الأسرة هي الدائرة الأولى التي ينشأ الطفل فيها ، ويتأثر منها وتلعب دوراً كبيراً في توجيهه وتكوينه،وبالقدر الذي تقدمه الأسرة للطفل من مميزات تربوية بقدر ما تصقل شخصيته وينمو ويواجه المجتمع بكل دوائره.
فالأب والأم هما لبنة الأساس في بذل الجهد واضفاء العطف والحنان في تنمية وتنشئة الاولاد ، كذلك لهما اثر كبير في تشكيل شخصية الابناء ، وهم القدوة والعتبة الاولى التي من خلالها ينطلق الابناء الى المجتمع.
ان نربي اولادنا يعني أن نوفر لهم الوقت اللازم والكافي للتواصل معهم في مشوار التربية ونحفزهم في ما يتعلق بمستقبلهم، وقد نجعلهم يحبون الحياة اكثر عندما نعلمهم ان حب الوطن عقيدة وان التواصل مع الارض انتماء وذلك يكون في اكسابهم التراث الثقافي والقيم التربوية التي يذوّتها الاولاد مثل الصدق والامانة وحسن الخلق هو امر تربوي بالدرجة الاولى، ولكن يزين هذا السلوك حب الوطن والانتماء الى الارض والمكان.
كذلك تشكل القيم والمبادئ في الانتماء الى الارض والمكان جوا من الالفة والمحبة التي تجعل الابناء منذ نعومة اظفارهم يعيشون مشاعر الفرح والحزن ويتمتعون باصالة التراث الفلسطيني واصالة صمود ورباط الناس في ارضهم ومساكنهم ، مما يجعلهم يتنفسون نسائم وعليل الوطن بالحب والانتماء .. ومما لا شك فية سيزرع في ارواحهم ان الوطن وحب الارض هو عقيدة وايمان ومبدأ من مبادئ الاسلام .
وهنا اريد ان الفت النظر وأنوه الى ان الحب العميق للأرض والوطن يبدأ بالتواصل .. فكيف يكون التواصل؟
وهذا السؤال يحتاج الى تضحية والتزام من قبل الاهل للأبناء، وأولى خطوات هذا التواصل هو زيارة الاراضي والقرى والمدن تبدأ من مسقط الرأس حيث تخرج العائلة جولاتها الاسبوعية في التمتع بالطبيعة والتجول في الحارات والحقول والجبال وتسمية الاماكن للاولاد ، وما اجمل الاب و الام عندما يجلسون مع اولادهم يتبادلون اطراف الحديث عن حكايات وروايات من الماضي لربط الاولاد باجدادهم وتراثهم ، وليجتهد الاباء في مواصلة مشوارهم في التربية لحب الارض والوطن في تعميق هذه الجذور مع الابناء في زيارات للمدن الساحلية في كل انحاء فلسطين بدون استثناء ومضاعفة الجهد والاجتهاد في ادخال الابناء الى اجواء قديمة قد اصبحت من التراث الفلسطينى، كزيارة الاماكن والتحدث عنها وعن بطلات اشخاص وعن شخصيات بات التاريخ يسطر حكاياتهم بماء الذهب .. ولا يفوتهم ان يغذوا ارواح ابنائهم بزيارة خاصة من حين لاخر الى قرية مهجرة شرد سكانها وبقيت البيوت والشجر تشهد على تاريخهم ، الجلوس تحت الاشجار والتحدث عن اهل القرية وسكانها والطريقة التي شرد بها اهلها
هذه الزيارات الميدانية او الحقلية التي تكون باحتكاك مباشر مع البشر والتراب والشجر والحجر تساهم في تغذية الفكر والقلب ويبدأ عند الابناء مشوار الحياة بالذكاء الفكري والذكاء العاطفي الذي يجعلهم ابناء اقوياء اذكياء حكماء ومثقفين .
الى قرانا نعود ...
مشروع قد اطلقته الحركة الاسلامية ما اجملها من فكرة .. ولكن الاجمل ان نذويتها في القلب والفكر ونجعلها نهج حياة وهنا استطيع ان اقول : ايها الاباء ايتها الامهات من هنا نبدأ " ولكن بشرط الا نبقى هنا" فلنتفاعل مع الحملة و نتواصل والى قرانا نعود ولنلتقي جميعا في الكابري ومن هناك ننطلق .
[email protected]
أضف تعليق