الغيمَةُ الربيعيَّةُ التي تركتك عارياً منها
وذهَبَتْ لِتُمْطِرَ بَعيداً عنْك
لم تفعل ذلك نِكايَةً فيك
وإنّما لتكشِفَكَ لَك
لتراكَ عَلى حَقيقَتِكَ
فمُتَّ أنْتَ، مُتّ
أنْتَ مُتَّ وَحْدَكَ
هِيَ لَمْ تَقُلْ لَكَ: مُتْ
عُدْ إذَنْ عُدْ
سَتَعودُ الغَيْمَةُ لا لِتُكَفِّنَك
وإنّما لِتَمْنَحَك
فُرْصَةً أخرى
لِتُنْعِشَ رأسَكَ بِرَذاذٍ
سَتُسَمّيهِ مَطَراً
من كَلِماتٍ
لِقَصيدَةٍ أخرى
أو أخيرة!
هم يأتونَ دون سابِقِ إنْذارٍ
وهم يذهَبونَ وقْتَما يَشاؤون
يَذْهَبونَ.. وَتَبْقى القَصيدَةُ
حُبْلى
بالكَلامِ
وبالذِكْرَياتْ
هَلْ ماتَ صانِعُ الأمْنِياتْ؟
لَمْ يَمُتْ
والأمْنِياتُ صارَتْ
أغْنِياتْ!
هلّلويا هلّلويا
يأتي المَوْتُ في الربيعِ
لبائعِ الخواتِمِ
فتَسْقُطُ منْ أصابِعِ الصبايا
"حَكايا"..
منْ رتَّبَ الوَرْدَةَ
مَنْ قَلّمَ "الحشايا"
وَمَضى
مِنْ وراءِ الستارَة
تارِكاً وراءَهُ الإمارَةَ..
والأمارة؟
أكتبْ
لا تَنْدُبْ
البكاءُ لا يَليقُ
بالشُعَراء
أكتبْ
لا تَهْرُبْ
من دَمِ القصيدَةِ
سَيُلاحِقُكَ
إلى أنْ يَخْتَلِط
كعَصيرٍ مُشَهّى
في دَمِكْ
أحياناً تبدو القصيدَةُ
كَسِنْدِيانة
والشاعِرُ كحطّابٍ قصير القامَةِ
أقْرَبُ مِنْها إلى الأرْض
فلتَحْفَظْهُما الأرْض
من يَسْمَعُ الأغْنِيَةَ
في فَمِ عاشِقَةٍ
تتجَوَّلُ في الغابَةِ
بَحْثاً عن عاشقِها؟
سَيَرْحَلُ القَلْبُ
وَقَدْ تَعِبَ
سَيَرْحَلُ.. فاٌلحَقوهُ
بِكأسٍ أخرى
كأسٌ للطَريقِ
فَقَدْ يَتْعَبُ
مِنَ الطَريقِ
وَيَحِنُّ لِكأسٍ أخرى
فَيَعودُ
[email protected]
أضف تعليق