تحيات المواطن البسيط لك يا سيدي القائد الاعلى – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية

زعيم حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح

سيدي الرئيس

ان ما يجب ان تدركه ضرورة الالتصاق الحقيقي بشعبك والذي يتعرض بسبب اصرارك على ما يسمى بفرص السلام للتعذيب والتنكيل واغتصاب كل مقومات الحياة ... بل ان ما يجب حمايته من الضياع هو الوطن وان لا ندعه يفلت من من بين ايدينا، وان الطريق لذلك هو مقاومة المحتل الغاصب ارتباطاً بما اقرته كل مواثيق الكون وجميع شرعيات العالم والتي تقول ان الارض لأهلها وان المعتدي الى زوال.

سيدي الرئيس

ان الجهد الذي بذلتموه لاستقبال 300 صهيوني هم اما جنود متحفزين لاعتقالنا وقتلنا وربما حصارك مستقبلاً او مستوطنيين سيكون مصدر رفاهيتهم الوحيد هو حرق اشجار التين والزيتون في ارضنا المقدسة، وهذه الحفاوة تظهرنا ضعفاء نستجدي السلام وتؤسس لعلاقة مشوهة بين الاحتلال والمحتل، لذا يجب التأكيد على ضرورة الخلاص من اتفاقيات العار ... وشطب اوسلو وملحقاتها وطرد كيري ومقترحاته والالتفاف نحو خيارات الشعب الفلسطيني المتمثلة بالحرية ولا شيء غيرها.

هذا التقديم لن ينسينا ان احييك بتحية الاسلام والسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وانقل لك ما نعتقده نحن حول مفاهيم المحبة حسب الفهم الفلسطيني الخالص والنقي، فالحب عندنا لونه احمر معمد بلون دمائنا تلك الدماء الحمراء التي نقدسها كونها كانت لوحة رسم مميزة على شوارع مدننا وقرآنا ومخيماتنا وبها استطعنا ان نخطط شكل النضال والكفاح حتى تحرير كامل التراب الوطني دون اي تردد او تجزأ او تراجع.
نحن ايضاً سعداء كوننا قد رأيناك سعيداً وانت بين هؤلاء الاعداء ونشكرك على تحملك لكلماتنا وسعة صدرك، ونستعجب فيك قدرتك على الاستمرار في النظر الى وجه هؤلاء القتلة رغم الظروف الصعبة التي يسببها لنا هؤلاء المحتلين ... وربما كانت سعادتنا ستكون أكبر لو قمت برفض اللقاء وطردت من قام بالتنسيق لهذه المهزلة وحميت ضريح صديقك الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وارسلت برسالة طمأنينة لأمين سر حركتك في السجون مروان البرغوثي، واكدت على التزامك كرئيس لحركة فتح بنظامها الداخلي بكافة تفاصيله الوطنية الثورية التي عمدها خليل الوزير وصلاح خلف ويوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وهايل عبد الحميد وشهداء الثورة الفلسطينية الكبار والابطال من تنظيم حركة فتح ومن التنظيمات الفلسطينية الاخرى.

في الواقع كنا نتشوق لنرى رئيس فلسطين والقائد العام للثورة الفلسطينية وهو يلقي خطاباً لجيل الشباب الفلسطيني يقول فيه ان اعلى جبال فلسطين هو جبل الجرمق ... ومن اراد تحرير هذا الجبل من المغتصبين عليه صعود قمته متسلحاً بايمانه بثورته ووطنه وبحقه التاريخي والابدي في ارض فلسطين، هذا الجيل الذي سيصنع مستقبل الوطن الخالي والنقي من الصهيونية ومن اي افكار عنصرية، ومن خلاله سيكتب التاريخ ايقونة حريته بحروف من ألم وتحدي وصولاً الى ما يتطلع له الشعب الفلسطيني وما سيناضل من اجله شاء من شاء وابى من ابى والي مش عاجبه يشرب من بحر غزة ... مرددين غير واجفين: على القدس رايحيين شهداء بالملايين ... من قال لك سيدي اننا نريد الحياة اذا لم نستطع ان نرجع فلسطين ... فرغم ما اختلفنا فيه مع زعيمنا ياسر عرفات الا اننا اتفقنا معه على انه في موتنا من اجل الوطن حياة للاخرين.

وتأكد سيدي انه لا يوجد حل آخر في هذه المنطقة إلا المقاومة، والمقاومة لا تأتي إلا من خلال الوحدة الوطنية والبرنامج الوطني الشامل القائم في اساسه وجوهره على آليات عمل حقيقية تهدف الى النضال والكفاح المسلح حتى نعيش بأمن في الدولة الفلسطينية الديمقراطية، دولة واحدة على الارض الواحدة للشعب الواحد.

