نازعتني هذه المقالة لتخرج إلى النور قبل انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية الناصرة. طالت المفاوضات بيني وبينها ، وشاءت الأقدار أن تخرج إلى النور بعد أن انقشع غبار المعركة الانتخابية عن النتائج التي نعرفها جميعا ...

أسفت جدا لتصريحات قيادات الجبهة والحزب الشيوعي المحلية والقطرية في الاجتماع الذي عقدوه بعد ظهور النتائج ... لا شك عندي أنهم سيندمون على تصريحاتهم تلك ، وسيسارعون للاعتذار لكل من وجهوا إليهم التهم الباطلة التي سئم الناس من سماعها بعد أن أصبحت كالاسطوانات المشروخة ، إن كانوا حريصين فعلا على الاحتفاظ لهم بمكان في مستقبل الناصرة بدلا من مكان في تاريخها فقط ..

أعترف أن الحديث عن الناصرة الآن أسهل بكثير من الحديث عنها قبل أن ظهرت النتائج .... الآن تحرر الناس من غرائزهم قليلا ... الآن يستطيعون التفكير بهدوء ، والنظر في موضوعات كان من المستحيل النظر فيها والنفوس مشرئبة والدماء تغلي في الرؤوس بحق أو بغير حق .... الآن ، لا بد من مواجهة الحقيقة ، واستخلاص العبر ...

أعرف أنني سأتناول موضوعا حساسا جدا ، وأعرف أنه سيثير جدلا منه الغث ومنه السمين ... كنت استطيع أن أظل بعيدا عن مشهد الناصرة ، لكن المسؤولية الدينية والوطنية دفعتني إلى خوض هذه الغمار والدخول إلى حقل ألغام ، واثقا بأنني إنما أقوم بواجبي تجاه مدينة لها مكانتها في قلوب الجميع ، وإن خسارتها بفعل طغيان الغرائز وغياب العقل ، ستكون مؤلمة لنا جميعا ...

إرساء قواعد في الثقافة السياسية

ما يعزيني ويشجعني على الإقدام على تناول قضية الناصرة ، أنني سأحاول من خلال مقالتي إرساء قواعد في الثقافة السياسية لطالما تغنت بها كل القوى السياسية ، لكنها لا تتمسك بها بالضرورة عند أول امتحان حقيقي ...

لنبدأ القصة من البداية ...

تابعت باهتمام كبير ما كتبه إخوة وأخوات في شان الناصرة منذ جولة الانتخابات الأولى ، وحتى قرار المحكمة العليا بإعادة الانتخابات الرئاسية ، مرورا بما ماجَتْ به أجواء الناصرة من أحداث وتفاعلات اكتسحت الفضاء النصراوي في الفترة الفاصلة بين الجولتين ....

لم يعجبني ما نَضَحَتْ به قرائح الكتاب من أحْكامٍ وتحليلاتٍ ووصفٍ للحال ، إلا قليلا ...

لقد انقسم الناس – كعادتنا نحن العرب – في أمر الناصرة بين مادح "للجبهة" "ولناصرتي" ، وقادح فيهما ، حيث لمست دون بذل جهدٍ غيابَ النظرة النقدية والموضوعية لتجربة " الجبهة " وممثلها في رئاسة البلدية لأربعين عاما تقريبا الصديق المهندس رامز جرايسي ، بهدف الاستفادة منها لبناء الحاضر والمستقبل ، حتى بلغ البعض درجةً رَفَعَ معها التجربةَ " الجبهوية " إلى مستوى التجارب المعصومة التي لا يرقى إليها شك أو يُقْبَلُ فيها نَقْدٌ . والثانية ، أنهم زادوا على ذلك من الشعر بيتا ، فصبوا جامَّ غضبهم على السيد ( علي سلام ) ووصفوه بأقذع الأوصاف تلميحا أو تصريحا ، وهو الذي حَمَلَ هَمَّ الجبهة ونافح عنها في المنعطفات الخطيرة لأكثر من عقدين من الزمن ، وتبوَّأ في عهدها الميمون أرفع المناصب ، حتى كان ولعهد قريب الرجل الثاني في البناء الهرمي البلدي وبلا منازع .... كما ورأيت آخرين خسفوا " بالجبهة وبرامز جرايسي " الأرض ، حتى لتكاد للحظة تَظن أن الجبهة لم تكن أكثر من خيال مَرَّ من أزقة الناصرة ثم مضى إلى غير رجعة ، فلا تُحِسُّ منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ....
من المهم استخلاص العبر لسبب واحد ومهم ، وحرصا مني على ضابط واحد ومهم ... أما السبب فلأن مدينة الناصرة تهمنا جميعا ، ولا تعني أهل الناصرة وحدهم ، وما يمكن أن يقع على ثراها من أحداث سلبية كانت أو إيجابية ، سيؤثر حتما على مجموعنا العربي والوطني في الداخل ... أما الضابط ، فهو ألا أتطرق في عرض وجه نظري لأي نوع من التقييم لأداء هذا الطرف أو ذلك ، لا على المستوى السياسي ولا على المستوى البلدي ، لأنني مهما كنت مطلعا على أوضاع الناصرة – وأنا أزعم أنني مطلع بحكم علاقتي الوثيقة مع المدينة لسنوات طويلة – فلن أستطيع أن أكون موضوعيا بالقدر الكافي ، ولذلك قررت ترك هذا الجانب لمن يريد الخوض فيه ، وقررت أن أطهر قلمي ولساني منه بعدما نجَّا الله يدي من صناعة أحداثه بما لها وما عليها ....

