نحيي اليوم الذكرى الـ 38 ليوم الأرض الخالد، فيه تصدت الجماهير العربية لمخططات الحكومة مصادرة آلاف الدونمات في منطقة رقم 9(المل) وكم يشبه ذلك اليوم لما يحدث اليوم في النقب الأشم وتبعات مخطط " برافر" الذي ستصادر الحكومة الإسرائيلية بموجبه 800 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب، كما سيهجر أكثر من 70 ألف نسمة...، وسيهدم بموجبه بين 65- 75 الف بيت....في 1976 خرجت الجماهير متصديةً لمغتصبي الأرض واليوم علينا التصدي جميعنا لمغتصبي النقب بكافة الوسائل المشروعة.
اليوم وبعد مرور 38 عاما على يوم الارض لم يتغير النهج الصهيوني المبني على التمييز العنصري ومصادرة الاراضي العربية والتهجير والتطهير العرقي، نعم الاساليب تغيرت وكذلك الوسائل، لكن الهدف ما زال نفسه، بل انه استشرس اكثر واصبح اكثر عدوانية واكثر تطرفا والدليل على ذلك هو مخطط (برافر ) التهجيري .
يأتي هذا اليوم بعد " ترقب" فاشل لإطلاق سراح الاسرى ضمن الدفعة الرابعة والتي اشيع انها تضم 14 اسيرا من الداخل كانوا قد زجوا السجن قبل اتفاقية اوسلو 1993، الا ان الاتفاقية لم تخرج الى حيز التنفيذ، وذلك ليس صدفةً.
اسرائيل لم تطلق سراح اسرى الداخل، لماذا؟
فكيف لإسرائيل ان تمنح الفرحة لأبناء شعبنا، عشية يوم الارض؟ هل توقع عاقل ان تمنحنا هذه المتعة؟ كم كان ساذجاً من اعتقد ذلك؟ هذا الكيان الذي لا يطلق اسرانا الا في جنح الظلام كي يحجب عنا فرح اللقاء بعد سنوات في غياهب السجون الاسرائيلية، هل كان سيطلق سراحهم الان بالذات؟ في هذا التوقيت؟!
ناهيك الى ان جميع المؤشرات خلال الاسبوع المنصرم بشكل خاص كانت ترجح عدم اطلاق سراح الاسرى، ففي الوقت الذي تلعثمت فيه القيادة الفلسطينية وحاولت جر رجل اسرائيل تارة بالاعلان عن اسماء الاسرى، وتارة اخرى بدفع وكلائها المسؤولين عن الاسرى بعقد مؤتمرات ولقاءات والخروج الى الصحافة بتصريحات تؤكد تنفيذ التعهدات والالتزامات، والتي اتضحت انها لم تكن سوى فاشوس بفاشوش، كانت اسرائيل ومسؤولوها يحافظون على الصمت، وان تحدثوا احيانا ادعوا ان عباس الرئيس الفلسطيني ليس شريكا وان اطلاق سراح الأسرى مشروط بتمديد المفاوضات، وكلها مؤشرات لعدم اطلاق الاسرى، وما زاد الترجيحات بعدم اطلاق الاسرى هو خطاب عباس في مؤتمر قمة الكويت الذي جاء حاداً وصريحاً برفض الموافقة على يهودية اسرائيل ومن ثم اعلان القمة النهائي الذي جاء داعما للمطالب الفلسطينية، وهو ما قطع الشك باليقين ان لا اطلاق سراح اسرى في الافق.
وبالرغم من عدم رضوخ الانظمة العربية في مؤتمر الكويت لاملاءات السعودية، في مواقف معينة، الا انها استطاعت هذه المملكة "العريقة" من خلال قناتها" العربية"، فرض سياستها على الشعوب العربية برمتها، من خلال برنامج" ذا فويس"، الذي تابعه امس اكثر من 100 مليون عربي، بحسب التقديرات الاخيرة، و"الاحتفال" بفوز العراقي ستار باللقب.
The Voiceويوم الأرض!
ولم تخذل" العربية" جمهورها، كما فعلت السلطة الفلسطينية، وهي الابنة الشرعية للسعودية، وواصلت بث سمومها التنويمية ونشرها على الشعوب العربية بلا هوادة، غير آبهة لما يجول من حولها، وهي القناة التي وضعت نصب اعينها سياسة تخدير الشعوب ببث مسلسلات تركية وبرامج مسابقات ترفيهية حتى تبقى اسيرة لها، لا مستقبل ينير طريقها الا وكانت السعودية بكل ثقلها ووزنها المالي والسياسي من ورائه!
