بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بتمجيده يستفتح كل كتاب وذكره يتصدر كل خطاب وبحمده يتنعم اهل النعيم في دار الثواب، فنحمده ونتوب اليه توبة من يوقن انه رب الأديان ومُسبِّب الأسباب ونتوسل إليه ان يُمهد لنا عنده الزلفة (الارتقاء) وحسن المآب يوم العرض والحساب.
قبل اسبوع فقط ودَّعت شفاعمرو ابنها البار المأسوف على شبابه صافي سعيد خنيفس عن عمر ناهز السابعة والثلاثين عاماً بعد مرض لم يتجاوز الثلاثين يوماً فعمَّت الحسرة وألم الفرقة ليس فقط الاهل والاقارب بل شملت كافة الشفاعمريين على اختلاف انتماءاتهم والذين شاركوا في تشييع الجنازة والتعاطف والتضامن ومشاطرة الأهل بالمصاب المفجع، ثم على مدار الاسبوع تقاطبت وفود المعزين الى شفاعمرو لتقديم التعازي وحَمْل ولو قسطاً يسيراً من ألم وقْع هذه المصيبة على الاهل وبخاصة الوالدين والزوجة وسعيد الطفل الذين فقدوا أغلى ما عندهم مما خفف المصاب وثقل الفاجعة فتحيةً لأهالي شفاعمرو وللوفود المعزية على هذه الوقفة المميزة والتي عبَّرت عن مشاعر التضامن فللجميع اصدق مشاعر التقدير والاحترام والأجر العظيم.
أما أنا فأصبحت مثلكم تماماً في المشاركة والعواطف الفياضة والتضامن ومشاطرة الأسى خاصة وقد عرفت الفقيد شخصياً عن قرب لا لشهرة اكتسبها ولا لمقام ارتقاهُ ولا لمال جمعهُ ولا لعلوم عالية ولا لجاه يطلبه ولا لطموح ماديّ يسعى لتحقيقه، عرفت صافي الابن البار لوالدين متواضعين وزوجاً لامرأة صالحة مخلصة وكأب لسعيد الابن الذي يرقب ببراءته استمرار حنين وعطف الوالدين.
لم يكن صافي الابن الكتوم والزوج والاب المخلص بل كان لوالديه الابن البار والجار والرفيق والصديق والعضد والشفوق. كان الفلاح الذي ارتبط بالزراعة المتواضعة بكد وجد لتبرير وجوده على تربة ارض الأجداد، ليبرهن ان هذه الأرض تستحق هذا الجهد والسعي من اجل تأمين العيش الشريف النظيف الحلال وكأنه يقرأ ويطبق تعليم السيِّد (ق) في موضوع الحلال والحرام.
فلا عتب على أحدٍ عند أسى الوالدين والزوجة والابن لأنه لا يختلف اثنان في شفاعمرو ممن عرفوا الفقيد والذين لم يعرفوه أنه تميز بأخلاق حميدة وصفات شريفة حاملاً همّ الآخرين ساعياً لمرضاة ضميره ومنها الى مرضاة خالقه عن طريق برّ الوالدين . فمن حمل هذه الصفات وتحلى بهذه المزايا ومن خصه الله بوجه وطلعة حسنين وخلق حسن فلا بد ان يكون له حصة عند خالقه. فنسأل الله عز وجل ان يتغمده برحمته ولأهله الرضى والتسليم.
[email protected]
أضف تعليق