انطلقتُ في كتابة هذه السّطور من مبدأ أساسيّ وإيمان راسخ، هو أنّ العمل السِّياسيّ يحتاج إلى نقد دائم ومتواصل، بهدف تحسين الأداء العامّ وتقويمه؛ وعليه، علينا أن نكون منخرطين، فعّالين، نشيطين، وشركاء فعليّين في بلورة مواقف اجتماعيّة في القضايا المُلحة الّتي يواجهها المواطن أو يعاني منها.
أقول مع أسفي الشّديد: إنّ التّمسّك بمن يزعمون أنّهم قادة وذوو تجربة هم، في الواقع، الّذين وقعوا في أخطاء متوالية وفشلوا فشلاً ذريعًا في اتِّخاذ مواقف وقرارات في أبسط القضايا اليوميّة، متمسّكين بعقليّة رجعيّة بغيضة، متّبعين ومنفِّذين سياسة المظاهر، التّرضية والصّمت تجاه العمل والتّضحية من أجل مجتمعهم، همُّهم وشغلهم الشاغل المنصب، وهذا الأمر يزيد من تعقيد وتدهور أوضاعنا الّتي لا شكّ من انعكاسه السّلبيّ على مصلحة المجتمع. وهذا هو حال واقعنا المزري، ووضعنا المتردّي والمرّ.
ما يزيد الطّين بلّة، أنّهم يرفضون كلّ أنواع النّقد الحضاريّ الموجّه لهم أو لعملهم السِّياسيّ والإداريّ شبه المعدوم والمدعوم بالدّلائل، ويتّهموننا بالعداوة، عدم المصداقيّة، وأنّنا نبيع ضمائرنا؛ لأنّ ما نكتبه لا يروق لهم، ولا يتّفق وأهواءَهم، أو لا يخدم مصالحهم، ولا ينسجم مع مخطّطاتهم ومعزوفاتهم المبهمة الخارجة عن الإيقاع، والّتي يصعب على المواطن تقبّلها، فهمها، والامتزاج معها، ناسين أو مُتناسين أنّ الحوار هو سيِّد الموقف، وهو عبارة عن حضارة يراعيها كلّ مَنْ يؤمن بأنّه وسيلة لحلّ مشاكل وهموم المواطن.
تؤكّد زاوية رماح الهادفة إلى التّوعية والإصلاح أنّه لا خيارَ ثالثًا أمام أيّ مخلوق، وخاصّة لمن يعتقد ويفكر أنّه أعلى من الآخرين.
" كلّما تواضعت، رُفع شأنك"، قد تكون من أغنى الأغنياء، أقوى الأقوياء، أعلم من العلماء، لكنّك في منزلة الافتقار إلى الصّدق، الإيمان ومخافة الله.
وأفقر من الفقراء، أضعف من الضّعفاء، أجهل من الجهلاء، وأنت في منزلة الكبار والعظماء.
لُطفًا عزيزي القارئ، أرجو أن لا يُساء فهم ما بين السّطور أو كشف المغزى، لأن هناك من يتعمّد أن يسيء الفهم، وما أكثرهم اليوم! من ذوي النّفوس الضّعيفة الّذين يقومون بخلط الأوراق بتحليلاتهم السّخيفة، غير الواقعيّة وغير العادلة، النابعة من مآرب شخصية وحقد، رغم الوضوح التّام، الموضوعيّة، والشّفافية، لذلك أعتقد أنّ ما نحن بأشدّ الحاجة إليه اليوم وكلّ يوم، هو التّوحّد، التّآخي والتمسُّك بالوحدة وعدم رفضها وتقبّل الآخرين، وتقديم الاعتذار لمن أخطأنا بحقهم، والكفّ عن اتِّباع سياسة التّمييز والمظاهر السّلبيّة بأشكالها المختلفة، ودعم الحقيقة وإحقاق الحق، العدالة والدّيمقراطيّة الّتي ندّعيها حين نفتقدها يومًا بعد يوم.
علينا عدم الانجرار وراء الإغراءات الّتي باتت تسيطر وتحتلّ سلّم الأولويّات، حين عميَت البصائر وغدت القلوب صلبة كالصّخور، وأضحت العيون لا ترى الصّواب، والآذان لا تسمع صوت الحق والحقيقة.
[email protected]
أضف تعليق