خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في صورة خاصّة ومميّزة ومكتملة، فقال في محكم كتابه:
" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " .
وخلق معه غريزة حبّ الجمال ودعا إليه، لكن لم يكن المقصود عمليّات جراحة التّجميل المنتشرة اليوم في كلّ بقاع الأرض عامّةً، ومجتمعنا العربيّ خاصّة. بل دعا إلى اللّباس الجميل والزّينة والتّحلي بالمجوهرات في نطاق المنطق والمعقول، وحرّم بعض مظاهره مثل الوصل والوشم، وهي ليست ظاهره جديدة، ومعناها المبسّط استعادة التّناسق والتّوازن لجزء من أجزاء الجسم عن طريق استعادة مقاييس الجمال المناسبة لهذا الجزء التي غدت حديث السّاعة في الجلسات الخاصّة والعائليّة والعمل، وهي تحتلّ صدارة مواقع التواصل الاجتماعيّ والمقابلات مع الفناّنات والمشاهير في محطّات التلفزة، وحملاتهم الترويجيّة بصناعة المعجزات، وللأسف يلقى تسويقها نجاحا باهرا .

جاءت هذه المقدمة، بعد أن لفت انتباهي تفشّي هذه الظاهرة المقلقة في مجتمعنا، وانجرار نسبة كبيره من السّيدات وراء ما يسمى بمعادلة الجمال الوهميّة التي غدت لديهنّ إدمانًا لهذا النوع من العمليات الهادمة الهادفة إلى تغير صورة الإنسان مثل عمليّات تكبير الثدي، الحواجب، الشفاه، الخدود، الذقن، الأنف وباقي أعضاء الجسم التي لا شك أنّها تعتبر تطوّرا سلبيًّا وخطيرا وتحدّيا لجميع الديانات السماويّة، وخلق الله وتحدِّيا للأخلاق لما لها من أثار ومخاطر سلبيّة .

إنّ عدم اقتناع هذه الشريحة من السيّدات بجمالهنّ الطبيعيّ، وانجرارهنّ وراء فنانات ونساء معروفات غير آبهات بالمخاطر الناجمة عن عمليّات التجميل، التي تكون غالبا غير دقيقة، بل وعنيفة ولا تفي في الكثير من الحالات بتحقيق الآمال المرجوّة، وقد تنعكس سلبيًا ولا أبالغ إذا قلت قد تصل إلى حد الكارثة ناهيك عن الآثار النفسيّة وحالات الانهيار العصبيّ .

رماح، الهادفة إلى التوعية والإصلاح لم تقصد في هذه المقالة جهة معيّنة، ولم يكن من ورائها الإساءة أو التجريح، وتتفهّم بعض الحالات الخاصة والضروريّة لمثل هذه العمليات نتيجة إصلاح عيب ناتج عن مشكله أو حادث .

اللّهمّ إنا نسألك الهدى والتّقى، اللّهمّ لا علم لنا إلا ما علمتنا إنّك أنت العليم الحكيم، وعلِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]