لذلك رأيت من المناسب أن أتناول موضوع الناصرة من المنظور المنهجي السياسي العام ، والمرتبط بمفهومنا للثقافة السياسية ، واثر كل ذلك على ما نصنعه من أحداث تؤثر في حاضرنا ومستقبلنا ....

الحركة في كفرقاسم 

حتى يكون ظِلِّي خفيفا ، وحرصا مني على أن يكون دمي أيضا خفيفا ، وحرصا مني على ألا أستفز أحدا ولو عن غير قصد مني ، سأبدأ مناقشة القضية من خلال تجربتنا نحن في الحركة الإسلامية مع مشهد يكاد يكون نسخة مكررة مما جرى في الناصرة في الانتخابات الأخيرة بعيدا عن عوامل حجم وثقل كُلٍّ من الموقعين ، وقريبا من عامل الثقافة السياسية التي نريد وتلك التي لا نريد .. إن معالجة كل طرف ( الحركة في كفر قاسم ) ( والجبهة في الناصرة ) للحدث ( الخسارة في الانتخابات البلدية في الجولة الأولى ) ، شكلت الفرق الجوهري بين ما أفضت إليه الخسارة في الانتخابات في البلدين من نتائج ، استقرارا في كفر قاسم ، وتوترا في الناصرة ...

يعلم الجميع أن الحركة الإسلامية القطرية نشأت في كفر قاسم ، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن تمثل المدينة قلب العمل الإسلامي في الداخل ومركز ثقله الأول .. النتيجة المشتقة من هذه الحقيقة ، أن إنجاز الحركة الإسلامية في البلاد يتأثر سلبا أو إيجابا بما يتم تحقيقه من إنجازات في كفر قاسم ، والعكس صحيح .. بنفس الدرجة حرصت الحركة الإسلامية على أن تحافظ على إنجازاتها السياسية والدعوية في كفر قاسم ، وعلى أن يظل إنجازها قويا وثابتا ومستمرا وناميا .... هذا بديهي .... ولكن ، وهنا يأتي الفرق بيننا وبين الجبهة التي تعتبر الناصرة قلعة العمل الجبهوي وبحق ، وخسارتها أمر لا يمكن تصوره ، وبين الحركة الإسلامية التي ترى هي أيضا في كفر قاسم قلعة العمل الإسلامي ، إلا أننا يوما لم نؤمن بأن خسارتها أمر لا يمكن تصوره ...

أي التصورين صحيح ؟ أيهما يمثل النضوج السياسي الذي نتمناه ونربي عليه الأجيال ؟؟ التداول السلمي للسلطة ، والقبول بالخسارة بفروسية ، والإيمان بأن الحياة ربح وخسارة ، وأن أية هزيمة سياسية أو غيرها يجب أن تكون مقدمة لنصر ونصر .. وفوق كل ذلك ، وأخطر من كل ذلك ، ألا نجعل خسارتنا السياسية مهما كانت مؤلمة في درجةِ خسارتنا لكرامتنا ، فنثب للدفاع عنها بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ، التقليدية وغير التقليدية ، مما يهبط بتقاليدنا السياسية إلى حضيض الغرائز التي نفقد معها البوصلة ، فتتحول حياتنا إلى جحيم لا يطاق من المنازلات والصراعات التي لا تنتهي ، فنتحول في أعين أجيالنا إلى مصدر إحباط بدل أن نكون مصدر إلهام ، فوق ما نسببه من تراكم سحب الكراهية والاستقطابات التي تحجب عنا أفق النهضة والوفاق .. ألم تنشب حربا " داحس والغبراء " و " البسوس " اللتين دامتا أربعين عاما فَنِيَ فيها الحَيّانُ من العرب ، لذات السبب ... ناقةٌ قتلها ( كليب ) مَثَّلَتْ عند أغبياء العرب كرامةَ القوم ، وسباقٌ بين فرسين " داحس والغبراء " انتهى بحيلة مَكَّنَتْ أحدَهما من الفوز ، تحولت إلى إهانة عند أغبياء العرب لكرامتهم ، فنشبت حربان أحرقتا الأخضر واليابس .. أهذه هي ثقافة المنافسة التي نريد أن نورث لأجيالنا ...

