تتوجه جماهير الناصرة يوم الثلاثاء الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتها في انتخابات الرئاسة المعادة لبلدية الناصرة بين السيد علي سلام رئيس البلديه الحالي وبين السيد رامز جرايسي رئيس البلديه السابق . السيد علي سلام كان قد شغل منصب فائم باعمال رئيس البلديه مدة 13 عاما .كما وكان السيد رامز جرايسي قد شغل منصب رئيس البلديه مدة 19 عاما بالاضافة لمنصب القائم باعمال مدة 16 عاما ليكون مجموع السنين التي شغل فيها رامز للمنصبين مدة 35 عاما بالتمام والكمال .

ازمة قيادة وازمة شهاب الدين :

لقد ورث رامز رئاسة البلديه بعد وفاة رئيس البلدية السابق توفيق زياد الذي توفي اثر حادث طرق مأساوي عام واحد بعد انتخابه في العام 1993 ، فكان ان نصب جرايسي بعد ان اتفق على توليته رئيسا، عدد من قادة الجبهة في الناصره خلال ايام عزاء توفيق زياد ، فتولى الرئاسة دون انتخاب مباشر من قبل اهالي الناصره لمدة 4 سنوات .

الا انهم اورثوه ايضا قيادة الحزب والجبهة التي كان يتولاها توفيق زياد بجدارة بسبب حكمته وحنكته السياسة وبعد النظر الذي تميز به ، وحسن تحليله السياسي للامور ، فاتضح انها كبيرة جدا على رامز .

في كانون اول من العام 1997 نشبت ازمة ما تعارف الناس على تسميتها "ازمة شهاب الدين" ، لم يخطر!!! ببال رامز جرايسي ان تكون هناك مؤامرة وخطط موضوعة في درج المؤسسه الحاكمة في اسرائيل لتمزيق هذا النسيج الاجتماعي النصراوي المميز ، ولم يخطر ببال رامز!!! ومن حولة انه من الممكن استغلال هذه الازمة في قضيه المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بموضوع القدس وان لا يمكن تسليم القدس بايدي مسلمين ،واعطوا مثلا احداث الناصره ، ان قلة الحكمه وبعد النظر السياسي الذي يفتقده رامز جرايسي منعته من احتواء الموقف وعمل حل بسيط جدا ( ما كان في البدايات ) .واصبحت القضية عند رامز قضيه مبدأ قائلا " ان كانوا على حق فليأخذوها كلها وان كان عكس ذلك فلن يأخذوا سنتمترا واحدا " وبالمقابل كان هناك شد من الطرف الاخر الذي لم يقبل اي تنازل . وهكذا تدحرجت الامور ووصلت الى اين وصلت لتعيش المدينة سنوات طويلة من الشد الطائفي البغيض والذي ما زالت اثاره قائمة ولم تشفى منه المدينة حتى اليوم .

استغلال الاستقطاب الطائفي :

اثر التوترات التي عاشتها المدينة سنوات ، لم تنجح ادارة رامز جرايسي على تطوير المدينة بالشكل اللائق واثر انهيار مشروع الناصرة 2000، عمل رامز جرايسي على الاستفادة من التوتر الطائفي وعمل بهدوء على تغذيته بالهمس وبتخويف الناس من البعبع الاسلامي ، في ذلك الطرف المقابل له في رفع شعار بناء مسجد شهاب الدين، لينجح بالفوز بانتخابات البلدية مجددا ولم يكن بحاجة لوضع برنامج جدي ، وقد نجح هذا التوتير وتغذيته من منع اي منافس جدي للجبهة وراينا السقوط المدوي عام 2003 لاحد المرشحين الذي نافس على رئاسة البلديه ومنع من محاسبة رامز على ما لم ينفذه من برنامجه ، فقضيه بناء منطقه صناعيه موضوعه في كل برامج الجبهة منذ 1975 ، وبناء دار بلديه ملك للبلديه في عاصمة الجماهير العربيه موضوعه منذ العام 1978 وعشرات القضايا .

تحولات فكريه ومهادنة السلطة :

بعد ان فشل رامز في امتحان القيادة بقضيه "شهاب الدين" وبعد راى كيف استغلت السلطه "وقعته" هذه .وكيف انها انهت وجود خيمة "شهاب الدين" بدقائق عندما انتهى دورها ، بدأ عنده تحول كبير في تفكيره بالعلاقه مع الدولة فقرر ان علينا ان نعيش كاناس "طبيعيين" وان نتصالح مع الدولة ورويدا رويدا بدأ بأسرلة الامور والعلاقات والتعامل في حياة اليوم يوم ، وقرر ان علينا ان نقطف رأس .

فبدأت تختفي الايام النضاليه في الشارع بالقضايا الوطنيه والقضايا الطبقيه والقضايا السياسيه ، وان لم ينجح في الاقناع كان يحول المظاهرات الى بلدان وقرى غير الناصره ، اما هو فبدأ نضاله عبر الايميل والفاكس .

