الاْسير البطل المحرّر للمرّة ال.... سامر العيساوي ، يحيّي زميله في النّضال والوطنيّة عُمر سعد المغاري ، المحرّر للمرّة ال ....من غياهب السّجن العسكري لرفضه التّجنيد في جيش الاحتلال الاسرائيلي ،الاْسيران ،الشّهمان ،القامتان الشّامختان ،المُتَحَدِّيان لكل ضروب البطش والقمع،يتواصلان ،يتعانقان يتصافحان ويتفاءلان،ليس عن طريق صفحات التّواصل الاجتماعي ،وما تبعها من تقنيّات تكنولوجيّة حديثة وحسب ! بل وجهاّ لوجه،العيساوي ابن بلدة العيساويّة ،الضّاحية المقدسيّة ،وتذكّرنا عمداً ،ومع سبق الاصرار ، بالضاحية البيروتيّة المقاومة البطلة ،بشهادة الاْعداء ،قبل الاْصدقاء ،ليلة الاسراء ومن مرّوا الى السّماء ،اولى القبلتين ،وثالث الحرمين ،ضاحية العيساوية ،وتذكّرنا كذلك بصعود رسول المحبّة والسلام ،السيد المسيح ،عليه السلام ،الى السّماء ،سامر العيساوي يتجشّم مشاق السّفر والمماطلات والبروتوكولات ،بروتوكولات حكماء صهيون ! التي ترجمها المحامي اللبناني الفلسطيني المقاوم ،عجاج نويهض ، يَحجّ العيساوي الى المغاري الصّابر ،ويذكّرنا بالشّوف الاْشم المقاوم المداوم ،العيساويّة والمغاريّة يتحمّلون الظّماْ والعطش ، يقاومون الجفاف والقحط ،المصادرة والتّمييز العرقي ،اْخوّة حقيقيّة ،اْرومة واحدة ،شعب فلسطينيّ واحد ،رغم الاْسلاك الشّائكة وجدارات الفصل العنصريّة العازلة ،اْسرتان ،اْختان ،حبّة فول وانقسمت ،تواْمان بالرّوح والدّم والقِيَم ،نفس السُّمرة وألسّحنة ،الهيبة ،الاْنفة ،الشّموخ ،تقاطيع الوجه،السّمات ومميّزات الشّعب الفلسطيني ،رغم الفارق الزّمني بينهما ، يتصافحان بحرارة ،دموع الوفاء والسّخاء تذرف مدرارة ،نظرات ،عَبَرات ،عِبارات ،حشرجات ،آهات ،تطلّعات وتحدّيات ،لا مجال للمجاملات والمداعبات ،ونحن لا نقلّل من اْهمّيّتها ،العيساوي عزف على اْوتار معدته الخاوية تسعة اْشهر ،حطّم الرّقم القياسي للجولانيّين الاْحرار ،في ذكرى اضراب الضّم المشؤوم 1982 ،المغاري ورباعيّته الجليليّة الاْشقاء ،عزفوا على اْوتار آلاتهم الموسيقيّة اْعذب الاْلحان واْشجاها ،حفلة موسيقيّة خاصّة ،وتعطّلتْ لغة الكلام ...اْطلبْ واسمع :باخ ،موزارت ،عبد الوهّاب ،الاْطرش،مرسيل خليفة ،الرّحابنة ،سيّد درويش.....الرباعية الجليليّة بقيادة المايسترو زهر الدّين وقرينته الفاضلة أحيَوا حفلة خاصّة على شرف العيساوي المقدسي ،واللي مش عاجبو يشرب من بحرة طبرِيِّة،كما يلفظها المغاريّة ،رغم انحسار منسوب المياه فيها وكثرة الشّفط الزائد .
الاْخ اْبو عمر وقرينته الفنّانة اْصرّا على اْن اْشارك في هذا اللقاء الودّي الاْخوي وبمعيّة الكاتب والمخرج المسرحي : راضي شحادة المغاري ،صاحب رواية الغشوة /سيرة ذات –نيّة لعبة روائيّة ،الصّادرة في لبنان الاْرز 2011،وغير ذلك من الاْعمال الاْدبيّة التي نعتزّ ونفتخر بها ،نستمع معاْ بشغف ونهم ، العيساوي في العقد الثّالث من عمره المديد ،قضى نصفه خلف القضبان الاسرائيليّة ،جدّه مناضل فتحاوي ،الجدّة شهيدة الانتفاضة الاْولى 1987 ،الوالدان عانيا من مرارة الاعتقال ،شقيقه البِكْراستشهد بعد مجزرة الحرم الابراهيمي الشّريف،اخوته واْخواته تعرّضوا للاعتقال ،جريمة/ تهمة سامر هي :الانتماء للجبهة الديموقراطيّة لتحرير فلسطين ،حُكم بالسّجن ثلاثين عاماً ، عام 2003 ،اْطلق سراحه بعد اتّفاقيّة :جلعاد شليط،واعتقال آخر ،واضراب تاريخي ورقم قياسي ،لسان الحال يردّدعلى لسان العيساوي :
اْربع تُشْهُرْ وبطني لاوي/ يا اْهل الشّرف والنّخوة سامر بالوضع المنساوي / قوموا بلكي قامت صحوة والنّخوة لسامر العيساوي /قوم خلّي الدّنيا تغلي يا فتحاوي ويا حمساوي /احنا ابناء الشعب الواحد واسندهم يلاّ يا جبهاوي /سامر نادى يا سرايا الفِدى والحرب تنادي يا عيساوي /احنا جميعاً جسد واحد الضّفاوي والغزّاوي /هيه يا مداوي تعال وداوي ،جرحي عمّل هات الكاوي /انا جرحي ما هو عطش وجوع ،ولا طبخة ،انا بلغتك قدّيش تساوي /مش يومين ومش اسبوع ،اربع تُشهر وبطني لاوي/يا اْهل الشّرف نادى العيساوي .
