معظم السوريين كما تناهى إلى سمعي لايرغبون برؤية الجمع بين الطيب والخبيث، وبين الأساس والطاريء .. بين ممثل الدولة السورية وبين ممثل الأميركي وبقية الممولين والداعمين الطاعنين في قتل سورية.
لا يريدون مشاهدة الصورة التي لا تأتلف مع طبيعة المعركة التي يخوضها جيشهم المظفر وهم على صبر بانتظار ما سيحمله اليهم من نتائج، ولسان حالهم يردد اننا سنتحمل وعزيمتنا لن تتغير، وسنعطي ما استطعنا العطاء ولن نبخل، المهم ان ينتصر جيشنا في معركة بقائنا.
تلك الصورة في سورية ثبتت منذ الاعلان عن جنيف ـ2، باتت قاعدة للصغير والكبير، فالعالم السوري على غناه الانساني والاجتماعي والصمودي مازالت لديه كل عوامل التحدي، وما زال الأمل موحيا بان الغد له وما عليه سوى الانتصار طالما أنه بات يملك عوامله، وليس هنالك من مفاجآت معاكسة.
هو يسخر من أولئك المعارضين المفلسين في جنيف الذي يديرهم الأميركي والمال العربي ويصنع لهم حتى الكلمات والجمل التي لايحكى غيرها، واما المواقف فهو من يركب لها رجلين، فيما النصائح كل ثانية عبر سماعة خاصة مربوطة لاسلكيا به من اي مكان موجود فيه.
فكيف بالتالي يمكن للسوري أن يقبل صورة المعلم وليد المعلم ومن معه مقابلا تلك الحفنة من غير المقبولين شعبيا، فهذا أحمد الجربا راعي الغنم والمهرب وصاحب الحيل الرفيعة في تهريب الأموال وتبييضها، وذاك ميشال كيلو الذي كل ماسألته عن أي شخص في سورية أجابك بأنه مخابرات فصار في النهاية صناعة أميركية وادعى كثيرا أنه علماني وهو غارق في طائفيته، ثم برهان غليون الذي لم يخرج عن كونه منظرا فاشلا صار له حلم ذات يوم بان يحكم سوريا ليلغي العلاقة مع ايران وحزب الله وحماس وليتخلى عن الجولان ويجعل تعداد الجيش السوري خمسين ألفا فقط ان لم يكن أقل، وهناك هيثم المالح الذي عاش على محاربة النظام والدولة واختفى في ثوب المختفين عند حاجة ” الاخوان ” اليه ..
أشكال غريبة يمل المرء منذ لحظة النظر إليها، فكيف وهي تحالف أعداء سورية والأمة، وتقيم علاقات الى حد الخيانة العظمى .. قيل إنها في الأشهر الأولى من الصراع على سورية حزمت امتعتها بعدما اقتنعت ان ايام الرئيس السوري باتت أسابيع معدودة وما عليها سوى الاستعداد لتعبئة الفراغ ، فاذا بها اليوم تقتنع بشكل معاكس ان الرئيس باق ، وان كل من يقول لهم العكس يضحك عليهم او يهزأ ويسخر منهم ، وان الدنيا في سورية في كامل اشراقتها ، ولم يعد السوري متذمرا سوى منهم ومن القوى التكفيرية على ارضه الطيبة، وان السوريين يعرفون تمام المعرفة ان هذه المعارضة التي تحاول التقاوي في جنيف ليست سوى ادوات صغيرة في يد الكبار.
يرفض السوريون مشهد اللقاء بين الوفد السوري وبين وفد الائتلاف، لابل يسخر البعض من هكذا لقاء وكان تمنى الا يحصل .. وعندما يقال للسوريين ان المشهد ضروري في هذه الظروف لأنه رعاية اميركية روسية وللروس فيها خصوصيات، وانه مثلما هجم على سورية بعصاباته، فهو هاجم ايضا بسياسته عبر ذلك المؤتمر الذي لن ينتج في أسوأ الأحوال سوى مؤتمر آخر او مؤتمرات اخرى على شاكلته، لكن باسماء مختلفة.
يخترع السوريون نشيدا للصبر، وما أكثر الكلمات التي تكتبها قدراته وامكانياته وحنينه الى ماضيه وتمسكه بدولته، ولا بأس بدموعه ودمه.
صحيفة الوطن العمانية
[email protected]
أضف تعليق