وتوجت امس احلى صوت، ومن منا لم يتابع البرنامج، ومن منا لا يعرف اسماء المتسابقين عن ظهر قلب، وكأن هذه الاسماء اصبحت جزءاً من حياتنا اليومية.
اما اسماء شهداء يوم الارض، فهل تعرفونها؟ هل ذكرها احدهم امامكم؟ تجرى المظاهرات والفعاليات ويخرج الرئيس والقادة ويلقون الكلمات وتلتقط لهم بعض الصور وهم يبتسمون ابتسامة النصر لا تختلف عن ابتسامة ستار العراقي امس و...والسلام عليكم!
مشاركة هزيلة
يوم الجمعة الماضي خرجت قلة قليلة من جماهيرنا(250 شخصاً) للتصدي لمخطط هدم قرية او حي الرمية وتهجير سكانها، هذه القرية الوادعة الواقعة في قلب مدينة كرمئيل التي بنيت على اراضي القرية، لكن ذلك لم يكفيها فتريد السلطات انهاء وجود القرية بهدمها حتى على سكانها.
جاءت هذه المظاهرة بناء على قرار من لجنة متابعة قضايا الجماهير العربية اضافة الى عدة اعتصامات وفعاليات في عدد من البلدات العربية، والمظاهرة الرئيسية في قرية صواوين في النقب واخرى في عرابة الساعة الرابعة.
ويسأل السؤال، كم سيشارك في هذه المظاهرات؟ هل ستعنون اخبارنا بالالاف يشاركون ام عشرات الالاف، حتى لا نبدو كالايتام على موائد اللئام؟ ونحن اكثر من مليون ونصف بقليل في هذه الديار؟ ونحن شعب يبالغ في الارقام ويهوى اضافة الاصفار على يمين الرقم الحقيقي!
فكرة لترسيخ اسماء شهداء يوم الارض
فكرة لترسيخ اسماء شهداء يوم الأرض 1976:من منا يتذكر اسماء شهداء يوم الأرض الخالد 1976؟ ماذا قدمت مؤسساتنا الفلسطينية المحلية في اسرائيل من مشاريع وفعاليات لترسيخ هذه الاسماء في اذهان الأجيال على اختلافها؟ لماذا ترسخ في اذهاننا صور زعمائنا وقياداتنا في مسيرات يوم الأرض وليس صور شهدائنا؟!!ما رأيكم ان نضيف لمسيرات يوم الارض فعاليات ابداعية يتم دراستها بعمق، نخصص فيها المسابقات الشعرية والادبية والفنية لترسيخ هذه الذكرى واسماء الشهداء الابرار في فكر اطفالنا واولادنا ورجالنا ونسائنا وشيوخنا!مارأبكم؟
للتذكيرفقط: اسماء شهداء يوم الأرض 1976: خير ياسين، رجا ابو ريا، خضر خلايلة وخديجة شواهنة من سخنين، حسن طه من كفر كنا ورأفت حسين علي-الزهيري- (من مخيم نور شمس في الضفة الغربية)، وشيخة ابو صالح من سخنين التي استشهدت اختناقا بالغاز الذي اطلقته الشرطة الاسرائيلية في مظاهرة يوم الارض 2000.
جدوى الإضراب
اما فيما يتعلق بالاضراب في يوم الارض، فالإضراب هو سلاح إستراتيجي يوحّدنا، ولا يفرّقنا، يضعنا داخل الصورة ولا يشتتنا، ولذلك وجب عدم التفريط بأهميته بالرغم من تردد بعض الجهات في سنوات سابقة، لكن عندما يُقرر الإضراب، يجب أن يكون الشارع العربي جاهزاً له ليهز أركان السلطة في الدولة كلها، وليس إضراباً لا يؤثر إلا على المجتمع العربي، ويلحق به الضرر سياسياً واقتصادياً.
فهل سينجح الاضراب في هذا اليوم؟ من سيلتزم به؟ واين المدن المختلطة(العربية-اليهودية) من هذا الاضراب؟ لماذا لم يصل الاضراب لهم بعد، اليسوا جزءاً من المشهد الفلسطيني العام حتى لو لم يتم تفعيل دورهم داخل لجنة المتابعة.
اسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق، ولن اثقل عليكم بها فهي موجعة حقاً.
الارض البيت والوطن
وفي هذا الموقف اتذكر ما قاله القس شحادة شحادة وهو من مهندسي يوم الارض:" من دون الأرض ليس لنا أيّ جذور في هذه البلاد. إنّ الأرض هي جذورنا. الأرض ليست فقط مكانًا تزرع فيه الباذنجان والخيار – إنها بيتنا الوطني. إنّني فلسطيني وهذا هو وطني."
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
تقرير رائع بكل معنى الكلمة.