مهرجان الامس الذي اقامته جبهة الناصره قد ضم حوالي 3000 انسان ، كان بواقع الامر اجتماعا قطريا قد تمت الدعوة له من خلال سكرتيري المناطق الحزبيه "منطقه الناصره" "منطقةعكا" "منطقة البطوف" "منطقة حيفا" "منطقة المثلث الشمالي" "المثلث الجنوبي" " منطقة الساحل " و" النقب" وكل منطقة تشمل عددًا من القرى والمدن، وسكرتيري الفروع الحزبيه وكذلك من خلال الجبهة القطريه وازلامها في الفروع ، كما وشارك في المهرجان كل الهيئات الحزبيه والجبهويه مثل اللجنة المركزيه للحزب الشيوعي ومكتب الجبهة القطريه .
هذه هي المرة الاولى التي يتفرغ الحزب الشيوعي والجبهة القطريه من مهامهم لجمع كوادرهم بما يشبه مؤتمرا خطابيا ونجحوا بنهايه المطاف على جمع 2500 شخص من خارج الناصره اضافة لحوالي 500 شخص من اهل المدينه .
واذكر ان هذه الانتخابات هي انتخابات محليه لرئاسة بلدية الناصره وليست قطريه .
بغض النظر عن الكلمات التي القيت في المهرجان فان هذا الاستنفار الذي اجرته الجبهة القطريه لمهرجان الناصره نابع :
1. عن عجز جبهة الناصره تجنيد مواطني الناصره في مهرجان انتخابي، فقد اثبتت الايام والاشهر الماضيه ان عدد المشاركين في مهرجاناتهم لا يتعدى ال500 نصراوي جلهم اعضاء جبهة .
2. انتخابات بلدية الناصره هي انتخابات ستؤثر نتائجها على مستقبل الجبهة القطريه للسلام والمساواة لدرجة انه من الممكن ان تزول عن الخارطة السياسيه في البلاد وان لا تعبر نسبه الحسم في انتخابات الكنيست القادمة ، خاصة بعد ان فقدت الجبهة الغالبيه الساحقه من معاقلها في المدن والقرى العربيه .
فقد تميزت فترة قيادة عضو الكنيست وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي ورئيس الجبهة القطريه للسلام والمساواة محمد بركة بانها فترة التراجعات السياسيه والفكريه العقائديه وفترة تراجعات كبيره في المجالس المحليه رئاسة وعضويه وكذلك تراجعات شعبيه ونفور من قبل الجماهير تجاه الجبهة .
مسلسل التراجعات كان بائنا وواضحا للجبهة ولقياداتها في كل حمله انتخابيه سواء كانت قطريه ( كنيست) وسواء كانت محليه ( انتخابات مجالس محليه ) . الا ان قيادات الحزب القطريه والمحليه وكذلك الجبهة لم تكلف نفسها اجراء بحث شامل وواف لاسباب التراجعات واكتفت بجملة (علينا ان نحسن من ادائنا ) دون ترجمة عمليه لماهيه الطرق التي يجب اعتمادها من اجل تحسين الاداء و/او الاخطاء الممارسة .
في فترة ما قبل بركة /عودة قاد الحزب مجموعة اكثر مبدئية واكثر ايمانا بطريقها تمتلك مواقف واضحه تجاه القضايا المحليه/القطريه /والعالميه ، اما اليوم فما يميز الفترة الحاليه التأتأه في الموقف والتراجع نحو اليمين ومهادنة السلطة وما كان جلوس رئيس البلديه انذاك رامز جرايسي على الارض امام رئيس الدوله شمعون بيرس الا تعبيرا عن تسليمنا بوجوب التعامل باكثر اسرائيليه في هذه الدولة ، واكده رامز جرايسي عندما صمت ولم ينبس ببنت شفه على اوامر شمعون بيرس بان (انسوا التاريخ) اثناء لقائه بطلاب الناصره الثانويين .
نحن نعلم بالصراعات الداخليه في الحزب القطري ونعلم بالنقاشات الدائره على نار هادئة في الناصره بالاساس ، خرج بعض منها الى العلن في احد المطاعم ووصل الينا ، الا انني متأكد من انفجار بركان هائل مباشره بعد الانتخابات في الناصره والتي ستودي بمستقبل الجبهة القطريه والجبهات المحليه ومركز هذا النقاش سيكون كيف تم التعامل بقضية علي سلام مع علمي علم الواثق ان العديدين جدا عبروا عن رفضهم لاسلوب التعامل مع سلام وكيف تدحرجت الامور ككرة الثلج وكيف فقد من تبقى من عقال السيطرة على الموقف .
وسينعكس الامر على الحزب قطريا وعن كيف نجح بركة بتحويل الحزب والجبهة الى مطيه له يفعل بها ما يشاء يفصل من يفصل ويعين من يعين وعن تعامله العشائري بقضايا مصيريه سياسيه واجتماعيه واعتمادة على مجموعه من الفاشلين كادوات لا ترفض له طلبا .
لقد تحدث محمد بركه خلال حديثه في مهرجان الناصره. قائلا " ان مشكلتنا ليست مع علي سلام وانما مع المحيطين بعلي سلام " وانا اقول له بان مشكلة الجبهة ليست مع علي سلام ولا مع من هم من حوله ، فليس هناك علي سلام لا بسخنين ولا بشفاعمرو ولا بكل القرى والمدن التي فقدت فيها الجبهة قيادتها او تمثيلها، المشترك فيها كلها قيادة محمد بركه فمشكلة الجبهة هي مع بركة ، لقد اصبحت عبئا كبيرا يا بركه على الحزب والجبهة انت وما تمثله من مختره حزبيه واستبداد ويمينيه ، لقد اصبحت حملا ثقيلا بعد ان حولت الحزب الشيوعي والجبهة الى مزرعة لك ولحبايبك . 15 عاما في الكنيست لا تكفيك وما زلت مستمرا معتمدا على ادواتك المستفيدة منك .
قضيت في الحزب عشرات السنين وخرجت منه بعدما لم يعد هذا الحزب حزبي ، تشرفت به وشرفني لا انكر فضله ولا اندم على يوم قضيته بخدمة الناس من خلال هذا الحزب. جزء من تاريخه هو تاريخي ولا انكره فالتباهيمن قبلكم بتاريخه المشرف لم يعد يكفي فحاضركم بائس لم تعد الجبهة جبهتنا ولا الحزب هو حزبنا الذي عرفناه .
دخلته لاخدم ابناء شعبي ومارست قناعاتي عشرات السنين ، وما زلت احمل نفس القناعات التي انحرفتم انتم عنها وعلي سلام ما زال هو الاخر بنفس قناعاته شعاره المركزي " بلديه لكل الناس " وهو صياغه متطورة لشعار الجبهة "بلديه كرامه وخدمات" التي مارسها توفيق زياد.
وعوده لمهرجان الجبهة فان هذا التجييش المؤقت لاناس لا يقدمون ولا يؤخرون بالعمليه الانتخابيه لاناس لا يصوتون في الناصره كمثل حبه "الاكامول" تريحك كل الليل وعندما تصحو صباحا تعود لما كنت عليه قبل حبة الدواء من بكاء والم .
مهرجان الامس كان "مهرجان الوداع" لجبهة خسرت قيادتها لهذا البلد لمنافس اعزل يخلو من المقومات الحزبيه والتنظيميه ، هزمها خلال اربعة شهور فبئسا لكم يا من حملتم امانه ولم تكونوا قدها .
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
سخيف كما كنت دوما يا فريد الظاهر!