هذا الحل سيحظى باعتراف كل دول العالم، لأنه مجرد أن هذه الدول تشاهد السلام الوطني الفلسطيني، والعلم الفلسطيني، ستهرع وبسرعة لكي تقدم اعتذارها للشعب الفلسطيني على قبولهم استمرار معاناة شعبنا بسبب قيام الكيان المسخ على ارض فلسطين، وهذه ليست تمنيات وإنما واقع، لأن التاريخ يسجل انه مهما عمدت قيادة شعب ثائر الى محاولة تطويع شعبها في مواجهة المحتلين الغاصبين انهارت محاولاتهم وتأطيرهم الى سراب ووهم وانه يقيناً وارتباطاً بوعد السماء والارض وايماناً بحركة التاريخ وزيف ادعاء صهيون فإننا نراها قريبة مهما رأيتها بعيدة سيدي الرئيس ... ولهذا فإننا نقول للعالم انه لن يكون هناك امن ولا امان في المنطقة ما استمر احتلال الكيان الصهيوني لارض فلسطين وان الحروب ستستمر الا اذا رغبتم بفتح صفحة جديدة لجيل شباب فلسطين دون اسرائيل ... والتي هي الى زوال.

سيدي الرئيس

نحن شعبك نتكلم معك بنفس اللغة واللهجة وبنفس الكلمات التي نتكلم بها مع كل قادة شعبنا الفلسطيني الاموات منهم والاحياء ... ومع كل ثوار العالم وكل حركات التحرر الدولية ... نحن مثلك تماماً لا نملك خطابين فنحن واضحين وصريحين الى ابعد الحدود ... فنقول نحن نرفض الكيان الصهيوني ونرفض اي قرار دولي او غير دولي اضحى حقيقة واقعة تنص على انشاء الكيان الصهيوني المسخ على ارضنا ... واننا يا سيدي الرئيس سنقاوم هؤلاء المحتلين حتى نموت ولن نأبه او نهتم لأي اتفاقية او تعهد انت تقطعه وتذكر بأن مفهوم الشرعية الشعبية تعني ان تلتزم بالخطوط التي رسمتها دماء الشهداء وليس البذلات الرسمية المصنعة في أمريكا ... ولنكن صريحين أكثر فإننا سأمنا ضعف القيادة وبؤسها امام الاعداء ويكفي الاستمرار بالتلويح باتفاقات العار وخاصة اوسلو لتظهر كحمل وديع يستخدم خطاب الشرعية الدولية فالعالم لا يهتم بهذه الامور بل انه ربما سينظر لنا بازدراء ويستمر في تقديم دعمه اللامتناهي للصهاينة.

سيدي الرئيس

نحن شعبك الفلسطيني لم ولن يعجبنا اوسلو ولا خيار التفاوض ولقد جاء الوقت لنقول اننا نرفض الاعتراف المتبادل بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والمجرم الصهيوني اسحاق رابين، ونحمل هذه الكارثة الوطنية لزعيمنا الفلسطيني رحمه الله ولكن عفى الله عما سبق ونحن شعبك الفلسطيني لن نعترف باسرائيل ولن نقبل باي سلام مع الكيان الصهيوني.

انظر سيدي الرئيس جيداً الى ما آلت اليه المفاوضات وخيار التسوية الذي تؤمن به فقد تعثرت هذه العملية السياسية كثيراً وفي كل مرة كان الصهاينة يتصيدوننا وكاننا نماذج تجارب في باحة مفتوحة ويتفاخرون باعداد قتلانا ليقدمونها قرباناً لحاخائمهم ويضغطون عليكم بما لا تملكون وتستمرون بالتنازل والتنازل حتى سئم التنازل سيدي من تنازلكم المستمر.

سيدي الرئيس

توقف رجاء عن اظهار مدى حرصك على امن اسرائيل وانظر الى ما تقوم به الاجهزة الامنية الصهيونية بحق شعبك ... اسرائيل فعلاً خائفة لأنها تدرك ان خطابك لا يمثل الشعب الفلسطيني، وحتى ما تحاول ان تمرره على الدوام حيال قوات حلف شمال الاطلسي او القوات الدولية لن يجد له مدخلاً على ارض فلسطين، واسرائيل تدرك ان ذلك لن يحميها كون الشعب الفلسطيني سيبقى ثائراً مناضلاً حتى اخر رمق وحتى اخر قطرة دم.

