حقيقة لو تعمقنا في الاوضاع العالمية سياسيا , لوجدنا الارتباط التام والكامل والمتكامل, من حيث الترابط بقضايا مصيرية دولية , فحواها في الاول والأخير مناطق استراتيجية تهدف الى تعزيز قوى الدول العظمى وعلى رأسها (امريكا وروسيا) والصين ودول اوروبا , فكل يخوض غمار السياسات وفق برنامجه الآني اليومي والشهري والسنوي , اما الدول الكبرى تحديدا فهي العنوان الاول والأخير لكل تحرك عسكري او اقتصادي يعود بالفائدة عليها , ومن هذا المنطلق نرى كمحللين سياسيين ان الدول العظمى هي المؤشر والمحرك لكل مشروع سياسي او اقتصادي او عسكري وبتشاور مع الدول الحلفاء لها , حتى يتم بدء المشروع سويا وبتقاسم الارباح معا , وكل يأخذ نصيبه من الغنائم المستحقة بعد انتهاء الحرب العسكرية والاقتصادية من ثروات اهمها النفط والذي هو المصدر الاول والأخير والذي يشغل افكار امريكا والغرب معا , لتأمين احتياطي البترول لسنوات مستقبلية اطول مع الزمن, حتى لا تتأثر منها ابدا.
الملف الايراني: نلحظ ان الاتفاق الذي تم بين ايران ودول اوروبا وأمريكا , في قضية تخصيب اليورانيوم هو الملف الآسخن في منطقتنا الشرق اوسطيه تجاه ما يقلق اسرائيل والغرب معا , على الرغم من ان المعاهدات الدولية والعالمية تنص على استعمل التقنية والذرة لمشاريع مدنية وصناعية لتطور الدولة ومرافقها في الاعتماد على نفسها .. ويبدو ان امريكا والحروب التي خاضتها في العشر سنوات الاخيرة وكانت عناوين فشل لها في العراق وأفغانستان وإرهاق جيوش التحالف وأمريكا , لن تسمح لنفسها في الخوض لدوامة اخرى مع ايران , وتكبد خسارات مستقبلية اكبر مما حصل , فقررت اللجوء الى الحلول الدبلوماسية متخطية كل الضغوطات عليها ومقررة ان هذا هو الحل الأمثل كي تكسب ماء الوجه ويبقى لآيران مكسب الدولة العظمى تدريجيا مع ما يسمى برنامج المراقبة مع السنوات القادمة.
الملف السوري: روسيا دولة عظمى ونفس الوضع والحال امريكا , وهما غير معنيتين في صدام او حرب تنهكهما , فمع الحلول الدبلوماسية يكسب الاثنان معا, وهكذا قرروا ان يتم حل القضية السورية بالدبلوماسية ايضا وعلى نطاق ما حدث لآيران , فبوابة اللاذقية عبر البحر الابيض المتوسط هي المنفذ الوحيد المتبقي لأسطول الروس منه وعبر ألمتوسط ناهيك عن الاستثمار في الثروات السورية من الغاز والنفط والصادرات والمنتوجات الاخرى , فسوريا بوابة استراتيجيه لروسيا وكذلك الحال ايران التي تحاذيها حدودا, ومن هنا فنرى ان الانتصار الروسي في هذه السياسة دبلوماسيا واستراتيجيا قد انتصر على امريكا والحلفاء , حيث ان الاخيرة وافقت على مطالب روسيا والصين معا لعقد مؤتمر جينف والواقع في الواحد والعشرين من يناير القادم, والذي بموجبه سيتم الاتفاق على صيغة انهاء الحرب الدائرة في سوريا.
الملف الفلسطيني: بعد ان تم العجز في التقهقر وعدم التقدم لأمريكا والحلفاء على المسار السوري والإيراني , وكل ما خطط بدأ ينهار ويتقهقر, كان الملف الفلسطيني مخفيا في جوار ير البيت الابيض الى ان تحين الساعة الملائمة من اجل ان يخرجوه بديلا لفشل المسار السوري والإيراني , ومع مزيد من الحزن والآسى نرى ان هذا الملف الذي عاث به الخراب منذ عام 1991/91 ومؤتمر مدريد وأوسلو وواوي بلانتيشن وشرم الشيخ وغيره من الاتفاقات التي كتبت حبرا على ورق , بقيت عالقة وجف حبرها دوت التنفيذ , واليوم اخرجوا ملف الفلسطينيين وأصبح كيري ضمن جولاته المكوكية يزور اسرائيل والسلطة الفلسطينية , ومن ثم نحو الاردن وعمان والسعودية والرياض , حتى يجعلوا من هذا الملف اضحوكة ومهزلة التاريخ , وهو يبقى الملف الاصعب والأقسى تفاوضا , لان التكافؤ والمساواة بينه وبين الشروط والمطالب الاسرائيلية ورفض الفلسطينيين مؤشرا واضحا على الشرخ وعدم التقدم قيد انملة في هذا الملف الذي بدونه ستبقى القضايا عالقة الى حين.
الملف العراقي : هذا الملف الذي لاقى نوعا من الانفراج ألاحتلالي العسكري الامريكي , والضربات التي تلقها الجيش الامريكي في العراق , بقي محور الصراع للمنظمات الاسلامية التي تدخل الاراضي السورية مدججة من قبل الدول العربية وعلى رأسها السعوديه والأردن, والموالين لهم ولحضن النظام الامريكي , وتخرج هاربة من ضربات الجيش السوري نحو الاراضي العراقية , وتنال الضربات كيفما تتحرك, وعليه فتخلت عنها القوات الداعمة لها , نظرا لفشلها وعدم انتصارها لا في سوريا ولا العراق, وسريان الهدوء بعد الحل في جينيف لسوريا سيكون كذلك الامر للعراق بمساعدة ايران وروسيا والصين معا.
الملف اللبناني : لبنان بلد الصراعات الدبلوماسية ومنذ سنوات خلت وما انفك يصارعها من حين لآخر, ناهيك عن الانقسامات في التيارات الحزبية 8 اذار و 14 اذار وحزب الله وحلفاءه فجميعهم لبنانيون ويرغبون في سريان الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتن, ولكن للآسف يبقى الوضع مقلقا, بعد موجة الاغتيالات التي خلفتها منظمات ارهابية تحسب على فصائل اسلامية وتارة على تيارات حزبية , وعدم الهدوء والاستقرار وارد, ناهيك عن اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وما يعانونه من ظلم وحياة قاسية واتهامات لهم بدعم تيار على اخر, فزجهم في خانات الانحياز وارد على الرغم من عدم صحة الاثبات .. وعليه فالا نفجارات ما شاء الله والقتل مستمر وبلا توقف والتصريحات العلنية قائمة والتهديدات مستمرة,, وضع مقلق لا نفاذ منه او هدوء مسيطر , بل عنفوان الحرب اقرب في القدوم والأمر وارد.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
تحليل منطقي عما يدور من احداث في منطقتنا في الشرق الاوسط .. رائع ما دون ابو خالد.. قدما ومع التحليل والنقد الواضح دوما.