استلَمَتْ الحركة الإسلامية مقاليدَ السلطة في بلدية كفر قاسم مدة عشرين سنة ، وبالتحديد من سنة 1989 وحتى 2008 .... كان من الطبيعي أن نحافظ على هذا الإنجاز في كفر قاسم بالذات ، إلا أن أهلنا في المدينة قرروا ولأسبابهم هم من جهة ، ولأسباب أخرى متعلقة بالحركة الإسلامية من الجهة الأخرى ، سحب الثقة من الحركة في انتخابات 2008 ، فخسرنا " الجولة " في " قلعة العمل الإسلامي " شاكرين لأهلنا ثقتهم بنا لعشرين سنةً مضت ، معاهدين أن نبقى الخدام لمدينتنا من أي موقع يقدره الله تعالى ..

احترمنا النتيجة رغم مرارة الخسارة في مدينة نعتبرها مركز الثقل الدعوي الأول ، ووقف مرشحُنا حينها ليعلن تحمله الشخصي لنتائج الانتخابات ، ودعا الجميع إلى " الرضا " بالنتيجة ، وإلى احترام إرادة الشعب ... حمدنا الله سبحانه على الخسارة كما حمدناه على الفوز ... لم نوجه لوما لأحد ، ولم نتهم بالتسبب بالهزيمة أحدا .... آمنا منذ البداية أن المنصب مهما بلغ فهو تكليفٌ لا تشريف ، فإن حُزْنا على ثقة الشعب دخلنا مواقع المسؤولية متوكلين على الله ، عاقدين العزم على تقديم الغالي والرخيص في سبيل نهضة بلدنا ... وإن نحن لم نَحُزْ على ثقة جماهيرنا انسحبنا بهدوء شاكرين لهم ثقَتَهم في الأولى ونَزْعَها في الأخرى ... رأينا في احترام النتيجة احتراما لأنفسنا وحفظا لكرامتنا ، كما رأينا في تهنئة الرئيس الفائز واجبا نؤديه لأنفسنا أكثر منه لغيرنا ، فكانت الطريق إلى معاهدة الرئيس المنتخب على التعاون على البر والتقوى ، سهلا ميسورا وبلا تَكَلُّف ...

5 سنوات مرت واستطعنا استعاد كفرقاسم 

خمس سنوات مرت منذ خسارتنا الانتخابات في العام 2008 ، عملت فيها الحركة الإسلامية بكل جد وتفان في خدمة الأهل في كفر قاسم وفي جميع المجالات ... ازددنا التصاقا بجماهيرنا ، فرأى فينا القريب والبعيد ، والمناصر والمنافس ، الحضن الدافئ ... ربحنا مبادئنا وأخلاقنا وشعبنا ، وإن خسرنا موقعا ما طمعنا فيه لذاته يوما ، ولكن لغيره ، أي لخدمة الناس وتقديم ما أمكن لسعادتهم وكرامتهم واستقرارهم ... لم نحس بالإهانة أبدا بسبب خسارة جولة سياسية ، وإنما رأينا كرامتنا في أن تبقى الحركة مرفوعة الهامة منتصبة القامة ، تمضي بثقة كاملة بالله وبوعده في استكمال المسيرة نحو المستقبل ...

كان موعدنا مع الفوز مجددا في انتخابات البلدية في كفر قاسم قريبا وقريبا جدا ، بل أقرب مما تصورنا ... بعد خمس سنوات فقط وفي انتخابات 2013 ، عادت الحركة الإسلامية إلى كرسي البلدية محمولة على أكتاف الآلاف ممن عادوا ليضعوا ثقتهم فيها من جديد بعد أن رأوا احترامها لقرار الناخب ، وإصرارها على الخدمة من كل موقع حتى وإن كان بعيدا عن مطابخ اتخاذ القرار الرسمي .. فاز مرشحها المحامي عادل بدير بأغلبية ساحقة وضعتنا من جديد أمام مسؤوليات جسام ومهام عظام ، أنا على ثقة كاملة بأنها ستمضي بها إلى آفاق جديدة من التطور والازدهار والتنمية خدمة لإنسان كفر قاسم والذي هو أغلى ما يجب الاستثمار فيه ..