وهذا المغاري الذي يذكّرنا بالعهدة العمريّة المقدسيّة ،علي درب العيساوي ،عَ السّجن العسكري سرّي مرّي للقهر والاذلال وتحطيم المعنويّات ،وتاْبى النّفس الاْبية الخضوع والخنوع ،تبقى شامخة راسخة ،تقابل جلاّديها على طريقة غاندي /اللا عنف ،وشقيق عمر هو غاندي ،اسم على مسمّى ،هم سفراء متجوّلون لاْصدق واْعدل قضيّة ،لشعب شُرّد ظلماً وعدواناً،مصائب قوم عند قوم فوائد !اْمْ عمر تنهمك باعداد وليمة تليق بمقام الضّيف المَحَلّي ،شرّف اْهلاً ووطئ سهلاً ،المحل الضّيق بيوسع مئة صديق ،لاقيني وغدّيني ،تفضّلوا ع َ الميسور ! ميسور الغانمين !ذبح اسلامي عربي حلال زلال ،رغم اْنف المتشدّدين الظّلاميّين ،الذين ينهون عن المُنكر وياْتون باْنكر منه ّ!سُفرة دايمة ! بوجودكو يا اْهل الكرم والجود !الاْكل ع َ قدّ المحبّة ! البغية مش بالاْكل ،البغية بشوفة الاْوادم ! إنتو من روسهم !نفس الاْكلات ،الطّبخات ،مفلفلة الرّز ،اليَخْنة ،المنسف البيتي ،السّلطات ،المقبّلات ،البهارات والتّرحيب والتْاْهيل ...سامر يقول على لسان الدّرويش البرواني ،طيّب الله ثراه :اْحنّ الى خبز اْمّي وقهوة اْمّي ....وها هي اْمّي المغاريّة توفّر لي كلّ ما اْحنّ واْصبو اليه ! انا بين اْهلي وإخوتي ! ربّ اْخ لم تلده اْمّك ! وتردّ اْم عمر واْبو عمر إحنا في حلم ولاّ في عِلم ! يقول العيساوي /اْنا معكم في مهد وعهد عيسى ! لسان حال الجميع يردّد مع العاشقين الفلسطينيّين :لاكتب على جبين الوطن موّال / تراب الوطن ما نبدّلوا باْموال / لا تحسبوا بجرّة قلم تتملكوا / هالاْرض مش شروى ولا اْقوال / الاْرض للّي بيعزق ويفلح / للّي بإيدو ثمارها تطرح / الاْرض للمحراث بإيد تعرفوا / وجبين بحبّات العرق يرشح .....
ثمّ يردّد السّامر والعامر معاً ،ثنائي انساني :قلبنا الاْرض قلبة بعد قلبة / وْسرّي يا ربع دفنتو بقلبي /كتمنا سرّنا ودقّات قلبي / مع الثّوّار بارود ولهب.
وردّة اْخرى ،لعلّها صوت صارخ في البرّيّة على الطريقة العيساويّة ،اْو لعلّها على نمط الحديث النبوي العطر :اذا عجزت اْمّتي اْن تقول للظالم :يا ظالم ! فقد تُوُدّع منها :يا ربعنا هلّوا يا ربعنا جودوا //اللي يرضى بالذّل ايش قيمة وجودو// واللي ما يرضى القهر بيفرض وجودو /ويْرُدّ الضّيم عن اْرض العرب.
استسمحنا من الاْخوين الصّنوين لالتزام سابق ،ليخلوا لنفسيهما معاً،واْنا على ثقة تامّة اْنّه لديهما ما يقولانه معاً ،للاخوة الاّهل عن ليالي القهر والقمع في السّجون الاسرائيليّة ،ليكونا عِبرة للاجيال الشّابة في التّضحية ،التّحدّي ،مداقمة المخارز الاسرائيليّة التي تبقر وتنهش اللحوم الآدمية والعالم العربي الغربي العاهر يهلّل ويكبّر للاحتلال وزعانفه ،ناهيك عن فتاوى التّكفير و.... ممّن يدعون الثّورة والحرّيّة !يا ربّ استُر ْ !
[email protected]
أضف تعليق