من 90 ألف جنيه استرليني عن كل مريض، وهو ما يراه المعهد رقماً مبالغاً به، لأنه سعر يزيد بكثير عن أية معاملة مماثلة.

من جهتها، انتقدت شركة روش، وبعض الجمعيات الخيرية لمكافحة سرطان الثدي، قرار شركة "نيس"، واتهمتها بالتلاعب في حياة المرضى، مطالبين بإعادة النظر في أسعارها لبعض العقاقير الأخرى، وتحديداً سعر عقار "هيرسيبتين"، لشدة حاجة المرضى إليه.

وفي أول رد فعل لشركة روش، قال استشاري الأورام في كلية كينغز كوليج في لندن، البروفيسور بول إيليس، الذي عمل على تجارب عديدة تخص العقار نفسه، في بيان: "إن العقار يمثّل تقدماً كبيراً في علاج سرطان الثدي الإيجابي، وإن قرار وقفه يعتبر ضربة خطيرة لحقوق المرضى".

ويعتبر دواء هيرسيبتين، الذي يستخدم مع مجموعة كاملة من الأدوية والعلاجات الإشعاعية والكيماوية في مراحل علاج السرطان المتقدمة، مضاداً قد يحدّ من انتشار الخلايا السرطانية الإيجابية ونموها في الجسم، حسب آخر دراسة أميركية، فيما ذكر باحثون في جامعة ميتشيغن، في تقرير صدر العام الماضي، أن دواء هيرسيبتين، الذي كان يعطى عادة لمعالجة نوع من سرطانات الثدي، قد يحدّ من انتشار ظهور الورم وتكراره في أنحاء الجسم، وفي الحالات المتقدمة كان يوصف للمرضى باعتباره فرصة لتمديد عمر المريض لفترة تصل إلى ستة أشهر.

وتشير إحصائيات مركز خدمات الصحة، التابعة لوزارة الصحة البريطانية، إلى أن نحو ألف امرأة تموت في بريطانيا، كل شهر بسبب إصابتهن بمرض سرطان الثدي المتقدم (HER2 +).

وتعاني 20 في المئة من نساء العالم نوعاً خطيراً من سرطان الثدي، حيث تحمل الخلايا السرطانية على سطحها نوعاً من البروتين يؤدي إلى انتشارها، وكان الهيرسيبتين يستخدم كدواء مثبط للسرطان.

وقال الباحثون إن عيّنة من نحو 170 امرأة تم تصنيفهن بشكل خاطئ على أنهن يحملن النوع الإيجابي من الأورام، وتناولن الهيرسيبتين، وفي تحليل بياناتهن فوجئ الأطباء بأن هذا النوع من الدواء ساهم في الحد من انتشار الخلايا السرطانية الإيجابية ومن نموها في الثدي.

كما علّق الباحثون الأمل على الاكتشاف، باعتباره قد يؤدي إلى ثورة في عالم معالجة السرطانات، خاصة بالنسبة إلى النساء اللاتي لديهن تاريخ وراثي للمرض، وبالتالي يحدّ من العلاجات الكيميائية وتأثيراتها الجانبية.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]