وتأكد سيدي انه سيعود الـ 5 ملايين لاجئ لتدمير الكيان الصهيوني، هذا الكلام سيحصل ان شاء الله، وستغرق إسرائيل بالملايين لنغير معالمها، ولتذهب المبادرة العربية للسلام والسعودية التي صاغتها الى الجحيم ... ويبدو بأنك يا سيدي لا تعلم او تعلم بأن الحل العادل لقضية اللاجئين هو العودة والتعويض ولا يوجد حق يسقط بالتقادم مهما طال الزمن، وستكون القدس عاصمة لدولة فلسطين، بشرقها وغربها فهي ارض فلسطينية، ومياه ارضنا لنا؛ من بحرنا الابيض المتوسط ومن نهرنا - نهر الاردن، ومن بحيرتنا - بحيرة طبريا، وحتى من بحرنا الميت في الاغوار، ونعدك سيدي بأننا سنعمل على استضافة كأس العالم في يوم من الايام فنضالنا سيستمر وصولاً لهذه اللحظات ... ولكن حتى ذلك الحين ربما نحمل الصواريخ والبنادق لتحقيق ذلك.

سيدي الرئيس

نستحلفك بكل ما تؤمن به وتقدسه ان توقف مسلسل التنازلات ولا تتأمل من الامبريالي جون كيري بأن يكون حمامة سلام بل هو غراب قبيح ... واصرخ بوجهه اننا نريد فلسطين كل فلسطين واطرده من ارضنا المقدسة ... وان القيادة الفلسطينية غير مستعدة للتنازل عن ذرة تراب من ارض فلسطين.

ونقول لك سيدي اننا بالفعل قد وصلنا الى حد اليأس، وحد الكفر بخيار التسوية، نحن نريد أن نثبت لك دائما اننا محبين لكل البشر ونحمل رسالة محبة وهذه هي ثقافتنا التي ربتنا عليها المقاومة والثورة الفلسطينية ولكن لكي نظهر هذا العطاء الانساني والبشري علينا التخلص من العدو الصهيوني وتحرير ارض فلسطين لذا سيستمر العنف الثوري ضد العدو حتى الحرية.

وستكون دولة فلسطين ان شاء الله دولة قوية فيها جيش قوي يحميها وشرطة تنظم امورها ... سنتسلح بالنووي والذري لحماية ترابنا ... ونحن نحمل من القيم الانسانية التي اكسبتنا اياها الثورة الصادقة من سلام ومحبة واخلاق حسنة ونريد ان نمد جسور التعاون والصداقة والعلاقات الطيبة مع العالم كله ... ذلك العالم الخالي من اسرائيل.

سيدي الرئيس

نحن ننكر المحرقة ... لا نؤمن بها ... ولا يهمنا كانت حقيقية ام لا ... لماذا يكون يا سيدي حل ازمة النازيين على حساب شعبك ... فسحقاً لهم اموات ام احياء فذلك لا يعنينا ونحن نتطابق مع اي خطاب يعري الصهيوني ولا نرغب باوراق التوت التي تتبرع بها للعدو.

بالمناسبة سيدي الرئيس انا اسمي سامي وامي اسمها سامية ... ولكن ذلك لا يؤثر ماذا اكون في تصنيف الصهيونية ... لذا اتمنى عليك سيدي وانت تقابل العالم في العواصم واشنطن ولندن وباريس وخلال زيارتك لجنوب افريقيا وكندا ودول امريكا اللاتينية ان تخبرهم ان يدينا ممدوة للحرب ضد الصهيونية واننا لن نتوقف عن النضال حتى الحرية ... واخبرهم باسمنا سيدي الرئيس ان ابو عمار قد اخطأ عام 1993 باعترافه بالكيان الصهيوني.

سيدي الرئيس

نحن لا نخبئ شيئا أمامك، ونتحداك ان وجدت في لغتنا اي اختلف، وهذا هو الذي عندنا ولغتنا واحدة مع الجميع، مع قيادة الشعب الفلسطيني وشبابه، لأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه، لأننا نحب أن نصل إلى الحرية والاستقلال، الكرة الآن في ملعبك سيدي الرئيس، فإما ان تقبل بتزعمك لشعب ثائر او ترحل، وتذكر بأننا شعب لا يركع الا لله ، نحن صبرنا على خياراتكم أكثر من 20 سنة، وسئمنا من القيادة الفلسطينية ومغامراتها الغير محسوبة والتي ضيعت مفاهيم الانتماء للوطن وشوهت التاريخ.

شكرا لك سيدي الرئيس

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]