"نحن في عصر لا تقدم ولا ازدهار فيه للشعوب والامم والافراد والمؤسسات ألأكاديمية دون المعرفة العلمية والادراك التكنولوجي وخوض غمار البحث والعمل على اخراج هذه الامور كلها الى الملأ كي تصبح ملكاً وذخراً للجميع، ومن هنا بادرنا الى عقد هذا المؤتمر الدولي حول ألآفاق الجديدة في تدريس العلوم". هذا ما قاله رئيس الكلية الأكاديمية العربية في حيفا المحامي زكي كمال في افتتاح المؤتمر الدولي لتدريس العلوم يوم الخميس الأخير والذي توج بمنح البروفيسور دان شختمان من معهد التخنيون وساماً فخرياً Honoris Causa.

واضاف المحامي كمال: "نجاح الشعوب بما في ذلك زيادة انتاجها الصناعي وتحسين وضعها الاقتصادي ورفع مستواها وانجازاتها ألأكاديمية رهن بمستوى تطور العلوم والابحاث المتقدمة، واسرائيل هي أفضل مثال على ذلك، فقد حصل اربعة من علمائها على جائزة نوبل للعلوم خلال السنوات العشر الأخيرة. نحن في الكلية الأكاديمية ندرك ان دورنا لا يقتصر على التدريس والتأهيل فقط، بل انه يمتد وقبل كل شيء الى نشر العلوم والابحاث وتشجيعها وجعلها عملة يتداولها الجميع ان امكن ويستخدمها طلاب العلم في الأكاديمية لتصل عن طريقهم الى طلاب المدارس وليس فقط نخبة من الباحثين داخل مختبراتهم".

وكانت قاعات الكلية ألأكاديمية للتربية في حيفا قد غصت الخميس الماضي بمئات المشاركين في المؤتمر الدولي لتدريس العلوم والذي بادرت اليه الكلية الأكاديمية للتربية بمشاركة عشرات الباحثين الدوليين في مقدمتهم البروفيسور دان شيختمان من التخنيون والبروفيسور بيرتس لافي رئيس معهد التخنيون، والبروفيسور انجو اليكس من جامعة بريمن والبروفيسور آفي هوفشتاين من معهد وايزمان والبروفيسور كينيت دوكسي من جامعة اوريغون في الولايات المتحدة والدكتورة رئام ابو مخ من الكلية ألأكاديمية للتربية والبروفيسور اياد دكيدك من جامعة القدس بأشراف الدكتور محمد حجيرات عالم الكيمياء في الكلية.

هذا وتخللت المؤتمر ندوات علمية حول تحسين اساليب تدريس العلوم، والابحاث الكيميائية الصديقة للبيئة، فهم امراض الدماغ وسبل تحقيق النجاحات في علاجها، الأبعاد والجوانب الاجتماعية والحضارية لتدريس العلوم، وسبل تشجيع الابحاث، ومحاضرات اخرى في مجال استخدام الميكروسكوبات في البحث الكيميائي وغيرها.

واختتم المؤتمر بمنح البروفيسور دان شيختمان وساماً فخرياً باللغات العبرية والعبرية والانجليزية قدمه له المحامي زكي كمال والقاضي اياد زحالقة والمطران رياح ابو العسل والقاضي الكبير شكيب سرحان ورئيس التخنيون البروفيسور لافي وعضو الكنيست حنا سويد واعضاء مجلس الأمناء والإدارة والبروفيسور انجو اليكس تقديراً من الكلية لدوره في دعم العلوم والتوجهات البحثية، وتأكيدا على انه يشكل بإصراره على متابعة ابحاثه رغم التشكيك فيها من قبل الكثيرين، مثالاً حياً وحقيقياً على ان لا حدود للتصميم ولا يأس مع الايمان بصدق العمل.

المحامي زكي كمال رئيس الكلية توجه للبروفيسور شيختمان: "بمنحك الوسام الفخري فان الكلية الأكاديمية تكرم اليوم باحثاً وعالماً وحائزاً على جائزة نوبل، لكنها قبل ذلك وفوق ذلك تكرم انساناً مثابراً واجه بقوة ايمانه بصدق طريقه كافة مظاهر التشكيك، وربما محاولات الإحباط، وواصل البحث ليثبت للجميع ان لا حدود للتصميم وان خوض غمار البحث العلمي الراقي ليس سهلا - بل انه طريق شاقة يصل نهايتها المختارون فقط".
البروفيسور شيختمان أكد امتنانه لدعوته للمشاركة في المؤتمر العلمي مع زملاء ونظراء يقدرهم ويكن لهم الاحترام من جهة، وثمن عالياً تكريمه معتبراً اياه خطوة اخرى تقوم بها الكلية لدعم الباحثين والمبدعين من الكلية والبلاد والعالم.

عضو الكنيست حنا سويد الذي حضر المؤتمر اشاد بالمبادرة والقائمين عليها وأكد اهمية قيام الكلية ألأكاديمية بدور بارز وطلائعي في دعم التوجهات البحثية والعلمية لما يعنيه ذلك من فتح آفاق التطور والتقدم والعمل امام المواطنين العرب في البلاد، وهو ما يزيد من مستواهم الاقتصادي ويدفع بالعجلة العلمية الى الامام، واكد ريادة الدور الذي تؤديه الكلية الاكاديمية سواء كان ذلك في الايام العادية عبر اعداد كوادر من الأكاديميين للقبين الاول والثاني في المواضيع العلمية والبحثية المتطورة وعبر مؤتمرات دولية كهذا ألأخير والذي يؤكد وجود خامات وطاقات لا نقل بها عن غيرنا، بل نباري بها الجميع ومن منطلق الندية البحثية والعلمية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]