بسم الله ملك الملوك الحي القيوم البصير على كل العصور نحمده ونشكره ونستعين به ونصلي ونسلم على المصطفى سيدنا محمد الصادق الوعد الامين.
الانتقال من عصر الى آخر يختلف من حضارة لأخرى
الانتقال من عصر الى اخر يختلف من حضارة الى اخرى او موقع جغرافي لآخر فمثلاً : بأوروبا انتهاء العصور الوسطى والانتقال الى العصر الحديث تم مع اكتشاف القارة الامريكية عام 1492 على يد كلومبوس , أما مصر فانتهاء العصور الوسطى والانتقال الى العصر الحديث كان مع حمله نابليون على مصر ( 1798- 1801) وإدخال اللات الطباعة والحضارة الاوروبية الى مصر.
بهذا المقال سوف نتطرق الى عبور او الانتقال من عصر لآخر ببلادنا مع تسليط الضوء حول اهمية التغيرات التي طرأت على المدى الجغرافي كمقياس للانتقال من عصر لآخر , اذاَ الهدف الاساسي لهذا المقال هو اهمية البصمات الاثرية على المدى الجغرافي للبلاد من فترات تاريخيه مختلفه من حيث النقوش – ألابنيه – تخطيط المدن كمصدر تاريخي هام لمعرفة التاريخ والاختلاف بين عصر لآخر.
اواخر العصور القديمه حتى 332 ق.م - 638 م
بالنسبة للعصور القديمه فلا يمكن بمقال واحد التطرق الى كل البصمات التي ابقوها حكام العهود المختلفة بتلك الفترة , لهذا سوف نذكر اهم الاحداث التي طرأت بأواخر هذا العصور ( 332 ق.م- 638م) اي منذ احتلال البلاد على يد اسكندر المقدوني 332 قبل الميلاد حتى فتحها على يد المسلمين بعهد الخليفة عمر بن الخطاب 638م. هذه الفترة تتضمن الحكم اليوناني والروماني والبيزنطي.
اليونانيون هم من أحضروا الفسيفساء من بلاد الإغريق اليوناني
بالنسبة لليونانيين فقد احضروا الفسيفساء من بلاد الاغريق اليوناني,فهنالك عدد من الاماكن الاثريه ببلادنا التي مازالت هذا الفسيفساء تكسوها مثل : صفوريه , بالاضافه الى بعض المقامات للأله اليونانيه مثل اله البان في بانياس. اما الرومان فقد اهتموا كثيراَ ببناء المدن ذات التصميم الروماني كردو وكموندس (شرق غرب – شمال جنوب) وقنوات المياه والاعمده الرومانية واكبر مثال على ذلك التصميم الذي نجده بمدينة قيساريه التي بنيت على يد الحاكم الروماني يولس قيصر,فقد نجد فيها المدرج الروماني وقناطر قنوات المياه وطريق كردو وكموندس التي تميز العهد الروماني.
العصور الوسطى 638 م- 1831 م.
هذه الفتره تمتد منذ فتح البلاد على يد المسلمين عام 638م زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى الحمله المصريه للبلاد عام 1831 بقيادة ابراهيم باشا, تميزت هذه الفتره بوضع الفن الاسلامي على المدى الجغرافي التي تمثل بطرق بنايه البيوت على نهج الشريعة الاسلاميه, من حيث خوخة باب البيت التي تحافظ على حرمة البيت , الشباك العربي الاسلامي الذي يلاءم مناخ البلاد ( واسع –ضيق) المدن ايضاَ تم تصميمها على الطراز الاسلامي من حيث المسجد والأسوار التي احاطت المدن من اجل تحصينها , فقد بنيت على شكل يختلف عن الطراز اليوناني او الروماني مثال: بناء اسوار القدس الشريف على يد الامويين ذات الطابع الإسلامي , بناء اسوار عكا على ظاهر العمر والجزار واسوار طبريا التي مازالت شاهده على العصر من حيث الشكل والحجاره التي تختلف كلياَ عن الشكل اليوناني والروماني. حتى انه اقيمت مدن من الاساس على الشكل الاسلامي الكامل مثل, مدينه الرمله التي بنيت على يد الخليفة سليمان بن عبد الملك. ايضاَ المماليك الذين حكموا البلاد بين السنوات ( 1260- 1517) ابقوا بصمات مثل شكل الاسد علامة السلطان بيبرس, اضف الى ذلك الفتره العثمانيه التي برزت بالقلاع فقد نجد قلاع عثمانيه عديده ابرزها : قلاع ظاهر العمر في دير حنا وشفاعمر.
العصر الحديث 1831 حتى اليوم.
مع احتلال البلاد على يد ابراهيم باشا فتحت ابواب البلاد امام الغرب الذين اهتموا كثير فيها, هذا الاهتمام ينبع من الاسباب التاليه : أ- كونها مهد للديانات ب- جسر بين ثلاثه قارات ج- مطامع استعماريه.
الامر الذي ساهم بمجيء عدد كبير من المبشرين المسحيين ورجال السياسة والقناصل وزيادة نشاطاتهم وتصميمهم للمدى الجغرافي , بالمقابل الصحوه العثمانيه التي تمثلت بفترة التنظيمات (1839 – 1877) فخلال هذه الفترة شهد المدى الجغرافي للبلاد عدة تغيرات فالحكم العثماني قام بسن قوانين كثيره اهما قانون الاراضي عام 1858 وقانون الولايات 1854 وقانون البلديات 1877 وغيرها من ألقوانين التي ساهمت بعملية التصميم,اضف الى ذلك ترميم الطرقات من اجل سهوله الانتقال من مكان الى اخر وتشجيع التجاره المحليه وربطها مع التجاره الغربيه.
العهد الحديث
اما النشاطات الخارجية من قبل الدول الاوروبيه والمبشرين المسيحيون والقناصل فكانت من خلال اقامه مؤسسات تعليميه كالمدارس بالاديره ومؤسسات صحيه كالمستشفيات مثل: مستشفي الانجليزي بالناصرة. النشاط الاوروبي تبلور ايضاَ بتدخلات سياسيه ابرزها التقارب العثماني الالماني الذي اولد مد سكه الحديد البروج التي اوصلت حيفا بالخط الرئيسي للسكه شرقي نهر الاردن.كل هذه النشاطات كانت قنبله بتطوير المدى الجغرافي بشكل عام ومدن البلاد بشكل خاص وإدخالها للعصر الحديث الزاهر.
اذاَ العصر الحديث بدأ مع دمج النشاطات الداخليه المتمثله بالحكم العثماني والنشاطات الخارجيه المتمثله بالجهات الاوروبيه كعاملين لازدهار المدى الجغرافي ومن تلك الفتره مازال المدى الجغرافي متأثر بشكل كبير من النشاطات الاوروبيه كمأش للعبور للعصر الحديث !!!!!
للختام : هذا المقال بين كيفيه قراءة التاريخ من خلال الاستعانة بالمدى الجغرافي كمصدر اولي للتمييز من عصر الى آخر , فقد برهن ذلك من خلال الاختلاف بالبصمات التي بقيت على المدى الجغرافي.
وأخر ما نقول الحمد لله ملك الملوك.
[email protected]
أضف تعليق