لفت فريق "أخوات السرعة" المكَّون من مجموعة شابات فلسطينيات الكثير من الانتباه في المجتمع الفلسطيني، وتقول الفتاة نور داود (22 عاما) إنها تحب سماع صوت محرِّك سيَّارتها، فتقوم بفتح غطاء محرِّك سيَّارتها الـ"بي أم دبليو" المعدَّل، ثم تدوس على دواسة البنزين وتدع المحرِّك يدور والسيَّارة في حالة الوقوف - فهذه الطريقة هي الأفضل لسماع قوّة محرِّك سيَّارتها.

تقول داوود: "إنَّها حقًا سيَّارة قوية، سيارة بي أم دبليو موديل 320i بمحرِّك سعته ثلاثة لترات، كنت أريد في الواقع تحويل غيارها من الأوتوماتيكي إلى اليدوي، ولكن جميع أصدقائي نصحوني بعدم فعل ذلك وقالوا لي إنَّ ذلك سيؤدِّي إلى قتلي بسبب طريقة قيادتي السيَّارة".

ونور داوود واحدة من فريق "أخوات السرعة" في رام الله. ويضم هذا الفريق ثماني شابات مسلمات ومسيحيَّات تتراوح أعمارهن بين تسعة عشر عامًا وثمانية وثلاثين عامًا، شكَّلن أوَّل فريق للمتسابقات في تاريخ فلسطين .

وفريقهن يشارك فريقهن في سباقات تُقام في جميع أنحاء الضفة الغربية، وكذلك أيضًا في الأردن ومصر، ولا يندر أن يتفوَّقن على زملائهن الرجال.

المتسابقة فرح زحالقة تحبّ قيادة السيَّارات منذ نعومة أظافرها من جنين عمرها تسعة عشر عامًا وهي أصغر شابة في فريق أخوات السرعة.

وأصغر هؤلاء المتسابقات الشابة مرح زحالقة التي يبلغ عمرها تسعة عشر عامًا. وهي من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية، كما أنَّها تدرس إدارة أعمال في جامعة بيرزيت.

صعوبات مع بداية الفريق

وفي البداية لم يكن يرق للبعض في مدينة جنين المحافظة رؤية فتيات يشاركن في سباقات السيَّارات للمحترفين في ملابس السباق الضيِّقة وبخوذة على الرأس، ولكن توقَّف ذلك عندما بدأت مرح حصد الميداليات الجوائز، والآن يتم دعمها وتشجيعها بحسب قولها من قبل الجميع، وعادة تشارك المتسابقات في سباقات السرعة عندما يرغبن في قياس قدراتهن.

ومن التدريبات التي يمارسنها هناك مسار تتخلله حواجز يجب اجتيازها، وهذا ما تمتاز به المتسابقة بيتي سعادة التي يبلغ عمرها ثلاثين عامًا وهي من بيت لحم؛ تعمل بيتي سعادة طوال أيَّام العمل عندما لا تشارك في سباقات السيَّارات موظفة في واحدة من القنصليات

وتقول المتسابقة بيتي سعادة ضاحكة: "عندما أشارك في السباقات تنكسر أظافري، اضطررت قبل آخر سباق للسرعة إلى تقليم أظافري، فقد انكسر منهما اثنان؛ ولكن والدتي قالت إنَّ كسر الأظافر أفضل من كسر العظام".

وبيتي من أسرة متسباقين، فقد كان أبوها من أبطال الرالي في المكسيك، كما فاز أخوها في بطولة سباق السيَّارات لعام 2009 في الضفة، ويملك والدها الآن في مدينة بيت لحم مركزًا للتسوّق - وهو مموِّلها الرئيسي. كلفت سيَّارتها ثلاثين ألف دولار أمريكي - ولهذا السبب فقد حزن أبوها عندما احتلت بيتي في سباق السرعة الأخير المركز الثاني فقط؛ إذ احتاجت دقيقة وخمسة عشر ثانية لقطع مسافة السباق، بفارق خمس ثوان عن الفائز الأوَّل، وهو شاب من رام الله - ويا لها من ضربة حظ سيئة.

وتقول بيتي سعادة: "عندما نكون جيِّدات ونتفوَّق على الشباب، فعندها يصبح بعضهم حسودين وخاصة أولائك الذين نهزمهم،ولكن هناك غيرهم يرغبون في وجودنا في السباقات التي يشعرون بأنها مملة من دون الفتيات".

وتقول المتسابقة سونا عويضة التي تشارك في سباقات السيَّارات منذ أكثر من ستة أعوام إنَّ النساء الفلسطينيات لم يعدن يواجهن صعوبة مثل ذي قبل في متابعة اهتماماتهن بشكل مستقل.

وهذه الشابة التي تعمل لصالح مكتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ترى تقبل المجتمع الفلسطيني لنشاطات فريق أخوات السرعة خير دليل على أنَّ هذا المجتمع يتغيَّر نحو الأفضل - وليس فقط في مجال الرياضة بل في الحياة بصورة عامة. وتقول إنَّ "النساء الفلسطينيات أصبحن قادرات أكثر وأكثر على التمكّن من إثبات ما لديهن من مواهب ومهارات".

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]