ماذا يفعل السياسيون في لبنان غير عشاوات الليالي الفاخرة وصراخ الصباحات الفاجرة؟

صدر من يومين تقريرٌ يحكي عن الثروة الغازية الكامنة في مياهنا بين اسرائيل ولبنان وقبرص وسوريا،وعن العقود القائمة والمشاريع الكبيرة والاتفاقات بين هذه البلدان ما عدا لبنان الواقف مصيره على الصهر المندور الذي يعتبر الغاز أمر استراتيجي للمسيحيين تحديدا، ولم يفسّر لنا أحدٌ ما علاقة الغاز بالسيد المسيح وهل هنالك ارتباط ما بين زرع الصلبان على رؤوس الجبال من قبل الصهر المندور نفسه وبين الاستراتيجية المسيحية الغازية،وهل هي المسيحية المارونية تحديدا أم ربّما المارونية العونية؟ ولربّما تكون وفق المندور، المارونية العونية البترونية،فحين تغوص في قلة الأدب الى هذا الحدّ الفاجر تصبح أفخاذ جاكي شمعون من معالم القدّيسة تيريزا قطعا...

غريب والله،هل هناك ميكروبة في ماء البترون لا سمح الله وقد أتحفنا النائب المبدئي جدا والصادق جدا والحقوقي المتعلّم بطرس حرب بنظرية بيع المسيحيين للمسيحيين تحديدا أيضا،وكدنا نفترض لولا أن الأمر لم يقتصر على البترون البلدة الجارة والعزيزة والتي يقول عنها الصديق نبيل حكيّم أنها بلد "الرينو رابيد" أي بلد الناس التي تعمل بعرقها وكرامتها...

الأمر امتدّ الى عكار حين احتفل النائب المتحرر هادي حبيش بغزوة استرجاع عقار للمسيحيين،ومن نلوم إذا غبطة البطرك الراعي نفسه قال مرة غداة جريمة بنت الأشقر :ان لا توظفوا الا مسيحيين لبنانيين والحمدلله انه لم يحدد الموارنة تحديدا.

لغة الحجر هذه وعقليته تفوح من أفواه سادة الزمن الضحل الألى ينادون بالخلافة الاسلامية وأرض الجهاد وأهل الذمّة،هؤلاء المتفيهقون الحديثون الذين لم يبلغوا حتى الشهادة المتوسطة والذين لا يعرفون من الاسلام إلا الحوريات والنكاح...وعقد زواج الأطفال بعمر ال11 سنة بناء على روايات من 1400 سنة. لغة الحجر تبدو أمامها أفخاذ جاكي من معالم الحضارة الراقية.

لغة الحجر وأداؤه حينما يدّعي مفتي الجمهورية الإمامة وينشغل بتكفير الناس إذا ما تزوّجوا على غير الشريعة بينما تنتشر الأخبار في كل مكان وعلى لسان رؤساء الوزارة مجتمعين عن ارتكابات مالية تبلغ الملايين من الدولارات ويشاهد القاصي والداني كيف يتمختر ابنه راغب بمواكب من السيارات الفخمة والمرافقين والكلّ يعلم أن معاش المفتي لا يكفي لشراء حتى سيارة واحدة من هذه الأنواع فالرينج روفر الواحد يبلغ ثمنه فوق ال200 ألف دولار، ثمّ أن خير الوعّاظ من يبدأ بنفسه فهل سيكفّر الأب ابنه إذا ما ثبتت شائعة زواجه المدني في البرازيل وهو حقّه في كل الأحوال....وتبقى أفخاذ جاكي أمام ذلك من المكارم الخالية على الأقل من هذا النفاق.

أي بلد سيحوينا ويحمينا وفي عقول مسؤوليه هذا القدر من الحجرية والتعصّب والنفاق،فترى السياسي فيهم ساكتا عن أمور جلل كالقتل والظلم والذبح والسحل والتعذيب والإهانة والإذلال والاسترقاق ثمّ تقوم قائمته وينتفض شرفه لأن جاكي تعرّت على الثلج في بلد نصف رجالاته عراة من أخلاقهم وقيمهم وفضيلتهم ،وفي عالم القرية الكونية الانترناتية حيث الحشمة هي الاستثناء، فها هي وكما حالها دائما، ها هي الشركات الفنية تقوم بغالبيتها على أشباه مطربات لا يملكن سوى عجيزة هيفا وهبة وسماليق مريم كلينك وقطّها عنتر...

وأي بلد سيحوينا ويحمينا وولاة أمورنا ينافقون في عري الأجسام وهم عراة من المدنية القائمة على عدم التعصّب وعدم الاسترقاق وعدم الكذب والسمسرات والسرقات واللعب على وتر الدين والمذهب تهريجا في سبيل استجرار شعبية ، فيجيّشون الناس جاعلين منهم بهائم تتناحر على غاز مسيحي وساحل سني وضواحي شيعية وممالك درزية ومقاطعة علوية وقادة محاور يفرضون ويأمرون وينهون وهم وللتاريخ ليسوا بأسوأ من قادة محاور الحرب سابقا ورؤساء السلم حاليا...

الناس تموت حولنا والمفجّرون يتربّصون بكل حي وزاروب والعالم تئنّ من العوز والقلة والجريمة ...وجماعتنا مختلفون على وزير الداخلية السني وأفخاذ جاكي شمعون....على ثلج فاريّا...

نستشهد بالخير الوسطي كما علمنا القرآنُ”

ونغفو في أفخاذ امرأةٍ...نختار الوسط الضالع فينا

نختار كلاما ربّانيّاً نلبسهُ ويعرّيَنا

فنسبّ عراة الأبدان..."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]