هل بالامكان جعل نتيجة الإنتخابات نجاحاً لكل الناصرة وقوّة دافعة لتقدمها وجعلها بلداً يطيب العيش فيه؟

دعا كلٌ من السادة رامز جرايسي وعلي سلام (مع حفظ الألقاب) في حملتهم الإنتخابية أهل الناصرة للتصويت له لمصلحة الناصرة وأهلها وأنا أصدق أن كلاً منهما كان يعني ما يقول.

نتائج الإنتخابات أوضحت بأن السيّد علي سلام قد حقق نجاحاً كبيراً له ولقائمته وأنه حصل على العدد الأكبر من الأصوات (بفارق حوالي 20 صوتاً) وبذلك أصبح رئيساً لبلدية الناصرة.

وزارة الداخلية أعلنت أن السيّد علي سلام هو الفائز بالأنتخابات وهو رئيس بلدية الناصرة القادم. السيّد رامز جرايسي كان أول المهنئين للسيّد علي سلام بعد الإعلان عن فوزه بمنصب رئيس بلدية الناصرة القادم واستلم السيّد علي سلام مهامه كرئيس بلدية الناصرة.

قدّم السيّد رامز جرايسي طلب فرز صندوق ثم قدّم السيّد علي سلام طلب بالغاء الانتخابات لعدة اسباب. قرار المحكمة المركزية صدر بأن الفائز ببضعة أصوات هو السيّد رامز جرايسي. استأنف السيّد علي سلام للمحكمة العليا ونحن بانتظار قرارها.

ان كل من ترشح في الانتخابات أراد الفوز وبفارق كبير وهذا طبيعي جداً. نتائج الانتخابات كانت شبه تعادل بين مرشحين اثنين خدما الناصرة وأهلها طويلاً وعملا سوية ما يقارب 20 عاماً. لكن لا بد من ترجمة نتائج الانتخابات على أرض الواقع لادارة البلدية لمصلحة الناصرة وأهلها.
كيف لنا ذلك؟ ما هو الطريق الامثل؟

الطريق الأول هو طريق التصادم، الذي في نهايته سيكون منتصر ومهزوم ، رابح وخاسر ولكن هل الناصرة ستربح؟

هل فعلاً سيكون رابح وخاسر؟ أم أن الخاسر الأكبر ستكون الناصرة وأهلها؟ وعندها الذي ظن نفسه رابحاً سيصبح الخاسر الأكبر.

الطريق الثاني هو طريق التفاوض للتوصّل لحل مقبول على الطرفين. انه طريق صعب ووعر، يسلكه العظماء وفي نهايته كل الاطراف تكون رابحة: علي سلام ورامز جرايسي، الجبهة، ناصرتي وباقي القوائم. أما الرابحة الأكبر فستكون الناصرة وأهلها.

وهنا إسمحوا لي أن أقتبس من مدرب عظيم قوله عند مواجهة الأزمات:"إن ما يحدد مصيرنا يعتمد 10% منه عمّا يحدث معنا و 90% على ردة فعلنا."

إن هذا صحيح لكل مرشحٍ, قائمةٍ أو حزبٍ ولكل إنسان. نتيجة الانتخابات ستؤثر بقدر 10% على مستقبل ومصير كل من السادة علي سلام ورامز جرايسي، وعلى مصير ومستقبل كل من الجبهة وناصرتي والتأثير الأكبر بقدر 90% على مصيرهم سيكون بناءً على ردة فعل وتعامل كل طرفٍ مع هذه النتيجة.

بالتوجّه الايجابي، بالامكان جعل نتيجة الانتخابات نجاحاً وانتصاراً للجميع، ان اختاروا ذلك. وأنا أدعو السادة علي سلام ورامز جرايسي، الجبهة وناصرتي وباقي الأطراف أن يختاروا هذا الطريق وهو الأفضل للناصرة, لأهلها, للبلدية, لعلي سلام ولقائمة ناصرتي, لرامز جرايسي وللجبهه.

نعم، هذا ممكنٌ وأنتم: الاخوة علي سلام ورامز جرايسي، الجبهة وناصرتي، قادرون على جعل نتيجة الانتخابات نجاحاً لكل الناصرة وقوة دافعة لتقدمها وجعلها بلداً يطيب العيش فيه.

المدرّب المهندس ابراهيم عواد
كليّة مايسترو للتدريب والتنمية البشريّة

الناصرة 29.1.2014

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]