انتهى عام 2013 ليسدل الستار على مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013، قلنا عنه الكثير واشرنا العديد من الملاحظات إلا ان الوزارة اتخذت الصمت طوال عام كامل، وكانت احيانا تكلف احد موظفيها بالرد هنا او هناك ولعل هذا المشروع الذي رصدت له الدولة (600) مليار دينار قد اعادت وزارة الثقافة (40) مليار من الموازنة المخصصة لإعمار شارع الرشيد لعدم كفايته الى وزارة المالية ..
ولعل امانة بغداد كانت قد نوهت، على لسان امينها السابق العيساوي، الى عدم اكتمال المشاريع الكبيرة في الوقت المحدد، فضلاً عن عدم تأهيل المسارح والدور الثقافية وبناء النصب والتماثيل، وبذلك فقدت وزارة الثقافة شريكاً مهماً في تحمل جزء كبير من مسؤولية اعمار البنى التحتية للثقافة العراقية.
لا نريد ان نخوض في تفاصيل ما قدمته الوازرة من فعاليات وبرامج طوال العام لأننا قد ذكرنا ذلك سابقاً، وسنترك الملاحظات والآراء لعدد من الادباء العراقيين الذين استطلعنا آراءهم فيما قدمته الوزارة، وهل نجحت في تسويق الثقافة العراقية الى المحيط لعربي في اقل تقدير..؟، وماذا قدم هذا المشروع للثقافة والمثقف العراقي..؟.
كنا نود ان نشرك وزارة الثقافة في بيان الرأي إلا اننا وجدنا ابوابها موصدة، فالوكيل الاقدم مشغول، والمستشار الثقافي لديه اجتماع مع وفد موسيقي يعد العدة للسفر خارج القطر، وبعد انتظار التقينا وكيل الوزير السيد مهند الدليمي الذي وعدنا بالرد على اسئلتنا، ولم يف بوعده، وقد لمسنا تهرباً لبعض الادباء من التحدث بإسمائهم الصريحة وطلبهم كتابة اسماء مستعارة، لكننا رفضنا ذلك برغم دقة وعمق الملاحظات السلبية التي سجلوها على الوزارة، وقلنا: لا نريد ان نحرجكم في علاقاتكم ومصالحكم مع المسؤولين في الوزارة!.
تساؤلات عديدة فرضت نفسها بسبب عدم تركيز الوزارة على البنى التحتية للثقافة العراقية .. اين مشروع دار الاوبرا ..؟ ماذا حل بمسرح الرشيد؟ وماذا بعد تأهيل دار الحرية للطباعة؟ .. واسئلة اخرى كنا نتمنى ان نجد لها جواباً لدى المسؤولين في الوزارة.. لعل اعتماد الوزارة على كادرها من الموظفين في تنفيذ البرامج والمهرجانات وتوجيه الدعوات للمشاركين كان السبب وراء الاخفاق والضعف والنمطية وتكرار نفس وجوه المشاركين في المهرجانات، فضلاً عن تضارب تصريحات المسؤولين حول انجازات المشروع. فالسيد الوكيل الاقدم يقول تم طبع (480) عنواناً ، وإقامة 244 معرضاً شخصياً للفنون التشكيلية، كما اشترت الوزارة حقوق 23 فلماً سينمائياً من الافلام الروائية الطويلة والقصيرة وانتجت 83 البوماً غنائياً وموسيقياً، لكننا نجد في تصريح السيد الاتروشي وكيل الوزير: اصدار (350) كتاباً وانتاج (30) فلماً روائياً ووثائقيا، اضافة (88) معرضاً تشكيلياً وطبع (53) البوماً موسيقياً .. ولا نريد ان نتجاهل بعض النجاح الذي حققه المشروع المتمثل بتكريم فنان الشعب يوسف العاني في حفل الختام، وتكريم الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والفنانة المصرية فاتن حمامة!.
نحن على يقين ان هذا المشروع لم ولن يمر من دون البحث في تفاصيل اخرى لم نذكرها، وتركنا امر مناقشتها لزملاء اخرين على وفق ما يرتؤنه من وسيلة لكشف العديد من الاوراق المخفية، لكننا ننقل للسادة المسؤولين في الوزارة تساؤل العديد من الادباء عن مصير كتبهم المخطوطة، التي وعدتهم الوزارة بطباعتها، ولايعرفون مصيرها حتى الآن!.
[email protected]
أضف تعليق