تشهد ساحة شعبنا المحلية النصراوية والقطرية، تغيرات كبيرة، اختلط فيها الحابل بالنابل، وجرت محاولات لخلط الاوراق بين الاصلي والمزيف، بين الشعار الطنان وبين الممارسة الوطنية الحقة، بين الرجعي الذي يشد الى الخلف وبين المستنير الذي يتطلع دائما الى امام، الى غد حر كريم تصان فيه كرامة الانسان وحقوقه، بين الوطني تاريخا وحاضرا ومستقبلا فكرا وممارسة وبين المتسلقين والانتهازيين.
مما لا شك فيه انه خلال العمل والنشاط البلدي تقع هناك اخطاء، الا انني اقول، وبثقة كاملة، ان منذ الانتصار التاريخي لجبهة الناصرة الديمقراطية يوم 9.12.1975، لم ترتكب خطيئة واحدة من قبل الجبهويين الاساسيين، خلال فترة عملهم، رؤساء البلديات ونوابهم .. توفيق زياد، رامز جرايسي، رايق جرجورة، كامل الضاهر، المرحوم منعم جرجورة، وليد الفاهوم، امين محمد علي، سهيل الفاهوم، دخيل حامد، سهيل دياب – وكاتب هذه السطور. بينما ارتكبت الاخطاء خلال فترة عمل السيد علي سلام في البلدية، الم يكن السيد سلام نائبا لرئيس البلدية ومخولا لصلاحياته لشؤون العاملين لعدة سنوات؟ كيف سكت على دفع رواتب او مبالغ بواقع اكثر من مليون شيكل، كما يدعي في مقابلاته الصحفية، وآخرها قبل ايام مع موقع العرب. اليست هذه خطيئة كبيرة، ولماذا لم يقم بايقاف هذه التجاوزات الخطيرة في حينه؟
الم يكن خلال السنوات الخمس الاخيرة منذ عام 2008 قائما باعمال رئيس البلدية مع صلاحيات كاملة، بالاضافة لذلك كان رئيسا للجنة الفرعية للتنظيم والبناء، التي تصادق وتصدر رخص البناء، لماذا لم يوقف اعطاء رخص غير قانونية، خلال الفترة السابق؟ وماذا فعل هو لمنع هذه الظاهرة، ان وجدت. الم يتجاوز هو القانون باعطاء نماذج 4..؟ لماذا لم يستجب لطلب اعضاء البلدية من الجبهة بالاطلاع على مسلسل النماذج المذكورة والتي اعطيت خلال الاشهر الخمسة الماضية.
السيد علي سلام يدعي انه لا وجود لبلطجيه لديه وان هذه ادعاءات كاذبة من قبل الجبهة – نحن نترك هذا لاهل الناصرة الشاهدين على هذه البلطجيات.. ولكن الناس على دين ملوكهم. هل يذكر هو الانتقاد الذاتي الذي قدمه لمكتب الجبهة سنة 2011 ونشر كاملا في وسائل الاعلام في حينه، حيث قام مكتب الرئيس بتوجيه الشتائم والتشاقيع لعدد من المسؤولين في البلدية واستعمل الايدي بدءا برئيس البلدية مرورا بمدير عام البلدية والناطق الرسمي وغيرهم... كل هذا حدث وبحضور 7 موظفين من اقسام البلدية المختلفة. هل يذكر انه قرر ان يعاقب نفسه. وان يخرج في اجازة من وظيفته في البلدية ولمدة شهر ونصف الشهر وهذا ما كان.
لقد قرأ علي سلام بيانه المذكور امام مكتب الجبهة وهذه مقتطفات قصيرة منه:
"ارغب في بداية الجلسة ان اقوم بتقديم تصريح شخصي، على ان يعتبر مضمونه المحك والامتحان نحو المستقبل. لقد اخترت ان اقدم تصريحي هذا مكتوبا، حتى يبقى وثيقة ملزمة جبهويا وجماهيريا".
"اشعر بالم عميق وباسف شديد لما بدر مني من انفعالات خارجة عن ارادتي ورغبتي، خاصة في السنة الاخيرة، وبشكل خاص ما حصل الخميس الماضي في جناح رئيس البلدية، لقد قمت بالاعتذار لكل من اسأت اليه شخصيا".
ومن مقتطفات الرسالة ايضا " اود ان اؤكد لاعضاء الجبهة جميعا بان بيتي السياسي والتنظيمي كان وسيبقى جبهة الناصرة الديمقراطية ، ماضيا وحاضرا ومستقبلا والالتزام بكل قرار يتخذه مكتب الجبهة ولن يكون لي بيت آخر في اية ظروف".
