في مقالة جريئة اتهم الصحفي غدعون ليفي في "هآرتس" الإسرائيليين بتبني طرق العمل والمعايير الألمانية النازية، من خلال سعيهم الى محاصرة انفسهم داخل غيتو من صنيع أياديهم واصرارهم على يهودية الدولة. وقال: "لا أحد يتجرأ في الغرب على طرح مثل هذا الحوار علانية، باستثناء اليمين المتطرف، الفاشي، القومي والنازية الجديدة التي تكره الأجانب واليهود.. لا احد يتجرأ على القول ان فرنسا للفرنسيين وامريكا امريكية وايطاليا ايطالية والمانيا المانية، وكل من يتجرا على ذلك يعتبر غير طبيعي. ولكن شعار الدولة اليهودية يعتبر حبة الحلوى، ومشروعا، بل وصهيونيا في اسرائيل."

واعتبر ليفي ان طرح مطلب الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية يهدف الى التنكر لأبناء الأقلية العربية، مواليد البلاد، ويتم الان استغلاله كذريعة رخيصة لغرس عصا اخرى في عجلة المفاوضات كي لا تتقدم نحو اتفاق السلام. ويرى ان اسرائيل تعيد نفسها الى الغيتو الذي تبنيه بأيديها هذه المرة. فلقد أقامت الأسوار من حولها، وستليها الأسوار النفسية والثقافية، وما فعلوه لليهود قبل اجيال، يفعله اليهود لأنفسهم الآن. ويعتبر ان اليهود الجدد، الاسرائيليين يتبنون طرق العمل والمعايير الألمانية النازية، فهم يفحصون نوع الدم ومن ثم يدخلون اصحابه الى الغيتو، ولا ينقص الا اضافة الرقعة الصفراء، التي قد تعود، هي أيضا، والا كيف سيتم تشخيص اليهودي بدون علامة مميزة، كتعليق نجمة داوود الصفراء القديمة والشريرة، على ياقة القميص؟

ويضيف ليفي: ان اسرائيل تفعل كل ما في وسعها كي لا يتم تقبلها في محيطها، وهذا الجهد لا يتم سياسيا وعسكريا فقط، فهي تمنع دخول الثقافة الشرق أوسطية، والفن والتاريخ العربي، وتمنع دخول طالبي اللجوء الأفارقة، وكل من ليس يهوديا. وبرأي ليفي فانه "سيتم تحديد طابع دولة اسرائيل بطرق أخرى، ولن يحدد ذلك نوع الدم الذي يجري في شرايين سكانها، وانما نظامها وثقافتها ومجتمعها. فالعربي من الطيبة هو اسرائيلي بشكل لا يقل عن ابن سبط منشيه من حدود بورما الذي تم احضاره الى كريات أربع، والافريقي الذي ولد في اسرائيل ويتحدث بلغتها ويعتبر ايال غولان مغنيه المفضل وفريق هبوعيل او مكابي تل ابيب فريقه المفضل، لا يقل اسرائيلية عن متدين من "عطيريت كوهنيم". واذا كان سيتم وضع الرقعة الصفراء فليتم وضعها لكل الاسرائيليين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]