ما عُقد مؤتمر إسرائيلي دعما للتجنيد العسكري لشعبنا وللطائفة المسيحية خاصة ، إلا وكان المدعو جبرائيل نداف حاضرا فيه . وللمؤتمرات الصحفية قوانين تحكمها ، تختلف باختلاف المتحدث ، الحديث ومضمونه، إلا حضور جبرائيل نداف ، فهو دائما يفلت من هذه القوانين ، تراه دائما بنفس وضعية الجلوس، ينظر بشكل مباشر إلى كاميرا التصوير، يبستم ابتسامة صفراء، فيها دلالة على انه قطع نصف طريقه إلى الخيبة والفشل.
ونصف الخيبة التي حظي بها نداف ، هي عبارة عن الوهم الذي سقط فيه ، وهم تمثيل أبناء الطائفة المسيحية . فهو يريد أن يوهم الناس انه ينطلق من مصلحة المسيحيين نحو المصالحة مع الدولة، مع انه في الحقيقة ينطلق من مصلحة الدولة نحو تضليل المسيحيين.
أما النصف الأخر للخيبة ، فهو في خسارة نداف لدى الدولة من خلال مشروع تجنيد أبناء شعبنا . كان على نداف أن ينطلق في عمله من كونه عربيا مسيحيا، لا كما ظهر متملقا للدولة التي اغتصبت ارض فلسطين وعملت منذ قيامها على تمزيق أبناء شعبنا، فهو يدعو للتجنيد مدعيا زورا وبهتانا مصلحة الطائفة، لتصطدم الدولة بواقع عكس الذي أرادته وهو أن جماهيرنا ترى في نداف إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين، وهي لا تحتاج لمن يظهر كإسرائيلي ، بل تحتاج إلى من يخفي إسرائيليته ليسوق مشروع التجنيد ومشاريع بائسة أخرى.
ونداف لا يحاول حتى إخفاء صهيونيته ، ولم يسع يوما لمساعدة أي من أبناء الطائفة المسيحية من اجل قضية عادلة تواجهه مقابل الدولة ، فهو لا تهمه مصادرة أراضي كنيسة البصة، أو الاعتراف بالقرى المهجرة، بينها اقرث وبرعم، ولم يقدم أي مساعدة من اجل كنيسة أم العمد، ولم يشاركنا في طلب إعادة الكنيسة كمطالبة السفارات الأجنبية للتدخل بهدف تحريرها وإعادتها لأصحابها .
انه كومبارس ، لا يتقن حتى أن يكون لاعبا جديدا في مسرحية التجنيد ، فتراه يُكرر حديث اليميني بن آري بان إسرائيل هي المكان الأفضل للعرب رغم العنصرية ، والمكان الأسوأ لنا في حال لم نتجند. تسمعه يكرر هو ورفاق دربه اتهامات جدعون ساعر لعزمي بشارة أن قطر هي مملكته ، وانه منفي وملاحق ورغم هذا النفي يجالس طلابا جامعيين في عمان في لقاءات ثقافية لرسم الأحلام معا . تسمعه يمدح ويمجد كل من تمدحهم العنصرية ميري ريجيف ، ويذم كل من تمدحهم الحركة الوطنية .
انه كومبارس ، لا يتقن حتى أن يكون لاعبا جديدا في مشروع التجنيد ، ومشروع التجنيد مشروع ضخم ، تُرصد له الميزانيات والدعم الإعلامي، المقروء والمسموع والمرئي، لنشر فكرة التجنيد بين الشبان الصاعدين ، بينما هو حديثه ممل يفتقد للإثارة ، ولا يحرك إلا من لا يحركه ضميره .
حان الوقت لتجاوز فقاعة اسمها نداف، ومواجهة ما سيصبح فقاعة مستقبلا، مشروع التجنيد للخدمة العسكرية .
[email protected]
أضف تعليق