الاربعاء الماضي شهد الكنيست الاسرائيلي عاصفة في وجه رئيس البرلمان الاوروبي، مارتن شولتس، أثناء إلقاء كلمة له، حاول فيها المسؤول الاوروبي إستيضاح عن بعض عمليات التمييز العنصرية بين فارضي الاحتلال الاسرائيليين والواقعين تحت نير الاحتلال الفلسطينيين من حيث إستهلاك كميات المياه للفرد؟!
مجرد اسئلة مشروعة وواقعية من قبل مسؤول اوروبي للاسرائيليين مرفوض. ليس هذا فحسب، بل ومدان، ,أثار سخطا وهرجا ومرج دفع وزير الاقتصاد، بينت بالانسحاب من الكنيست، وقيام اعضاء حزبه بالتشويش والاساءة لرئيس البرلمان الاوروبي. حتى نتنياهو علق ساخرا على كلمة السيد شولتس.
رئيس حزب البيت اليهودي، يصرخ قبل مغادرته مقر الكنيست، تعقيبا على سؤال رئيس البرلمان الاوروزبي: "هذا كذب"! ورد عضو آخر من حزبه الصهيوني المتطرف، " إسرائيل ، هي دولة شعب إسرائيل"! وعاد جماعة التطرف في الحكومة الاسرائيلية للتلويح في وجه المانيا، أرتباطا بجنسية رئيس البرلمان، بدور النازية زمن هتلر ضد اليهود، بهدف إبتزاز المانيا اولا واوروبا ثانيا والعالم ثالثا. وكأن لسان حال اولئك الارهابيون الصهاينة، الذين يعيدوا إنتاج النازية بصور جديدة ضد الفلسطينيين، محرم على اوروبا واميركا واي مسؤول في العالم مجرد إثارة سؤال أي سؤال للقادة الاسرائيليين؟! وعلى العالم ان يقبل بما تفرضه إسرائيل، وتقبل به قياداتها، لانها دولة فوق القانون. وما يجوز لاسرائيل، لا يجوز لغير إسرائيل من دول العالم!؟
عاصفة رئيس واعضاء الكنيست من حزب البيت اليهودي والليكود بيتنا، تؤشر إلى ان دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، ليست بوارد الالتزام باستحقاق عملية التسوية السياسية. والعاصفة ليست مفتعلة وآنية، لا بل هي عاصفة تعكس المزاج السائد في الشارع الحزبي الاسرائيلي وخاصة بين قوى اليمين واليمين المتطرف الصهيوني، وبالتالي لن تهدأ نهائيا. لان انصار هذه القوى ومعها قوى الحريديم المسكونة بالرواية الصهيونية الزائفة، وتمارس عمليات التضليل ليلا نهارا في اوساط اليهود، ترفض من حيث المبدأ خيار السلام إلآ إذا فرض عليها فرضا ومن خلال فرض العقوبات عليهم، لاشعارهم أن خيارهم (الحرب والنعف) ليس مسموحا به، والسلام في المنطقة مصلحة اميركية واوروبية وعالمية، لا تخص إسرائيل وحدها، التي قامت على الباطل، بل تخص كل شعوب وقوى ودول المنطقة والاقليم والعالم.
لعل ما جرى يوم الاربعاء الماضي في الكنيست الاسرائيلي يشكل إنذارا للقادة الاوروبيين والاميركيين على حد سواء، في إدراك المآل، الذي تتجه إليه إسرائيل. يفرض عليهم تدارك الامر قبل إستفحال النزعات العنصرية الصهيونية، والحؤول دون غرق إسرائيل في متاهة النازية والفاشية القاتلة؛ ولجم خيار الاستيطان الاستعماري في اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967؛ ووقف كل الانتهاكات الخطيرة، التي تمس بحقوق ومصالح ابناء الشعب العربي الفلسطيني. وحماية خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
[email protected]
أضف تعليق