جامعة بار ايلان واقعة هذه الأيام " بين نارين": فمن جهة، يسعى رئيس السُلطة المحلية لبلدة " غفعات شموئيل" إلى ضمّ الجامعة إلى منطقة نفوذه لتصبح بلدته " مدينة جامعية" على شاكلة " كيمبردج" في بريطانيا- ومن الجهة الأخرى يتصدى لهذه المحاولة، وبشدة وحزم، رئيس بلدية رمات غان التي تقع هذه الجامعة في منطقة نفوذها.
وفي هذا الإطار، قدّم رئيس السُلطة المحلية في " غفعات شموئيل"، يوسي برودني، طلبًا رسميًا بهذا المعنى إلى وزارة الداخلية، الأمر الذي أثار حفيظة يسرائيل زينغر، رئيس بلدية رمات غان.
" إجحاف تاريخي"..!
وتجدر الإشارة إلى أن جامعة بار إيلان واقعة جغرافيًا في مدخل بلدة " غفعات شموئيل"، فكتب رئيس السُلطة، برودني، في رسالته إلى الداخلية أن الناظر إلى الخارطة يرى أنها قد نُزعتْ أو سُلختْ عن غفعات شموئيل، وهذا " إجحاف تاريخي آن الأوان لإصلاحه وتقويمه، إذ أن الجامعة منفصلة عن رمات غان بكل ما في الكلمة من معنى- من شوارع ( رئيسية) ومن طابع عام، وما شابه ذلك" على حد توصيف برودني.
ويتعهد " برودني" في رسالته بأنه في حال ضمّ الجامعة إلى نفوذ سُلطته " فستتحول غفعات شموئيل إلى مدينة جامعية، تتنفس العلم والأكاديميا، وستمتلئ بمساكن الطلبة، وبواسطة رسوم استئجار المساكن، ستموّل السُلطة المحلية تكاليف الدراسة للقب الأول للراغبين من سُكان البلدة، وستُقام فيها ( في البلدة) شبكة من المسالك والمسارات الخاصة بالدراجات، للتسهيل على تنقّل وتحرّك الطلاب، بالإضافة إلى مختلف التسهيلات والامتيازات لصالح الطلاب والباحثين، أسوة بالمدن الجامعية في دول العالم"- على حدّ توصيف الرئيس.
زينغر " يتميّز غضبًا"!
وللتأكيد على صدق وعوده، يضيف " برودني" أن بلدته ستتحول إلى المدينة الجامعية الأولى والرائدة في إسرائيل" إذ أن ارتباط الجامعة ببلدتنا صائب ومرغوب بالنسبة للطرفين، ذلك أن غفعات شموئيل مزدهرة اقتصاديًا ومستقرة بالموازنة وهي رائدة طليعية في كل مجال"- على حد توصيفه، منوّهًا إلى أنه ليس من باب المصادفة أن غالبية طلاب بار إيلان مقيمون في غفعات شموئيل.
أما رئيس بلدية رمات غان، يسرائيل زينغر، فما أن علم برسالة جاره " برودني" للداخلية حتى استشاط غضبًا، وسارع لتوجيه رسالة مضادة، شديدة اللهجة، في مسعى لدفع وزير الداخلية، غدعون ساعر، إلى ردّ ورفض اقتراح رئيس سُلطة " غفعات شموئيل".
وكتب زينغر في رسالته: " أنني أبلغك، يا سعادة الوزير، بأن بلدية رمات غان التي أترأسها، لا يمكن قطعهًا أن تقبل أو تسلّم بطلب الرئيس الجار ( برودني)، وأطالبك بشطب هذا الطلب المقزز من جدول البحث، تجبنًا لإهدار الأموال ووقت وجهد المحكمة، التي ربما تضطر للبت في قضية لا مبرر لها ولا جدوى منها"- على حد ما جاء في الرسالة.
لماذا لا تضم " غفعات شموئيل" إلى " رمات غان"؟!
ولم يفت رئيس بلدية رمات غان الغمز واللمز على جاره، يوسي برودني، فكتب في رسالته إلى ساعر يقول: " أعتقد أن بلدية غفعات شموئيل ليست بقادرة على مضاهاة بلدتي ( رمات غان)من حيثُ الثبات الإدارة والاستقرار المالي، وهما العنصران اللذان بفضلهما نحن قادرون ومؤهلون لاحتضان وإسناد واستيعاب جامعة بار إيلان. وإذا ما فكرتم يا سعادة الوزير بموضوع الضمّ، من أجل الإشفاء والتوفير والتنجيع، فمن الأجدى والأجدر أن تلغوا السُلطة المحلية في غفعات شموئيل، وتضمّوا مواطنيها وأراضيها إلى رمات غان، فهذا يَصُب تمامًا في مصلحة تلك البلدة وأهلها"!
[email protected]
أضف تعليق