لقد قَدَّمَتْ الحركة الإسلامية في كفر قاسم نموذجا رائعا لثقافة سياسية نحن في أمس الحاجة إليها ، ترتكز إلى مجموعة من الثوابت . ألأول ، أن الشعب هو صاحب القرار ، وقراره يجب أن يحترم . والثاني ، أننا لسنا أوصياء على شعبنا ، وإنما خُدّام له بتكليف منه مباشر ، ولذلك فله دائما الفضل علينا ، ولا فضل لنا عليه مهما قدمنا له . والثالث ، اعتبار العمل في السياسة ثقافة نورثها للأجيال ، ولا سبيل إلى نهضة مجتمعنا ما لم تجسد قواه السياسية المثل الأعلى في تداول السلطة بعيدا عن اعتبارات الكرامة المُهَانة ، والثأر للتاريخ ، والالتفاف على إرادة الشعب . والرابع ، الاستعداد الدائم ، والجهوزية الكاملة للانسحاب من الساحة ليس عند خسارة الانتخابات فعلا ، ولكن عن أول إشارة تبعثها الجماهير بأنها لم تعد راغبة في استمرار قوة سياسية ما في الحكم ، ولا يكون ذلك إلا إذا توفر الإحساس المرهف لدى هذه القوى السياسية ، والذي تتمكن من خلاله من التقاط هذه الذبذبات في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان . والخامس ، التسليم بالقانون الطبيعي في أن الخسارة والربح ، والانتصار والهزيمة في السياسة وغيرها ليست نهاية المطاف ، وإنما بدايته . والقوة السياسية الواعية والناضجة هي التي تحول الهزيمة إلى نصر ، وبالقدر ذاته تحترم قرار الناخب وتنسحب في القوت المناسب .

كم كنت أتمنى أن تعي الجبهة هذا الدرس ... وأن تنسحب بهدوء بعد نتائج الجولة الأولى ... وكم تمنيت أن تنسحب بعد قرار العليا إعادة الانتخابات ، فتكسب نفسها وتكسب احترام شعبها ، وفوق كل ذلك تربح الناصرة مستقرة ، ديمقراطية وآمنة ... أقول ، كانت اللحظة مناسبة ، لأن قرار المحكمة بإعادة الانتخابات أعاد اللعبة إلى نقطة البداية ، لا غالب ولا مغلوب ... وهنالك كان يجب أن يتغلب العقل وليس الغريزة ...

أقول ذلك للجبهة على اعتبارها تنظيما أيدلوجيا عريقا ، له موروثه السياسي الذي لا يُنكر مهما اختلفنا أو اتفقنا معه ... الجبهة محسوبة على القوى الحية في المجتمع ، ومن المفروض أن تتحمل مع غيرها مسؤولية المساهمة في تشكيل الوعي والثقافة السياسية في حدودها التي تحدثت عنها سابقا ، ومن الخطورة بمكان أن تعيش في عام 2014 بعقلية الخمسينات والستينات والسبعينات ...

كانت انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية الناصرة ، الفرصة الأخيرة للجبهة لاتخاذ قرار شجاع يضعها في مصاف القوى الديمقراطية الحقيقية ... كانت الجبهة في الناصرة في حاجة ماسة لاستراحة المقاتل بعد مكابدة أعباءِ حكمِ مدينةٍ بحجمِ الناصرة لأربعين سنة تقريبا..

فترة نقاهة 

علمتنا التجارب أن أي تنظيم أو حركة وليست جبهة الناصرة ومِنْ ورائها الجبهة القطرية استثناءً في هذه القضية ، لن تستطيع تصحيح أخطائها وتقويم تجربتها وهي ترزح تحت ثقل استحقاقات الحكم وأعبائه .. كلنا بحاجة إلى فترة نقاهة ، فكيف إذا كان الحديث عن تجربة أربعين سنة متواصلة وقف على رأس بلدية الناصرة فيها رئيسان فقط ، واحد منهما وهو الصديق المهندس رامز جرايسي شغل نصفها بصفته قائما بأعمال الرئيس الراحل توفيق زياد ، ونصفها الآخر رئيسا للبلدية ؟؟!!!!!!!!!!

جاءت تصريحات قيادة الجبهة بعد ظهور نتائج الانتخابات في جولة الإعادة لتشير مجددا إلى أن قيادة الجبهة والحزب الشيوعي لم تستوعب الدرس بعد .. ربما تستوعبه بعد أن تبرد أعصابها وتروق نفوسها ... ربما ... لكن لا أحد يستطيع أن يكون متأكدا من ذلك ، وهذا مؤسف..

عادت الحركة الإسلامية في كفر قاسم مرفوعة على الأكتاف بعد خمس سنوات فقط بسبب تواضعها وتذويتها لقواعد اللعبة الديمقراطية الحقيقية واحترامها لإرادة الشعب .... أما الجبهة والحزب الشيوعي فلم يبديا ما يمكن أن يؤهلهما لكسب ثقة الشعب في الناصرة مجددا ، على الأقل في المدى المنظور .... بل على العكس ، فقد جاءوا قولا وفعلا بما يضمن لهم موقعا ثابتا في تاريخ الناصرة لا في مستقبلها ، وهذه نهاية صعبة بكل المعايير.. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]