سؤال:

إبني عمره سبع سنوات. هو في الصف الأول. حتى جيل أربع سنوات كنا نعيش في بلد شغل زوجي. قررنا الانتقال إلى بلدنا وزوجي يبقى في بلد عمله. يأتي إلينا كل آخر أسبوع. نشعر بصعوبة من البعد. نريد الانتقال من جديد إلى بلد شغل زوجي. إبني غير متقبل الانتقال. يبكي ويستعطفنا البقاء في بلدنا مع انه متعلق بوالده ويحبه جدا. يرفض تغيير مدرسته. كيف أتعامل مع الموضوع؟! أشعر بحاجتي ﻹرشادك ومساعدتك.

الجواب:

تأثر طفلك واعتراضه من الانتقال هو أمر طبيعي. لا بد للشعور بالألم عند تنفيذ قرار الانتقال. المهم هو تفهم حالته وتوقع صعوبة شعوره.

لماذا يبكي طفلك من التغيير؟

الأطفال ترتاح بروتين العادات. العادة هي شعور بالاستقرار بالاطمئنان. تكرار برنامج الطفل اليومي، أصحابه، معلماته، مدرسته حالات يعرفها وتآلف معها. التغيير هو حالة غموض يرهبها ولا يشعر نحوها بالأمان. لذا هو يعترض ويبكي.

ما نفع التغيير؟

التغيير هو شعور صادم في بدايته. عادة العيش في البلد وفي المدرسة أسلوب حياة معروف ومألوف. كل بداية تغيير تسبب لصاحبها امتعاضا وألما. في مرحلة متقدمة يكتسب من ذلك التغيير خبرة جديدة. تلك هي الحياة. صدمة التغيير هي عبارة عن تجربة يتعلم منها الطفل الكثير.

هل نرضخ لضغوط الطفل؟

بالطبع لا. تنفيذ قرار الانتقال ضروري. الانتقال سوف يجعل الطفل يتعلم التوفيق بين مشاعره غير المرتاحة وواقعه الجديد. يوما بعد يوم سوف يتعلم التأقلم مع التغيير الجديد لدرجة سوف لا يتقبل لاحقا الانتقال للماضي الذي كان مرتاحا فيه. هذا عدا عن أهمية اكتساب تنوع خبرات وتعلم أساليب أنواع تعامل مختلفة مع كل تجربة جديدة يخوضها الطفل.

في كل مرحلة عمرية يمر بها طفلك سوف يعيش انتقالا جديدا غير متوقع. من الحضانة إلى الروضة إلى المدرسة الابتدائية إلى الاعدادية ومن ثم الثانوية و... كل مرحلة عمرية متغيرة لها سمة جديدة وغير ثابتة.

ماذا يحتاج الطفل كي يتقبل الانتقال؟

حين يعلن له الأبوان عن تنفيذ قرار الانتقال يلزم احترام تبدل مشاعره واعتراضه. كلما أصغى له أهله أثناء عبوره التجربة كلما هانت عليه الصدمة. أثناء فترة الانتقال يحتاج الطفل لكثير من تعاطف وغمر واصغاء. يلزم ضمه لكثير من أنشطة رياضية وفعاليات حركية للتنفيس عن ضيقه وألمه. من المهم توفير بيئة عاطفية تساعده على التوفيق مع واقعه الجديد وذلك باستضافة صاحب جديد أو صبي من أبناء الجيران يتآلف معه ويشاركه ميوله. انشغاله الدائم بفعاليات يميل إليها سوف تجعل التجربة الجديدة أسهل والتأقلم أسرع.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]