تجسيد الأسرله في التعامل :

مناسبات عديدة أظهر رامز خلالها ولاءه المطلق للدولة واسرائيليته

استقبال رئيس الحكومه اريئيل شارون في الناصره لقضايا تخص الموطنين العرب وعدم الرد على تصريحاته المعاديه ردا سياسيا

دعوته لرئيس الحكومه ايهود اولمرط افتتاح السنه الدراسيه في الناصره

قبوله دعوة للمشاركة في الافطار الرمضاني في احدى قاعات الناصره ، وجلوسه على مائدة وزيره الخارجيه انذاك تسيبي ليفني ، في الوقت الذي كانت ليفني واولمرط يدكان غزه بالقنابل وصوريخ الطائرات في ذلك الشهر الذي شهد سقوط القتلى بشكل يومي ، وفي القت الذي حرم فيه اهل غزة من الافطار على كسرة خبز كان هو وليفني يأكلان اللحم المشوي والدجاج رغم الاحتجاجات على الموضوع ، والمظاهرات التي قادها التجمع والحزب الشيوعي والشبيبه الشيوعيه .

استعداده لاستضافه فرقه فلهرمونيه في العام 2008 ، كانت تنوي تقديم عرض لها هديه لاسرائيل في استقلالها ال60، في الوقت الذي كان تنظم المسيرات والاحتفالات بذكرى النكبه ... وقد تم افشال هذا الموضوع .

توقيعه وطلبه لأدخال خطة"ويسكونسين" التدميريه ، والتي نكلت بالعاطلين عن العمل واهانة كرامتهم والتي انكر لاحقا علاقته بها رغم وجود كل الادلة ،ومشاركة المسؤول العمالي في الهستدروت في الناصره من طرف الجبهة بافتتاح المشروع في المركز الابيض .

برنامج استقبال شمعون بيرس رئيس الدولة الذي شمل زياره روضه اطفال حتى دون علم اهالي الاطفال والسماح له بقراءة قصة لهم ، وجلوسه المهين بمستوى اقدامه ، وصمته المطبق وعدم رده على مطالبه شمعون بيرس للطلاب الثانويين الذين حاضر امامهم بان ينسوا التاريخ .

وعشرات المواقف المتأسرله .

ابعاد المعارضين :

كانت تواجه هذه الممارسات بمعارضات داخليه في الحزب والجبهة ، وانا شخصيا كنت احد من قاموا بالاعتراض على كل هذه الممارسات والانحرافات الفكريه والسياسيه والطبقيه ، اضافة لسوء ادارته للبلديه ، وقتله عن عمد واصرار لسوق الناصره القديم والتضييق على سكان البلدة القديمة ، وخصخصة اقسام البلديه مثل الماء والكهرباء والجبايه وبيع مشروع "البلد سالكة " التي دمرت جميعها اكثر ما عمرت بحسب تقارير مراقب البلديه والذي هو جبهوي ومن انصار رامز جرايسي الذي لم يأبه به ولا بتقاريره ،كانت هناك معارضات وصلت الى نشر بيانات على الملأ تعارض سياسة رامز ، واقيمت العشرات من التظاهرات ضد البرامج التي كان رامز جرايسي داعما لها .

كان هناك "مطبخ " يديره رامز نجح بالقضاء على كل المعارضين وابعادهم من صفوف الجبهة ، فمن تجرأ ورفع صوتا معارضا وكان يحمل وظيفه اهتم رامز جرايسي بابعاده ، وحتى كان يتدخل بانتخابات الحزب الشيوعي الداخليه والذي هو ليس عضوا فيه .

هذه الممارسات اعلاه كنت انا شخصيا رمزا من رموز معارضتها ، وقد شغلت العديد من المناصب الحزبية والجبهويه ، فقد تميزت فترة قيادتي لفرع الحزب بمعاداة رامز جرايسي ومن لف لفه من الاتباع لي ، وكنت في قيادة الجبهة الصف الاول مدة 20 عاما وشغلت منصب مدير الاتحاد مدة عامين ونصف ، وكنت قبلها مديرا لمجموعة نوادي في البلديه .

كل هذه المواقع والوظائف انا من تركها ولم افصل ولا من اي وظيفه . فالحديث ان التحول الذي قمت به وانضمامي لعلي سلام كان من اجل وظيفه هو كلام كاذب وعار عن الصحة .

التعارض مع هم الناس :

ما ان تفتحت عيوني على الحياة رأيت اناس تواجه السلطه تتظاهر ضدها تواجه الاعتقالات وتسجن وتحمل هم الناس ورأيت بينهم القائد توفيق زياد الذي اعجبت به اعجابا شديدا ................ هذه هي البدايه

اليوم وبعد ان رأيت ابتعادهم وانحرافاتهم الخطيره عن الخط والاهداف التي عملنا سويه من اجل تحقيقها ، وبعد ان حاولت اكثر من 15 عاما ولبست دور المعارض ولم انجح فقد رأيت ان من حولي من معارضين يخرجون واحدا تلو الاخر ، ايقنت ان لا مكان لي بينهم . وقررت الانحياز للناس وهم الناس والطبقات المسحوقه والتي انا واحد منهم .

ايقنت ان دور الحزب والجبهة قد انتهى ، وان لامجال لاحداث اي تغير وانهم اصبحوا اناسا لا علاقة لهم بهم الناس ، قررت انا فريد ظاهر ان ادعم واصوت لعلي سلام .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]