انتقد الكاتب تسفي بارئيل في "هآرتس" ادعاء البروفيسور شلومو افينيري في "هآرتس" (10.2.2014)، بأن الرئيس محمود عباس يعتبر "شريكا رائعاً لمحادثات هدفها تحصيل تنازلات اخرى من قبل اسرائيل وتدوينها خطيا، وعندها، لهذا السبب او ذاك، يرفض التوقيع عليها وينهي المحادثات". ويقول بارئيل انه لولا وجود انتقادات لدى افينيري للمستوطنات، لكانت اسرائيل قد ظهرت نقية كالثلج في وصفه الطويل للرفض الفلسطيني.

وأضاف ان "افينيري يعرض اسرائيل وغير الشريك الفلسطيني كطرفين متساويين في القوة، والطاقة والممتلكات، ويقول ان عليهما معا تقديم تنازلات متساوية. وهذا طرح خاطئ. فالضفة الغربية والقدس الشرقية ليست أملاكاً إسرائيلية والانسحاب منها لا يعتبر تنازلا، وإنما شرط أساسي لأي اتفاق. وبالتالي، فان قول ايهود اولمرت، أيضا، بأنه "تنازل" عن الوجود الإسرائيلي في غور الأردن، وأنه كان على استعداد لاخلاء 70 ألف مستوطن والسماح بعودة 5000 من اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، لا يشكل تنازلا، وانما طرح الممكن في شبكة الضغوط السياسية الإسرائيلية. ويحتج أفينيري لأنه لم يتم تقبل هذا العرض "السخي" لأنه يمنع خضوع الفلسطينيين لضغوط سياسية خاصة بهم.

ويقول بارئيل "لو أردنا الحكم بناء على تصريحات نتنياهو فان الصراع لا يجري على الأرض والمستوطنات او الدولة الفلسطينية، لأن الحركة الصهيونية وافقت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال خطة التقسيم، وانما يتواصل بسبب المعارضة المتعنتة للاعتراف بالدولة اليهودية". ويقول بارئيل ان نتنياهو يعرض الأمر وكأنه لو وافق الفلسطينيون على الاعتراف بالدولة اليهودية لكانوا قد حصلوا على كل أراضيهم!. ثم يشير الكاتب الى شرط آخر طرحه شطاينتس، حين قال انه "لا يمكن التوصل الى اتفاق سلام ما لم يتم وقف التحريض"، ويذُكر بأن شطاينتس نفسه رفض اقتراحا فلسطينيا بتشكيل لجنة ثلاثية لمناقشة موضوع التحريض، بادعاء ان من شأن لجنة كهذه منح الفلسطينيين ذريعة لعدم معالجة الموضوع.

ثم يطرح بارئيل الشروط الأخرى التي طرحها بانيت، كرفض التفاوض على حدود 67 مع تبادل للأراضي، ورفضه مرور الحدود قرب شارع 6 كي لا تصل الصواريخ الى شارع 4. ويقول ان الدمج بين مواقف نتنياهو، شطاينتس وبانيت، سيقود الى الصيغة التالية: على الفلسطينيين الاعتراف بأن الدولة اليهودية تحتل اراضيهم؛ وعليهم تقبل الاحتلال اليهودي بمحبة ووقف التحريض ضده، لأنه هكذا فقط يمكنهم الحصول على أراض لا تلامس خطوط 67.

ويضيف ان الحكومة الإسرائيلية قامت ببناء مثل هذه الصيغة، كي تسفر عن الرفض الفلسطيني. ولا عجب، إذن، أن نتنياهو غضب بشدة على بانيت عندما خرج ضد تلميح نتنياهو بأنه يمكن ابقاء اليهود تحت السيطرة الفلسطينية. فنتنياهو، كما أوضح بنفسه، أراد طرح اسفين، واضافة لبنة أخرى الى مبنى الرفض الفلسطيني، لكن بانيت هدم قصره الرملي.

ويخلص الكاتب الى القول: من السهل الوقوع في اغواء سحر البر الذاتي الذي يوفره رفض عباس، طالما نرسم السرد المناسب ونستبعد الحقائق غير المناسبة له. ولكن ولمجرد التجربة، ما الذي سيحدث اذا اقترحت اسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة مقابل ترتيبات أمنية كافية، والاعتراف بإسرائيل واقامة علاقات دبلوماسية كما في الاتفاقيات النهائية مع مصر والأردن؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]