لم تتوقف الجبهة خلال انتخابات الناصرة عن توزيع شهادات الوطنية على الناس، ولم تتورع عن كيل التهم للآخرين بلا حساب وبلا أي رادع اخلاقي. هي تفعل ذلك في محاولة بائسة للتغطية على عورتها، إذ رغم شعاراتها الطنانة وكيل التهم للآخرين، نراها تتحالف مع أحزاب صهيونية ومع شخصيات مرتبطة بها في عدة مواقع وبلدات، خلال انتخابات السلطات المحلية الأخيرة، عشرات الأمثلة من الماضي القريب أو البعيد حول سلوك الجبهة في العديد من المواقع واختيارها دعم الطرف المنافس للتجمع، حتى لو كان هذا الطرف صهيونيًا او متصهينًا، تزيل القناع عنها وتفضح المفارقة بين القول والفعل، وتكشف سياسة التملق والإزدواجية، والكيل بمكيالين: مكيال للجبهة ولمن يدور في فلكها، ومكيال لمن يخالفها الرأي أحزابًا وأفرادًا.
في الوقت الذي تستثني الجبهة وعلى مدار عقود التيارات الوطنية في الناصرة وترفض التحالف معها، خاضت الانتخابات في تل ابيب ويافا في قائمة يرأسها عضو مركز الليكود وتضم في صفوفها ممثلين لحركات صهيونية وضباطًأ وجنود احتياط. جاء هذا بعد ان انسحبت الجبهة من قائمة "يافا"، التي كانت قائمة مشتركة للتجمع والجهبة.
قبل ذلك خاض دوف حنين، انتخابات الرئاسة في تل ابيب بدعم من العشرات من ضباط الجيش ومن قائمة تضم قيادات محلية لحزب الليكود. انسحب مرشح الرئاسة عن الجبهة في دير الأسد، المحامي نصر صنع الله، في الجولة الثانية ودعم أحمد ذباح، عضو كديما حاليًا والليكود سابقًا، وصديق شارون التاريخي، والذي حسمت أصوات معسكره "برايمريز" حزب "كديما" لصالح موفاز، جزار مخيم جنين، وبقي هذا الانسحاب غامضا ولا نعلم سره ولا سر دعم أحمد ذباح، الذي تم بمباركة من بركة وقيادة الجبهة. في الحقيقة هناك اكثر من علامة سؤال حول هذا التحالف، الذي لم نسمع من الجبهة أي تفسير له.
في يافة الناصرة تحالفت الجبهة مستميتة مع حزب العمل مقابل دعم الاخير مرشحها للرئاسة عمران كنانة، وكان الثمن منصب نائب رئيس لعضو مجلس عن حزب العمل.
رفضت الجبهة إقامة تحالف وطني في حيفا وفضلت الشراكة مع "يسرائيل بيتينو" في الائتلاف البلدي.
مرشح الجبهة في الجديدة المكر قام مع مجموعة من "رجال الدين"، بحملة دعائية لإسرائيل في اوروبا، في بعثة رسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، لتبييض وجه اسرائيل، بادعاء انها تكفل حرية العبادة الاديان وحقوق الانسان والاقليات. وقد استماتت الجبهة في الدفاع عنه وارسل محمد بركة الرسائل دفاعًا عنه وعن مواقفه في قضايا الانتخابات في جديدة- المكر. تعتبر الجبهة هذا الامر طبيعيًا، ولكن لو قام بنفس العمل غيرها، لأقامت الدنيا ولم تقعده بكيل الاتهامات له. هناك عشرات الامثلة التي تدل على نهج الجهبة القائم على رفض التحالفات المبدئية مع القوى الوطنية، وذلك خوفًا في الشراكة والندية، وعلى اللهث وراء التحالفات والارتباطات الانتهازية وفق مبدأ "الغاية تبرر الواسطة". يكفي ان ننظر الى سلوك الجبهة في عكا وكفر ياسيف وكفر قاسم وكفركنا والأمثلة كثيرة.
لقد مل الناس هذا التلون والنفاق في السلوك، وأصبحت شعارات الجبهة دليل إفلاس لا محفز للحماس. وكما عاقبت جماهيرنا الجبهة في الانتخابات المحلية وجعلتها تخسر الرئاسة في 12 موقعا، فإن خسارتها في الناصرة، ستكون رقم 13، وستكون الاصعب عليها. ريما تتعلم الجبهة من فشلها وخسارتها، وتفتح عيونها على الواقع وعلى واقعها هي تحديداً، وربما تتخلى عن نهج الاستعلاء والعربدة والبلطجة وتوزيع شهادات الوطنية على الناس. عندها ستفتخ الطريق امام الجميع للتعاون معها لما فيه مصلحة البلد.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
اصبت الهدف