" لقد حققنا نجاحات كبيرة على نطاق العمل البدي، والمدينة عموما، ولدي الرغبة الكاملة في مواصلة هذه الدورة الى جانب رئيس وادارة وكتلة الجبهة في البلدية بروح الوحدة والتعاون، لننهي هذه الدورة بنجاح يفتح امامنا مستقبلا لهذا الطريق الجبهوي المجرب، ويمهد الطريق لمكملي المسيرة لدورات عديدة قادمة".
وانتهت رسالة سلام بالقول" على ضوء ما تقدم ولاعتبارات شخصية اطلب من رئيس البلدية منحي اجازة منذ 27 شباط 2011 وحتى نهاية شهر آذار القادم، وهي فترة لاستريح بها، وسالتزم بقرارات مكتب الجبهه في هذه القضية الحساسة ، كما تعودنا دائما وتأخذ بعين الاعتبار عدم اعطاء الفرصة للراغبين بالاصطياد بالمياه العكرة. وحتى اعطي الفرصة لاعضاء مكتب الجبهه للبحث واتخاذ القرار المناسب باجواء مريحة، اطلب اعفائي من مواصلة هذه الجلسة".
وهذا ما حدث.. المكتب بحث بشكل معمق وبموضوعية، وكانت الاراء متباينة، منهم من طالب باقالة علي سلام فورا من وظيفته كقائم باعمال رئيس البلدية، ومنهم من وافق على بيانه المقدم.. وهذا ما حدث في النهاية.
كل ما كتبته اعلاه تناقلته جميع وسائل الاعلام والمواقع المختلفة.
الحقيقة انه لم يكن هناك سكوت على تصرفاته.. بحث معه عدة مرات وفي عدة جلسات، منها قيامه بتجاوزات يومية لقواعد العمل البلدي السليم، قيامه باطلاق اتهامات للجميع دون اساس وبدون اثباتات، وكان يجلب انصاف الحقائق وبعد فحص المواضيع كان يبدأ بالتراجع، وكان يقوم بتجاوزات تتنافى مع الادارة السليمة للعمل البلدي وغيرها وغيرها.
نحن جسم مسؤول وتهمنا مصلحة الناصرة ووحدة وتماسك شعبها، يهمنا المحافظة على الوجه الحضاري والانساني والاجتماعي لهذه المدينة، يهمنا المحافظة على الكرامة الوطنية والكرامة الشخصية. نحن نتوجه لشعب الناصرة ونقول: هل تريدون بلدية كرامة وخدمات ام بلدية زعرنات وبلطجيات.
ان شعار الانتخابات ليوم، اما الناصرة وشعبها فهي الى الابد.. هذا الشعار نحن في الحزب والجبهه وضعنا. فنحن نؤمن بضرورة ادارة انتخابات حضارية تليق بالناصرة وشعبها وتحترم اخلاقه وقيمه وتقاليده وتخاطب عقله، بعيدا كل البعد عن اثارة الغرائز الطائفية والعائلية والحاراتية.
نحن تصرفنا ونتصرف بحكمة وبتروي، بعقلانية وبحضارية.. ولكننا في نفس الوقت نحذر من اية محاولات للاعتداء على نشطاء الجبهة من اليوم ويوم الانتخابات وبعده. لن نقف مكتوفي الايدي امام اية زعرنات، سندافع عن انفسنا وعن كرامتنا امام اية محاولة زعرنة او ارهاب.
اعضاء البلدية من كتلة الجبهة ململمين... ولكن
صحيح ان مجموعة من اعضاء البلدية، من كتلة الجبهة ومنذ عام 1975، ململمين.. موصلين.. من كفر كنا، وصفورية، ومعلول، والمجيدل، وبيسان، وعكا، والزبابدة، واكسال وغيرها.. ولكنهم كانوا قادة مبدئيين، لا غبار على وطنيتهم ومواقفهم واياديهم النظيفة.. وخدموا المدينة باخلاص وتفاني.. اتخيل المرحوم حسين خميس سلام (ابو علي) احد مرشحي قائمة الحزب الشيوعي وغير الحزبيين في اول انتخابات جرت بعد الاحتلال الاسرائيلي، يوم 12.4.1954. اتخيله في قبره ثائرا، منرفزا.. صائحا: قتلتني مرة اخرى يا علي..
نحن جميعا، انا انت وهم، من هذي المدينة الغالية علينا جميعا.
[email protected]
أضف تعليق