حبٌّ أعمى
(للنّاصرة الحبيبة، على رجاء عميق أن تزول عن سمائها هذه الغمامة السّوداء!)
إياس يوسف ناصر
ماذا تقولُ النّاصرَهْ
جئنا إليها
قبل يومينْ
فوجدناها محاصَرَهْ
بأهلِها محاصَرَهْ
بشبّانِها
بخوفِ أطفالِها محاصَرَهْ!
لله!
كيف صارَ صوتُ النّاسِ
سوطًا للجروحِ الماطرَهْ
وكيف صار صندوقٌ
من ورقْ
يحوي جميعَ النّاصرَهْ!
يحوي الكنائسَ والجوامعْ
يحوي المنازلَ والشّوارعْ
يحوي الجليلَ كلَّهُ
وقلعةً عريقةً
في داخلِ الصّندوقْ
تُسمّى النّاصرَهْ!!
من قالَ من قالْ؟!!
إنَّ أرضَ النّاصرَهْ
صارتْ
كوجهِ طفلةٍ حزينهْ
وأصبحتْ روايةً
للحقدِ والضّغينهْ
وزنبقًا كئيبًا
بمدخلِ المدينهْ
وساحةِ المدينهْ
من قالَ من قالْ؟!!
إنّها قد أصبحتْ
بأهلِها سجينهْ
بأرضِها سجينهْ
وإنّها صارتْ
كصوفيٍّ حزينٍ
ضيّعَ السّكينهْ
وإنّ ماءَ الحقدِ
والبغضاءِ
يجري
من ثقوبِنا
ليُغرقَ السّفينهْ!
من قالَ من قالْ؟!
هذا هراءٌ
من هراءْ!
إنّي أريدُ
أن أراها
مثلَ كلِّ مرّةٍ
هديّةً من السّماءْ
ومَبعَثًا للكبرياءْ
إنّي أريدُ
أن أراها
مثلَ كلِّ مرّةٍ
صديقةً للشّمسِ
والنّجومِ والعلاء
إنّي أريدُ
أن أراها
مثلَ كلِّ مرّةٍ
سيفًا صقيلًا
للإخاءْ
وأن أرى زنبقَها
ككلِّ مرّةٍ
مُعرِّشًا
على البيوتِ
والوجوهْ
وأن أزورَ
ساحةَ العينِ
لكي أعرفَ
مثلَ كلِّ مرّةٍ
أنّ جميعَ ما كتبتُ
في الجمالِ
لم يكنْ إلّا هباءْ!
قد قيلَ ما قد قيلْ
ولا أريدُ
تصديقَ الذي قد قيلْ
لأنّها
النّاصرَهْ
مدينةٌ
عصيّةٌ على
دجى اللّيلِ الطّويلْ
مدينةُ
القرآنِ والإنجيلْ
مدينةٌ...
حقٌّ علينا
أن نسمّيها الجليلْ!
[email protected]
أضف تعليق