أوصل علي سلام نفسه مساء السبت، في مهرجانه الانتخابي الى درك جديد في خطاب التهديد والوعيد، وخطاب الاستعلاء والاهانات والشتائم بامتياز، حتى وصل به الأمر الى وصف الجبهة الديمقراطية بكوادرها ومصوتيها وقياداتها على أنهم "لمم"، ليقف الجمهور أمامه مصفقا وهاتفا بحياة "الزعيم"، ومن بين الواقفين شخصيات سياسية واجتماعية في الناصرة، ومن بين من بقوا جالسين، كانت ضحكاتهم واسعة، بعد دقائق من أحاديثهم عن الاستعلاء.

لم نستغرب خطاب علي سلام، الذي يُواجه بصمت مطبق من عدد من الذين يعظون على الناس ويهاجمون الجبهة وخطابها ويتهمونها بخطاب الاستعلاء، فقد سمعنا من علي سلام ذاته أوصافا وتعابير مثل "ثعالب" و"قطط"، بينما نائبه محمد عوايسي لم يجد وصفا لرفاق الأمس سوى "جراذين" و"فئران"، بعد أن كان مساعد علي سلام، سالم شرارة، قد ظهر في خطاب يتوعد فيه بعدم السماح للجبهويين من الاقتراب الى بيت الصداقة واكتفي هنا بذكر ما تم نشره في وسائل الإعلام على لسان علي سلام ولا اريد ان اتطرق للاهانات التي تم حذفها من الإعلام في السابق وكوادر ناصرتي تدرك ما اقصده تمامًا.

لقد شهدنا على مدى الأشهر السابقة موجة تحريف ممنهج لخطابات الجبهة، في اطار حملة التحريض والتعبئة ضد الجبهة، والسكوت بشكل مطبق عن أسلوب علي سلام في خطابه التهديدي والشتائم، فالناس تسمع وترى، وقد رأت الألوف المؤلفة خطابات مهرجان جبهة الناصرة الضخم، وسمعت الخطابات هناك، وأي كلام قيل عن الراحل والد علي سلام، ومواقفه الوطنية، فجاء الرد مباشرة من علي سلام هاتفا: "نحن (أي هو) الشرفاء وهم (اي الجبهويين) اللمم"، فيقف الجمهور على أقدامه مصفقا ومبتهجا وهاتفا بحياة زعيمهم علي سلام، وقد رأينا أيضا من بقي جالسا ومبتسما جدا، تعبيرا عن الدعم والتأييد، مثل النائبة حنين زعبي، والنائب السابق طلب الصانع وغيرهما. فهل هذا هو الخطاب السياسي الحضاري، الذي يحترم عقول الناس وأخلاقياتهم؟.

تجاوز علي سلام كل الخطوط الحمراء، فقد سمح لنفسه بأنه يوجه التهديد المباشر للقائد رامز جرايسي، ويحذره من أنه لن يستطيع التجول في الناصرة بعد 11 آذار، وطلب منه أن يبحث عن بيت خارج المدينة، وهذا أيضا لاقى صمتا مطبقا من حلفاء وانصار علي سلام، وهناك من حاول بشكل سخيف ايجاد تبريرات وتفسيرات لما يصدر عن علي سلام.

إن الخطورة في هذه التصريحات والتعابير، عدا مضمونها، أنها تمنح ضوءا أخضر لعدد ليس قليل من داعمي علي سلام لينفلتوا أكثر في شوارع المدينة، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، وهناك بات كل شيء مستباح، شتم الناس، وخاصة قيادات الجبهة وناشطات الجبهة، بألفاظ لا يمكن للورق أن يحتمله، وهؤلاء مسترسلين، وكما يبدو يلقون التشجيع المخجل ممن يقودهم.

من المثير للغضب أن هؤلاء هاجمونا لاستعمالنا مصطلح "خطاب حضاري" و"مدينة حضارية"، فمنذ متى كانت الحضارة والحضارية استعلاء، بل هي طموح الأجيال في مواكبة العصر والارتقاء الى الحوار اللائق، بينما الاستعلاء والاستكبار هو من يهين الناس ويشتمهم ويهددهم، والاستعلاء والاستكبار هو من يسمع مثل كل هذا ولا يهتم طالما أنه يدغدغ العدائية التي في نفوسهم.

إن أهل الناصرة سيتجهون إلى صناديق الاقتراع ليقولوا كلمتهم، وتحالف القوى الوطنية والأهلية في المدينة يستعد لتحقيق نصر، وسيعمل بكل جهد على الامساك بمقود السفينة لجرها الى بر الأمان، أما أولئك الذين يتمنون اسقاط الجبهة، فهم يعلمون علم اليقين أن هذه السنديانة الجماهيرية لها جذور عميقة في الارض، ولا تهزها ريح عابرة، وهي الرقم الصعب الثابت في معارك شعبنا على مدار ما يقارب سبعة عقود، ونحن مستمرون بوقود الدعم الجماهيري، فالناصرة وأهلها الطيبون والنصر على ميعاد. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]